الخميس، دجنبر 31، 2009

سبع أمنيات على بوابة السنة الجديدة




نشر في مرايا بريس





أي ربي أن لي أمنية : أن أرى في وطني السنابل تنحني في تواضع هذا الربيع وكل ربيع،

والمظلومين يفك قيدهم ،

أي ربي إن لي أمنية ثانية : أن أرى الكلمات تخرج واضحة من قلوب المخلصين ممن

أبدعوا ومن سولت له نفسه اقتراف الكتابة والشعراء.

أي ربي إن لي أمنية ثالثة: أن يعود اللاجئون إلى أوطانهم وان يسكن الفقراء الذين أسقطت

الأمطار حيطانهم وان أرى الأيتام والثكالى تكفكف دموعهم.

أي ربي إن لي أمنية رابعة:أن أرى في البرلمان من القرية نصف النواب ومن المدينة نصفه

حسب منطق الإحصاء.

أي ربي إن لي أمنية خامسة :أن يشتغل المعطلون كلهم والذين هم ختموا الدراسة ذات صيف

بشهادة وكبرياء.

أي ربي أن لي أمنية سادسة :أن يتزوج الذين بلغوا سن الرشد ،والذين أجلت أعراسهم ويلعب

الذين لم يبلغوا الحلم مثل أقرانهم.

أي ربي إن لي أمنية سابعة :أن تحفظ شبابنا من مكر الأعداء، والحالمون يا ربي حقق

أحلامهم.


نورالدين البيار

الثلاثاء، دجنبر 22، 2009

ثورة الخبز في زمن الجبن

لم يكن يعلم شكري رحمه الله ،صاحب الخبز الحافي أن هناك خبزا آخر مدهون بالجبن أكثر غرابة وبؤسا من خبزه مع العلم أن لا شيء يجعل الخبز لذيذا كالجبن ،خصوصا ساعة الإفطار صباحا ،وهناك من يفضله في المساء ،أو هكذا قال أحد دكاترة الجبن في القرن الواحد والعشرين وهو يناظر صديقا له استاذا في علم الخبز ، وهو مصر أن الخبز الحافي لن يكون مقنعا بدون جبن ،بينما الدكتور الآخر له رأي مغاير يرد على فيلسوف الجبن بأن الخبز الحافي أيضا له لذته في زمن الجبن وجاء ببعض الأدلة على ذلك ،منها أن الخبز بدون جبن مقبول جدا ومستساغ بينما الجبن بدون خبز طعمه لا يستساغ
وقد يصيب المعدة بذبحة الجبن التي يقال والله اعلم أنها من أخطر أمراض العصر،لكن أجابه الفيلسوف بلغة الواثق من جبنه أن العلم تطور ووصل إلى مستويات لا يستهان بها،في مجال معالجة الأمراض الفتاكة ، ربما لكن هذا مرض عضال معدي ،إن هناك أفواها يا سيدي تفتح لأجل الخبز وفي عرفنا نقول :فلان يبحث عن خبز أو كسرة منه ،وليس طرفا من جبن وان كان يمتلك مصنعا للجبن فهو قطعا يحتاج إلى الخبز ،لان الخبز في رأيي المتواضع أهم .
إن الجياع لن يصمتوا أكثر يا دكتور إذا أحسوا أن خبزهم في خطر وحتى الخبز نفسه لن يسكت وسيتحرك بدون جبن ،
أنا في رأيي يا دكتور أن كل المصائب والكوارث في العالم اليوم بسبب تفضيل الجبن على الخبز وعدم الاهتمام بالأولويات ،فأنتم تتبنون نظرية الجبن ونحن نتبنى نظرية الخبز حتى ولو كان حافيا ،ريما لكن جوابك لم يكن شافيا ،كان شافيا لكن ربما غير كاف بخلاف جوابك أنت ،فرغم كثرة الكلام إلا انه غير دال ،فدلالته غير ملموسة بشكل جلي ،لان الموضوع يحتاج إلى أكثر من وقفة تفكير وأكثر من حبر على ورق .
نقطة إلى سطر الكلام ،فقد تكتمل المناظرة ،لكن بدون مقدمات .

تصبحون على حلم .



نورالدين البيار

الاثنين، نونبر 16، 2009

رومانسية الفيديو كليب







قال احد الأدباء يوما :هل يمكن أن نجد في القبح جمالا؟ ربما . لكن وقياسا عليه ،هل يمكن أن نجد في الفيديو كليبات رومانسية؟
في الفيديو كليب والذي عادة ما يكون اشد البعد عن الواقع المادي والمعنوي إذ يبدوا المطرب أو المطربة صاحبة الفيديو في واد والموضوع في واد آخر ،قد تجد أغنية تتحدث عن الفراق وخسارة الحبيب وفي الفيديو مجموعة شباب وبنات يرقصون! ،ترى يرقصون على ماذا على خراب بيت ،المطرب صاحب الدور في الكليب طبعا ، وقد نجد المطرب فرحان جدا والموسيقى حزينة ،لا علاقة ،وقد نجد اللهجة عربية جدا أو مغربية والديكور والإكسسوارات !! والألبسة غربية جدا لندع الشكل قليلا ونتجه إلى المضمون أو بيت القصيد من الفيديو كليب ،
المطربة المغمورة أو المطرب الشحرور لم يتزوج بعد ولا تربطه علاقة حب مع أي فتاة ،وكذلك المطربة حسب ما يصرحون به في القنوات ،التي تعنى بأخبارالفن !،ليس لديهم أي علاقة ورغم ذلك لا يتوانون في ترديد كلمة احبك ،بتحبني ،واحشني ،حبيب عمر ي روحي ،حياتي ادوب في هواك ،... إلى آخر المصطلحات التي تصب في منحى الحب والعلاقات ، في أسلوب مليء بالكذب والتناقض فالمطربة تبقى على مدى سنوات تتغزل في الأغنية بفارس أحلام فيديو كليبي، لكل كليب فارسه الخاص ،ثم تأتي وكالات الأنباء الفنية لتخبرنا أنه قد ثم عقد قران المطربة الفلانية على فلان الفلاني في فندق فخم تحت تصفيقات الجمهور في الفيديو كليب الذي لم يظهر فيه زوجها الحقيقي ،وهي تضحك علينا كل مساء ،وهي حتى لا تعلم كلمة حب ,أتحدى من هنا أي مطربة تقول لي أنها تفهم معنى حب حقيقي،طبعا لا تعرف كلمة حب أو رومانسية ولو كانت تعرفها لما غنت عليها لهذا الكم من الناس وفي كل أغنية شكل وكل كليب بحبيب ،والضحية هو الزوج الشهم و المغيار !!!زوج المستقبل الذي عليه أن يتحمل التطبيع مع الخيانة الفيديو كليبية، من يدري؟ فقد تتحول في أي وقت إلى واقعية .

نورالدين البيار

الأربعاء، أكتوبر 07، 2009

الحب الإلكتروني﴿المقدمة﴾





إذا كان كلامنا عن هذه المسألة يقتضي ا لإيجاز فسوف أوجز قدر المستطاع لكن من شفه سقم من ذكركم كيف يكبح قلبه الذي يفيض حبا ،وتعروه رعشة لذكراكم ،إن في القلب كلام كثير لكن مقامنا لا يسمح بالبوح وان كان كتمان الحب يضر فان إعراض الحبيب أضر ،أيتها الآنسة المتشحة بسوادك البريء لا تظلميني ولا تظلمي قلبي ،فتكوني ظالمة،والظلم لا يحبه الله ربنا ،.أحببت أن ابدأ بالسالف رغبة في توضيح أن الحب والظلم يجتمعان في أكثر من مناسبة ولان آلاف العشاق مظلومون ،منهم من ظلمته الحبيبية ،ومنهم من ظلمته العشيرة،ومنهم من ظلمته الدراسة ،ومنهم من ظلمه الزمن آه يـــــــــــــــــــازمن ،ومنهم من ظلمته الظروف التي يمر بها عشاق أو شباب هذه الايام.
إذا كان لزاما على الإنسان أن يؤمن بالحب ،فلزام عليه أيضا أن يتعذب ويصبر لهذا العذاب النفسي ،خصوصا إذا كان الحب عذريا ،لأن العلاقة بين البنت والولد، قبل الزواج ، اليوم نادرا ما تكون عفيفة .والله أعلم
الحب يختلف من زمن لآخر فقط من حيث المظاهر أما الجوهر فهو واحد، ومن يقول خلاف ذلك فهو لم يحب يوما ولم يجرب الحب ولو من بعيد وهذا نوع آخر من الحب.، المهم أن العلاقة تكون مطبوعة بنوع من الانجذاب وإلا لما كان هناك رجل ولا امرأة ،فالانجذاب فطري ،والذي ينبغي أن ينبني على صفاء القلب والسريرة وطهر النية ،حتى تسمو العلاقة العاطفية وتسمو معها الغريزة الجنسية على حد سواء،أعوذ إلى الحب الذي تغير مظهره ،فقد كنا نسمع وما زلنا كثيرا عن الحب من أول نظرة ،وهو المشهور من قبل،لكن أصبحنا نرى، مع المتغيرات العصرية على مستوى التواصل ، الحب من أول همسة على<< الموبايل>>ومن أول نقرة على ملمس الحاسوب ،أو على زر الفأرة الأيسر،وربما من أول رسالة نصية قصيرة س،م،س،وهذا ما يمكن أن يوصف بالحب الالكتروني ، المشكلة المطروحة بخصوص هذا النوع هي:هل سيصمد هذا الحب في الواقع ؟ربما.في هذه السلسلة سنحاول أن نغوص أكثر في مختلف مناحي هذا النوع من العواطف التي تؤدي إلى العلاقة الواقعية ،مبرزين مختلف أنواع وسائل الاتصال الحديثة وكيف يمكنها أن تساهم في توحيد قلبين فرقتهما المسافات أو العادات ،وكيف يمكن أن يتبلور هذا الحب ليصبح بذرة تنموا في كنف العلاقة الشرعية بين الرجل والمرأة ،وقبل الغوص في دروب العواطف على الهواء مباشرة نلقي بتقديم واقعي للمقارنة إن شئتم،ثم نرتقي بالموضوع إلى الافتراض أو الالكترونيات ،كما ادعو جميع القراء الأعزاء أن يتفاعلوا مع الموضوع حتى نخرج بنتيجة وسط ورأي مشترك و اثراءا للنقاش لنفيد ونستفيد من بعضنا البعض وننير دروب أناس تاهوا بين الأسلاك من جهة ونضمد جراح كثيرة خلفتها الأسلاك ، ،.
إن الحب العربي والذي شغل فطاحل الشعراء وكان من أكثر الكلمات مرادفا في القاموس إلى جانب السيف والجمل ،فالحب هو الغرام والهيام وهو أيضا الوجد والكلف والوله ،كثيرون عنه تكلموا وبه انشغلوا وقد كتبت ديواني شعر عن الحب العفيف ،لم يطبعا بعد ،والشعراء أبدعوا أشعارا وحتى اليوم لكن من جرب ليس كمن لم يجرب ،والعرب قالت قديما ،ليس الخبر كالمعاينة ،في البدء كنت أقول لماذا يتحدثون عن الحب وهل يوجد إحساس فعلا يعاش ،حتى وقعت فيه،لا أنكر أن تجربة الحب جميلة لكنها صعبة وأحيانا جارحة ،.
لا أذكر أول مرة أحببت ولا أظن أني أحببت في مرحلة الطفولة لكن علامات الشعور بالحب بدأت وأنا في أولى سنوات الإعدادي ،في بداية تسعينات القرن العشرين ،كانت تدرس معي فتاة جميلة بيضاء البشرة رشيقة القد هيفاء القوام ،طويلة مهوى القرط، بتقطيعة شعر رباعية رائعة ونظرات بريئة ،ومشيتها التي يمكن وصفها بأنها سحابة تمشي لا ريث ولا عجل ،كنت ارقبها في القسم وفي ساحة المدرسة ،أراها من بعيد لكنها لا تراني اتبعها خلسة ولا تتبعني ،لا اكلمها ولا تكلمني إلا في حدود درس القواعد والمحفوظات وما سوى ذلك نحن مفترقان في الفصل وبيننا تلاميذ ودروس وضجيج وعادات وأستاذ وبعض النظرات ،عندما أراها أشعر بانشراح وكل ما كان من هم راح ،أودعها مساءا وأتمنى سريعا لو يأتي الصباح ،دخلت قلبي سريعا قبل أن اعرف الرسميات وآداب الدخول لذلك لم أدخل قلبها ،أتراني كنت بريئا أم مغفلا ،؟ وتساءلت كثيرا لماذا لم أوقفها واكلمها لماذا؟هل كنت خائفا أم هو ارتباك أول يصاحب الحب العفيف؟.إن المرأة مخلوق ضعيف قوي في الوقت نفسه ،المصريون يقولون بحر النساء {غويط} يعني عميق ،لكن المرأة مهما قيل تبق الأجمل بدموعها وكلامها وعطفها فهل يوجد في دنيا البشر مثل الأم رأفة وحنوا؟

يتبع




نورا لدين البيار

الثلاثاء، شتنبر 15، 2009

وصية إلى مهاجر سري





لا ترحل أرجوك أيها الأخ العزيز ،فالشتاء كان باردا هذا العام والصيف سيكون حارا حسب نشرة الأحوال ،!يا

أخي مهما ابتعدت شمالا وجنوبا فلن ينساك أهلك ،ولن تجد عوضا عن حنان الأم ودفء الوطن،

لا ترحل أرجوك أيها الأب وتترك أبناءك الصغار يبكون ليل نهار ،

لا ترحل أيها الحبيب المتيم وتترك حبيبتك لنظرات الفضوليين وغمزات شباب قارعة الطريق ،

لا ترحل أيها الفلاح ،النشيط ،وتترك أرضك للغريب وقت الحصاد ،

لا ترحل أرجوك يا ابن الدرب ففي رأسه أصدقاء ينتظرونك في مقهى الحي

لا ترحل أيها الأستاذ ففي القسم تلاميذ ينتظرون إجابتك في علم الجبر فبعدما رحلت أنت لم يجبر بخاطرك أحد

لا ترحل أرجوك ففي الحي بيت تآكلت حيطانه من كثرة الجلوس تحته ،كل مساء ،

لا ترحل ففي الدكان تاجر له عليك دين سيدفعه أبوك إذا أنت رحلت ،

لا ترحل أيها الشاعر أرجوك ،فقصائد الفخر التي بدأت سيكملها الغريب هجاءا ،إذا أنت رحلت ،

لا ترحل أرجوك أيها المثقف ،فنحن في حاجة إلى دروسك في فقه الواقع وحوار الحضارات

لا ترحل أرجوك يا أمين المال فاللصوص ينتظرون رحيلك بفارغ الصبر لينقضوا على ما تبقى من اموالك ...

لا ترحل أرجوك ... وأرجوك ثم أرجوك ولن أطيل الكلام ،وإذا قدر الله ورحلت فاعلم أننا لن ننساك ،فاحذر أنت أن تنسى

عشيرتك وتبيع للغريب أفكارك ،تبيع للغريب الذي لا يستحق لغتك وهويتك ،

أرجوك لا ترحل..................فالوطن في حاجة إليك.

نورالدين البيار

الثلاثاء، غشت 25، 2009

فوائــد صيـــام رمضــان





راحة لجهاز الهضم : رمضان هو فترة راحة للجهاز الهضمي المسؤول عن استهلاك الطعام ، وبالتالي فالكبد أيضا يأخذ فرصة استراحة كونه معمل استقلاب الغذاء الرئيسي في الجسم .


نقص الوزن المعتدل: خلال الصيام ينقص استهلاك السكريات وبالتالي فإن مستوى سكر الدم ينخفض وهذا يجعل الجسم يعتمد على مخزونه من السكر لحرقه وتأمين الحريرات اللازمة للاستقلاب ، ويأتي مخزون السكر من الكبد بتفكيك مادة Glycogen وكذلك من تحطيم الدهون في النسيج الشحمي لتحويلها إلى حريرات وطاقة لازمة لفعاليات الجسم وهذا بالتالي ينتج عنه نقص معتدل في وزن الجسم ، ولهذا يعتبر الصيام فائدة كبيرة لدى زائدي الوزن ، وحتى لمرضى السكري المعتدل غير المعتمدين على الأنسولين "Stable non-insulin diabetes " .


نقص مستوى كولسترول الدم: أثبتت دراسات عديدة انخفاض مستوى الكولسترول في الدم أثناء الصيام وانخفاض نسبة ترسبه على جدران الشرايين الدموية ، وهذا بدوره يقلل من الجلطات القلبية والدماغية ويجنب ارتفاع الضغط الدموي . ونقص شحوم الدم يساعد بدوره على التقليل من حصيات المرارة والطرق الصفراوية .


استراحة للجهاز الكلوي : بينت بعض الدراسات أن عدم تناول الماء لحوالي 10-12 ساعة ليس بالضرورة سيئ بل هو مفيد في كثير من الأحيان ، فتركيز سوائل الجسم تزداد محدثة تجفافا خفيفا يحتمله الجسم لوجود كفاية من مخزون السوائل فيه ، وطالما أن الشخص لا يشكو من حصيات كلوية فإن هذا يعطي الكليتين استراحة مؤقتة للتخلص من الفضلات.

فوائد تربوية ونفسية: يفيد رمضان في كبح جماح النفس وتربيتها بترك بعض العادات السيئة وخاصة عندما يضطر المدخن لترك التدخين ولو مؤقتا على أمل تركه نهائيا ، وكذلك عادة شرب القهوة والشاي بكثرة . وفوائد رمضان النفسية كثيرة ، فالصائم يشعر بالطمأنينة والراحة النفسية والفكرية ويحاول الابتعاد عما يعكر صفو الصيام من محرمات ومنغصات ويحافظ على ضوابط السلوك الجيدة مما ينعكس إيجابا على المجتمع عموما.

الخميس، غشت 06، 2009

في قافيتي ألم ...يا فلسطين




لا أدري كيف أبدأ و متى من أين ؟
ذات مساء غنت فيروز :لأجلك يا قدس يا زهرة المدائن يا مدينة الصلاة أغني
لأجلك اليوم يا فلسطين نكتب بحبر من دمع منهمر ،
ودم ينزف من جرح في القلب لم يندمل ،منذ سنين وسنين ،
جرح يؤلمني ويؤلم كل المسلمين
جرح في القلب نزف على فلسطين ،
فلسطين التي ظلمت مرتين
يؤلمني رؤية الدموع في عين القتيل ،
يؤلمني الرحيل على غفلة
يؤلمني رؤية طفل يتعلم أبجديات الكلام مبتور الساقين
يؤلمني كثرة المتفرجين وكثرة الباكين
يؤلمني ذاك الغصن المقطوع عنوة من شجر الزيزفون
أحاول أن أنسى لكن تصرخ القوافي في وجهي ،مؤنبة بضمير المتكلمين ،
أحاول أن الملم ما تبقى من حروف كي أطارح عنترة فخرا ولو في جملتين،
أحاول أن أقلد في الشعر أبا تمام على عهد العباسيين
أحاول منذ الطفولة أن أفهم ما يجري وما قد يجري لباقات الياسمين
أحاول أن أعبر الصمت إلى محراب المنددين
أحاول أن أطير فرحا وارقص طربا متمايلا مع أغاني المطربين!!
لكنني لم استطع وتمردت القوافي مرة أخرى صارخة في وجهي:
كيف يحلو لك السمر يا ابن الأكرمين؟
كيف تحيى هناك وتنام قرير العين؟
كيف تسعى إلى الادعاء انك بلا قلب أو لم تدق طعم الحنين؟
يؤلمني انك حقا لا تتذكر
يؤلمني انك نسيت الأشعار كلها
ولم تكتب منذ زمن قصيدة أو اثنتين
يؤلمني حقا بكاؤك
ويؤلمني كثيرا رؤية الدموع تنهمر مطرا في تشرين
يؤلمني حقا أن الجرح مازال ينزف دما على فلسطين
اعذريني أيتها الغالية فارتجالي كتبته القرابة
بعفوية صادقة وحب في القلب دفين .

الاثنين، يوليوز 20، 2009

التلميذة والأستاذ


قصة قصيرة

أخذ عبد المجيد أوراق تعيينه وتوجه صوب مدينة صغيرة ،ولج الإعدادية ،باحثا عن مكتب حضرة المدير ،دله الحارس على المكتب ،بين الباب الخارجي وباب مكتب لمدير كتلة من الرمل ،وضعت تفاديا للوحل المرتقب شتاء هذا العام،
دق الباب ،أتاه صوت المدير من بعيد أن ادخل ،مشا أمتارا لا بأس بها إلى حيت يجلس المدير ،أعطاه أوراق التعيين ،أهلا سيدي أنا مدرس اللغة الجديد ،صافحه المدير مرحبا ،غدا تبدأ العمل ،عاد إلى البيت الذي اكتراه قبل أسبوع ،والتساؤلات تراوده عن المدينة الصغيرة وطبائع أهلها وكيف سيتأقلم مع هذا الجو الجديد؟
في الصباح توجه إلى القسم وجد التلاميذ قد سبقوه ،حياهم بصباح الخير وقف التلاميذ بسذاجة معهودة ،صباح الخير يا أستاذ في الصف الأول ا إلى اليمين كانت تجلس في المقعد الأمامي نجوى ذات الربيع الخامس عشر ،بمجرد ما رأته لم تخفض بصرها ،
قال لهم : سنبدأ أول دروس القواعد غدا واليوم حصة حرة للتعارف وقبل البدء أود أن نتعرف على بعضنا ،خذوا ورقة واكتبوا أسماءكم وسنكم وأسماء آباءكم ومهنة الأب! لا أدري ما علاقة مهنة الأب بدرس القواعد ؟شيء غريب ربما تبين لي السبب بعد حين ،
اخرج الجميع الأوراق البيضاء والأقلام ومن ليس عنده استلف من صاحبه ،وبعد خمس دقائق ،طلب منهم الأوراق ،التي ملؤها بمعلومات غير مؤكدة ،بدأ بالمناداة على أسماءهم واحدا تلو الآخر ،ياسين ،هند ،إدريس ،.....احمد ..عبد الله ،يوسف ،لمياء ،محمد ،...هشام ،نجوى.... ،رفعت يدها وكلها فرح لأنه مرر حروف اسمها على شفتيه ،لقد أعجبت به من أول نظرة ،كانت تنظر إليه بعيون ناعسة ونظرات هائمة ،صديقتها كانت تحذرها دائما من غباوتها المفرطة وتأثرها الزائد بالمسلسلات المدبلجة التي تنتشر في الساتيلايت انتشار النار في الهشيم ،لقد تعلقت به حقا . تأتي قبل الوقت بدقائق وتتأخر في الخروج ،كانت الأيام تمر ونجوى تزداد تعلقا بأستاذها الذي لم يكن يعلم أن الفتاة تحبه من طرف واحد ،كانت نجوى تسر لصديقتها التي بدورها تخفي إعجابها به كل مرة تختلق إحداهن سببا للعودة إلى القسم ،بدعوى نسيان دفتر أو كتاب ،
يوم بعد يوم وحصة بعد أخرى انتبه عبد المجيد الأستاذ ،إلى نجوى ،فكان ينظر إليها بنوع من الحنان !و تنظر إليه هي بمراهقة قاتلة ورغبة متوحشة أذكتها مشاهد قنوات الفيديو كليب وأفلام الرومانسية حيث الفتاة تبحث عن حبيب والفتى يبحث عن حبيبة ،في فضاء من الأسلاك العاطفية والتي قد تتحول إلى دراما حقيقية بلمسة زر طائشة .

الأربعاء، يوليوز 01، 2009

خبر من حجر


تسائلني القصيدة كل يوم
فأحاول جمع الخطاب
وتخفي العيون ضعف قلب
وتؤرقني فكرة الاقتراب
قد يسألونني يوما عن الحبيب
وعن لقاء القدر في ذاك اليوم الغريب!
تختفي الابتسامة في المساء
وتصل النظرات ناقصة
تحت ضوء الشمعة الخافت
تحتفظ الذاكرة بابتسامة وبضع نظرات
ووقفة على التل وبعض المجاملات
تختفي الشمعة في الصباح
لتوضع شمعة أخرى في المساء
وتبعدها المسافات
يعانق الشمعدان ضيفه الجديد
فتبكي الشمعة في أول اللقاء
بينما يتجلد الشمعدان
ولا يبدي أي اكتراث!
تنتهي الليلة دائما
برحيل الحبيبة آلاف المرات
وتتواصل الشمعات
ويتحول الشمعدان إلى شهريار
عندما التقى أول مرة شهرزاد
وتبدأ القصة من على الطريق
حتى اختفت يوما فزارها الجلاد
أصرت عليه البقاء لكنه رفض
غادرها إلى حيث البكاء
وعيون المعجبات
تمنت لو رأته وتأكدت من فقده
وازدادت الأمنيات
في قلبها شيء ،وفي قلبه أشياء
كان كل يوم يمر
يتحول الحنين إلى آهات
ويفيض القلب حزنا يكبحه المداد
لكن كان خوفه الأعمق
لو تمردت الكلمات
فهل ينفعه الورق؟؟
كره الحياة ،
حوره الموت مرات ومرات
لكنه لم يمت وتمنى لو انه مات
هل أحبه القدر وأمهله بعض السنوات؟
جاءته البشرى يوما أن اللقاء اقترب
وضع الماضي والمستقبل آت
تحدد المكان والزمان
في ليلة من ليلي الشتاء
تأكد من أنها ستصل
وقد وصلت ،
ولم يبعدهما سوى خطوات
وفجأة تدخل القدر !
واستحال اللقاء
اغرورقت عيناه دمعا
وأعاد السؤال ،
هل أحبه القدر ؟
وأبعده عن حبيب تأكد بعدها
أنه حبل غسيل تحت المطر،
حاول النسيان كما علمته الأيام
فلم يستطع
جرب كل الجرعات
التي أعطاها له صديقه ككل خبر!
لكن هذه المرة اختلفت بعدما
علم أن الشمعدان
طلق كل الشمعات ...
لأنه انكسر !


نورالدين البيار

الخميس، يونيو 18، 2009

بيوت من ورق



صدم صديقي وهو يدخل الشقة التي اقتناها بالتقسيط من شركة أنيقة جدا تبيع شيئا اسمه العقار،في مدينته بعدما وقع عقدا ورزمة من الأوراق مع البنك الذي يقوم بدور الوساطة في هذه العملية السكنية المثيرة للقلق ،صديقي وبعدما دفع مبلغا مهما" للبانكة"التي شرحت له طريقة اخذ الكر يدي والملايين تلو الملايين ومشاكل الشغل وضغط النقل والعيش الكريم، وسياسة التقشف التي ينهجها من أجل بيت صغير من الأمتار المربعة و الأوراق المبعثرة بين المقاطعة والبنك والشركة ...
المشكلة انه الآن في وسط الطريق ولا يدري ما يفعل وقانون الأبناك الوديعة جدا ترغمك إذا قررت التراجع عن الدفع أن تنسى ما دفعته من تسبيق وأقساط فهي حسب تعبير عنترة كالأفاعي وان لانت ملامسها عند التقلب في أنيابها العطب،.
ترغمك على ترك أموالك ولتذهب أحلامك إلى القمامة.
عار كبير على الشركات وهذه المؤسسات أن تأتي بهذه الأفعال الشيطانية ونسوا أو تناسوا أنهم يبيعون لإخوتهم شققا في هذه الدار وهيهات تلك الدار وما أدراك ما تلك الدار يا من تدخرون بالليل والنهار سيأتي يوم تحتاجون فيه إلى طوب واحد فلا تجدوه ،
صبرا يا صديقي فأرض الله واسعة وحزني عليك لا يحده دمع ،ولا أجدني إلا متمثلا بقول أبي الطيب :
وأتعب خلق الله من زاد همه *** ** وقصر عما تشتهي النفس وجده
فلا ينحلل في المجد مالك كله ***** فينحل مجد كان بالمال عقده
فلا مجد في الدنيا لمن قل ماله * **** ولا مال في الدنيا لمن قل مجده
وفي الناس من يرضى بميسور عيشة **** ومركوبه رجلاه والثوب جلده

فإما أن تكتري بيتا إذا ساءت ظروفك انتقل إلى غيره خير من أن تدخل في دوامة الأقساط التي ستحول حياتك إلى جحيم ،
فالناس في العالم نزلت أسعار العقار عندهم من أزمة، ونحن زادت عندنا الأزمات على أزمة ، انتظر يا صديقي حتى يتم تفعيل برامج التأهيل وإسكان المساكين ، فالأغنياء يقال والله اعلم أنهم كرهوا المال هذه الأيام وسيتخلون عنه وعن مساكنهم الفخمة والتي كلف بناءها مئات الشقق ،مقابل أن يسعد الذين يبحثون مثلك عن بضع أمتار فوق الخريطة .

الخميس، يونيو 11، 2009

قلمي :من أجل تدوين مشترك

الزميلات و الزملاء المدونون المغاربة
أهلا و سهلا
يسعدني أن أزف لكم خبـــرا سارا.
تم فتح موقع لكل المدونين المغاربة تحت إسم قــــلمي يهتم بنشر المواضيع التي تنشرونها في مدوناتكم، مع تخصيص زاوية لكل مدون باسمه الشخصي .
هدفنا هو فتح فضاء شامل يتعارف فيه كل المدونين المغاربة .. من اجل تدوين مغربي مشترك ، نقرأ لبعضنا البعض، و نتعرف على بعضنا أكثر و نفتح أفقا أوسع للتفاعل مع القارئ المفترض.
الموقع لازال في بداياته الأولى ..
و الفكرة هي حلم ممكن تحققه باراداتكم
أي فكرة أو استفسار أو من يرى في نفسه قدرة على التعاون معنا، يرجى الاتصال بنا
طموحنا أن يكون هذا الموقع فضاء يجمعنا جميعا.
عنوان الموقع هــــو
http://www.qalami.net/
تحياتي
المرجو نشر هذه الرسالة بين أصدقائكم و لكم جزيل الشكر
للمزيد من المعلومات يرجى ارسال ال
info@qalami.net

الاثنين، يونيو 08، 2009

غرائب الانتخابات في القرن الواحد والعشرين


صراع الرؤوس في جماعة جنان أبيه بدائرة أسفي الجنوبي يثير الدهشة


فيما يجري أحد الشبان المرشحين عن حزب المصباح حملته بهدوء ودون إمكانات مادية ،يشتد الصراع في جماعة من أغرب الدوائر والجماعات على الصعيد الوطني وحتى الدولي،حيث من ولدنا ونحن نسمع الرئيس الفلاني ،وأنا شاب تابعت اغتناء الرئيس الأسبق بشكل مفاجئ وأنا الآن أتابع الرئيس السابق أيضا بشكل أكثر مفاجئة ، الرئيس المرتحل من حزب الحصان والذي لم تعد تعجبه الفروسية والتقاليد فآثر ركوب الجرار هذه المرة ،وقد أفادت مصادرنا بهذه الجماعة أن الصراع على أشده بين الأصالة والمعاصرة والاستقلال حيث أكد احد المقربين من مرشح الاستقلال أن ثمن العضو بلغ 40000 درهم ، بمعنى للحصول على أغلبية 14 عضو من اصل 23 ، سيدفع اعزاؤنا الوكلاء على الاقل 560000 من أين أتت هذه الأموال كلها ،؟ومن أين سترد إن لم يكن من الجماعة المعطاء المسماة أجنان بيه؟ ،نوجه عناية المسؤولين في وزارة الداخلية إلى هذه الجماعة ونسجل استغرابنا لماذا تستمر ،طريقة انتخاب الرئيس بهذا الشكل الهوليودي؟ حيث اختطاف الأعضاء وار شاءهم! ،أن تستمر العملية نصف قرن ويأتي شخص ليخبرنا انه يجب أن نصوت وندلي بأصواتنا لنساهم في بناء الوطن فهذا ضرب من الجنون ،لماذا تستمر الأحزاب في تزكية نواب لصوص واعيان أميين لا يعرفون حتى أمناء أحزابهم؟ .إنها والله قاصمة الظهر ،عار أن نلعب السياسة بهذا الشكل ونلقي اللوم على الشباب ،ونتهمه بالعزوف ،بل ندفعه حقا إلى العزوف مكرها،
المعركة حامية الوطيس فعلا ولو كانت هذه المنافسة شريفة منذ زمن ، في تدبير الشأن العام وترشيد النفقات وإعطاء كل ذي حق حقه لكنا اكتر تقدما من كوريا في هذا النصف قرن الماضية . الشباب مثلي يطرحون الكثير من الأسئلة وينتظرون إجابات مقنعة لا غير من المسؤولين ،لأن الأجيال القادمة لن تشارك في شيء اسمه الانتخابات وإذا كانت نسبة المشاركة في البرلمان بلغت 30 في المية فان نسبة الجماعات لن تراوح العشرين وبعد 5 سنوات ستكون دون العشرة بمعنى انه في غضون 2025 على الأكثر ستوضع الصناديق في الصباح وتحمل فارغة في المساء ويصوت المرشحون على بعضهم البعض وكفى الله الناخبين القتال.

الاثنين، ماي 18، 2009

ومن الحفر ماقتل!



قبل أيام فقط سقطت حاوية ثقيلة جدا كانت على متن شاحنة آتية من الميناء بسبب حفرة في الشارع،

ذات شتاء سقط رجل هرم في حفرة ماء ،وذات شتاء وككل شتاء يستحيل اللقاء ،مرت سيارة بمحاذاة

الحفرة فلطخت ثياب المارة بالوحل وسقط طفل آخر في الابتدائي قرب الإعدادية قبل أن ينتقل إلى القسم

الإعدادي سقط خارج القسم في حفرة لم يرسمها لهم الأستاذ في مادة الرسم ،ربما كان تفاداها لو علم

،كوكتيل من الحفر الرائعة والمعبرة المنتشرة بكل خجل وبراءة ومسؤولية في شوارع البيضاء

الكبرى،الحفر تزداد وتزداد ككل انتخابات وككل حملة يكثر اللغط هذه المرة ربما كانت هناك ديمقراطية

جلية حيث يكاد عدد الحفر يساوي عدد الوعود التي يقطعها مرشحوا الدوائر الانتخابية للمجالس

المحلية في العاصمة الاقتصادية ،،دائما وبمجرد سقوط المطر 30 دقيقة فقط من المطر الخفيف تحول

مورفولوجيا كازابلانكا إلى أرخبيل شبيه بأرخبيلات آسيا لكن تم فيه تعويض الجزر بالحفر

،كما أن كثرة الأشغال والتي غالبا ما تصادف اقتراب الحملة الانتخابية تصيب المواطن بالدهشة

مشاريع تنبت كالفطر مع كل اقتراب لموعد انتخاب ،أليس من العيب أن تتكرر الحفر في الصيف

والشتاء؟ أو ليس من العار أن تستمر الأزبال في الشارع العام رغم كل هذه الشركات الأجنبية المكلفة

بتنظيف المدينة؟ .إننا فعلا نعيش مسلسلا طويــــــــــلا من الحفر والتدهور البيئي والبنيوي للمدينة التي

تعتبر المحرك الأساس للاقتصاد الوطني ،الم يحن الوقت بعد للوقوف على مكامن الخلل في عملية

التسيير ؟الم يحن الوقت بعد لنكشف عن دواليب الجماعات والإجابات عن كل التساؤلات ،التي طرحت

منذ سنوات، لماذا تستمر الأزبال ولماذا تستمر الحفر ،ألنا دخل بها أم أن الأمر قضاء وقدر؟؟!!

نورالدين البيار

الأربعاء، ماي 06، 2009

الشاعر الفلسطيني تميم البرغوتي في المغرب







أحيا الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي زوال امس الثلاثاء، أمسية شعرية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بابن مسيك بالدار البيضاء،وقد امتلأ مدرج عبد الله راجع بعشاق الشعر من طلبة وأساتذة ومهتمين ، وقد أتحف البر غوثي الحضور باشهر قصائده ،ك"معين الدمع" ،"أيها الناس" و"في القدس"بيان عسكري" ،.. وقصائد أخرى تفاعل معها الحضور بشكل مثير ،وقد عبر الطلبة عن استمتاعهم بقصائد قلما يسمعونها في هذا الوقت الذي أصبحت فيه القصيدة تعاني الغربة بين أهلها ، وسيحيي الشاعر اليوم أمسية بالرباط وأمسية بمكناس يوم 8 مايو الجاري ،والشاعر من أب فلسطيني وأم مصرية ،وقد ولد بالقاهر سنة 1977،وله أربعة دواوين بالعربية الفصحى وبالعاميتين الفلسطينية والمصرية ،حاصل على دكتوراه من جامعة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية ،كما عمل أستاذا مساعدا للعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة. له كتابان في العلوم السياسية: الأول بعنوان: الوطنية الأليفة: الوفد وبناء الدولة في ظل الاستعمار ،وكتاب آخر بالانجليزية عن مفهوم الأمة قيد الطبع بلندن.

الأربعاء، أبريل 29، 2009

المعلقات العشر 4 طرفة بن العبد


لِخَـوْلَةَ أطْـلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَـدِ

تلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ

وُقُـوْفاً بِهَا صَحْبِي عَليَّ مَطِيَّهُـمْ

يَقُـوْلُوْنَ لا تَهْلِكْ أسىً وتَجَلَّـدِ

كَـأنَّ حُـدُوجَ المَالِكِيَّةِ غُـدْوَةً

خَلاَيَا سَفِيْنٍ بِالنَّوَاصِـفِ مِنْ دَدِ

عَدَوْلِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِيْنِ ابْنَ يَامِـنٍ

يَجُوْرُ بِهَا المَلاَّحُ طَوْراً ويَهْتَـدِي

يَشُـقُّ حَبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَـا

كَمَـا قَسَمَ التُّرْبَ المُفَايِلَ بِاليَـدِ

وفِي الحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ المَرْدَ شَادِنٌ

مُظَـاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَـدِ

خَـذُولٌ تُرَاعِـي رَبْرَباً بِخَمِيْلَـةٍ

تَنَـاوَلُ أطْرَافَ البَرِيْرِ وتَرْتَـدِي

وتَبْسِـمُ عَنْ أَلْمَى كَأَنَّ مُنَـوَّراً

تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٍ لَهُ نَـدِ

سَقَتْـهُ إيَاةُ الشَّمْـسِ إلاّ لِثَاتِـهِ

أُسِـفَّ وَلَمْ تَكْدِمْ عَلَيْهِ بِإثْمِـدِ

ووَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ ألْقتْ رِدَاءهَا

عَلَيْـهِ نَقِيِّ اللَّـوْنِ لَمْ يَتَخَـدَّدِ

وإِنِّي لأُمْضِي الهَمَّ عِنْدَ احْتِضَارِهِ

بِعَوْجَاءَ مِرْقَالٍ تَلُوحُ وتَغْتَـدِي

أَمُـوْنٍ كَأَلْوَاحِ الإِرَانِ نَصَأْتُهَـا

عَلَى لاحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُـدِ

جُـمَالِيَّةٍ وَجْنَاءَ تَرْدَى كَأَنَّهَـا

سَفَنَّجَـةٌ تَبْـرِي لأزْعَرَ أرْبَـدِ

تُبَارِي عِتَاقاً نَاجِيَاتٍ وأَتْبَعَـتْ

وظِيْفـاً وظِيْفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعْبَّـدِ

تَرَبَّعْتِ القُفَّيْنِ فِي الشَّوْلِ تَرْتَعِي

حَدَائِـقَ مَوْلِىَّ الأَسِـرَّةِ أَغْيَـدِ

تَرِيْعُ إِلَى صَوْتِ المُهِيْبِ وتَتَّقِـي

بِذِي خُصَلٍ رَوْعَاتِ أَكْلَف مُلْبِدِ

كَـأَنَّ جَنَاحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكَنَّفَـا

حِفَافَيْهِ شُكَّا فِي العَسِيْبِ بِمِسْـرَدِ

فَطَوْراً بِهِ خَلْفَ الزَّمِيْلِ وَتَـارَةً

عَلَى حَشَفٍ كَالشَّنِّ ذَاوٍ مُجَدَّدِ

لَهَا فِخْذانِ أُكْمِلَ النَّحْضُ فِيْهِمَا

كَأَنَّهُمَـا بَابَا مُنِيْـفٍ مُمَـرَّدِ

وطَـيٍّ مَحَالٍ كَالحَنِيِّ خُلُوفُـهُ

وأَجـْرِنَةٌ لُـزَّتْ بِرَأيٍ مُنَضَّـدِ

كَأَنَّ كِنَـاسَيْ ضَالَةٍ يَكْنِفَانِهَـا

وأَطْرَ قِسِيٍّ تَحْتَ صَلْبٍ مُؤَيَّـدِ

لَهَـا مِرْفَقَـانِ أَفْتَلانِ كَأَنَّمَـا

تَمُـرُّ بِسَلْمَـي دَالِجٍ مُتَشَـدِّدِ

كَقَنْطَـرةِ الرُّوْمِـيِّ أَقْسَمَ رَبُّهَـا

لَتُكْتَنِفَـنْ حَتَى تُشَـادَ بِقَرْمَـدِ

صُهَابِيَّـةُ العُثْنُونِ مُوْجَدَةُ القَـرَا

بَعِيْـدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليَـدِ

أُمِرَّتْ يَدَاهَا فَتْلَ شَزْرٍ وأُجْنِحَـتْ

لَهَـا عَضُدَاهَا فِي سَقِيْفٍ مُسَنَّـدِ

جَنـوحٌ دِفَاقٌ عَنْدَلٌ ثُمَّ أُفْرِعَـتْ

لَهَـا كَتِفَاهَا فِي مُعَالىً مُصَعَّـدِ

كَأَنَّ عُـلُوبَ النِّسْعِ فِي دَأَبَاتِهَـا

مَوَارِدُ مِن خَلْقَاءَ فِي ظَهْرِ قَـرْدَدِ

تَـلاقَى وأَحْيَـاناً تَبِيْنُ كَأَنَّهَـا

بَنَـائِقُ غُـرٍّ فِي قَمِيْصٍ مُقَـدَّدِ

وأَتْلَـعُ نَهَّـاضٌ إِذَا صَعَّدَتْ بِـهِ

كَسُكَّـانِ بُوصِيٍّ بِدَجْلَةَ مُصْعِـدِ

وجُمْجُمَـةٌ مِثْلُ العَـلاةِ كَأَنَّمَـا

وَعَى المُلْتَقَى مِنْهَا إِلَى حَرْفِ مِبْرَدِ

وَخَدٌّ كَقِرْطَاسِ الشَّآمِي ومِشْفَـرٌ

كَسِبْـتِ اليَمَانِي قَدُّهُ لَمْ يُجَـرَّدِ

وعَيْنَـانِ كَالمَاوِيَّتَيْـنِ اسْتَكَنَّتَـا

بِكَهْفَيْ حِجَاجَيْ صَخْرَةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ

طَحُـورَانِ عُوَّارَ القَذَى فَتَرَاهُمَـا

كَمَكْحُـولَتَيْ مَذْعُورَةٍ أُمِّ فَرْقَـدِ

وصَادِقَتَا سَمْعِ التَّوَجُّسِ للسُّـرَى

لِهَجْـسٍ خَفيٍّ أَوْ لِصوْتٍ مُنَـدَّدِ

مُؤَلَّلَتَـانِ تَعْرِفُ العِتْـقَ فِيْهِمَـا

كَسَامِعَتَـي شَـاةٍ بِحَوْمَلَ مُفْـرَدِ

وأَرْوَعُ نَبَّـاضٌ أَحَـذُّ مُلَمْلَــمٌ

كَمِرْدَاةِ صَخْرٍ فِي صَفِيْحٍ مُصَمَّـدِ

وأَعْلَمُ مَخْرُوتٌ مِنَ الأَنْفِ مَـارِنٌ

عَتِيْـقٌ مَتَى تَرْجُمْ بِهِ الأَرْضَ تَـزْدَدِ

وَإِنْ شِئْتُ لَمْ تُرْقِلْ وَإِنْ شِئْتُ أَرْقَلَتْ

مَخَـافَةَ مَلْـوِيٍّ مِنَ القَدِّ مُحْصَـدِ

وَإِنْ شِئْتُ سَامَى وَاسِطَ الكَوْرِ رَأْسُهَا

وَعَامَـتْ بِضَبْعَيْهَا نَجَاءَ الخَفَيْـدَدِ

عَلَى مِثْلِهَا أَمْضِي إِذَا قَالَ صَاحِبِـي

ألاَ لَيْتَنِـي أَفْـدِيْكَ مِنْهَا وأَفْتَـدِي

وجَاشَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ خَوْفاً وَخَالَـهُ

مُصَاباً وَلَوْ أمْسَى عَلَى غَيْرِ مَرْصَـدِ

إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتَىً خِلْتُ أنَّنِـي

عُنِيْـتُ فَلَمْ أَكْسَـلْ وَلَمْ أَتَبَلَّـدِ

أَحَـلْتُ عَلَيْهَا بِالقَطِيْعِ فَأَجْذَمَـتْ

وَقَـدْ خَبَّ آلُ الأمْعَـزِ المُتَوَقِّــدِ

فَذَالَـتْ كَمَا ذَالَتْ ولِيْدَةُ مَجْلِـسٍ

تُـرِي رَبَّهَا أَذْيَالَ سَـحْلٍ مُمَـدَّدِ

فَإن تَبغِنـي فِي حَلْقَةِ القَوْمِ تَلْقِنِـي

وَإِنْ تَلْتَمِسْنِـي فِي الحَوَانِيْتِ تَصْطَدِ

وَإِنْ يَلْتَـقِ الحَيُّ الجَمِيْـعُ تُلاَقِنِـي

إِلَى ذِرْوَةِ البَيْتِ الشَّرِيْفِ المُصَمَّـدِ

نَـدَامَايَ بِيْضٌ كَالنُّجُـومِ وَقَيْنَـةٌ

تَرُوحُ عَلَينَـا بَيْـنَ بُرْدٍ وَمُجْسَـدِ

رَحِيْبٌ قِطَابُ الجَيْبِ مِنْهَا رَقِيْقَـةٌ

بِجَـسِّ النُّـدامَى بَضَّةُ المُتَجَـرَّدِ

إِذَا نَحْـنُ قُلْنَا أَسْمِعِيْنَا انْبَرَتْ لَنَـا

عَلَـى رِسْلِهَا مَطْرُوقَةً لَمْ تَشَـدَّدِ

إِذَا رَجَّعَتْ فِي صَوْتِهَا خِلْتَ صَوْتَهَا

تَجَـاوُبَ أَظْـآرٍ عَلَى رُبَـعٍ رَدِ

وَمَـا زَالَ تَشْرَابِي الخُمُورَ وَلَذَّتِـي

وبَيْعِـي وإِنْفَاقِي طَرِيْفِي ومُتْلَـدِي

إِلَـى أنْ تَحَامَتْنِي العَشِيْرَةُ كُلُّهَـا

وأُفْـرِدْتُ إِفْـرَادَ البَعِيْـرِ المُعَبَّـدِ

رَأَيْـتُ بَنِـي غَبْرَاءَ لاَ يُنْكِرُونَنِـي

وَلاَ أَهْـلُ هَذَاكَ الطِّرَافِ المُمَــدَّدِ

أَلاَ أَيُّها اللائِمي أَشهَـدُ الوَغَـى

وَأَنْ أَنْهَل اللَّذَّاتِ هَلْ أَنْتَ مُخْلِـدِي

فـإنْ كُنْتَ لاَ تَسْطِيْـعُ دَفْعَ مَنِيَّتِـي

فَدَعْنِـي أُبَادِرُهَا بِمَا مَلَكَتْ يَـدِي

وَلَـوْلاَ ثَلاثٌ هُنَّ مِنْ عَيْشَةِ الفَتَـى

وَجَـدِّكَ لَمْ أَحْفِلْ مَتَى قَامَ عُـوَّدِي

فَمِنْهُـنَّ سَبْقِـي العَاذِلاتِ بِشَرْبَـةٍ

كُمَيْـتٍ مَتَى مَا تُعْلَ بِالمَاءِ تُزْبِــدِ

وَكَرِّي إِذَا نَادَى المُضَافُ مُجَنَّبــاً

كَسِيـدِ الغَضَـا نَبَّهْتَـهُ المُتَـورِّدِ

وتَقْصِيرُ يَوْمِ الدَّجْنِ والدَّجْنُ مُعْجِبٌ

بِبَهْكَنَـةٍ تَحْـتَ الخِبَـاءِ المُعَمَّـدِ

كَـأَنَّ البُـرِيْنَ والدَّمَالِيْجَ عُلِّقَـتْ

عَلَى عُشَـرٍ أَوْ خِرْوَعٍ لَمْ يُخَضَّـدِ

كَـرِيْمٌ يُرَوِّي نَفْسَـهُ فِي حَيَاتِـهِ

سَتَعْلَـمُ إِنْ مُتْنَا غَداً أَيُّنَا الصَّـدِي

أَرَى قَبْـرَ نَحَّـامٍ بَخِيْـلٍ بِمَالِـهِ

كَقَبْـرِ غَوِيٍّ فِي البَطَالَـةِ مُفْسِـدِ

تَـرَى جُثْوَنَيْنِ مِن تُرَابٍ عَلَيْهِمَـا

صَفَـائِحُ صُمٌّ مِنْ صَفِيْحٍ مُنَضَّــدِ

أَرَى المَوْتَ يَعْتَامُ الكِرَامَ ويَصْطَفِـي

عَقِيْلَـةَ مَالِ الفَاحِـشِ المُتَشَـدِّدِ

أَرَى العَيْشَ كَنْزاً نَاقِصاً كُلَّ لَيْلَـةٍ

وَمَا تَنْقُـصِ الأيَّامُ وَالدَّهْرُ يَنْفَـدِ

لَعَمْرُكَ إِنَّ المَوتَ مَا أَخْطَأَ الفَتَـى

لَكَالطِّـوَلِ المُرْخَى وثِنْيَاهُ بِاليَـدِ

فَمَا لِي أَرَانِي وَابْنَ عَمِّي مَالِكـاً

مَتَـى أَدْنُ مِنْهُ يَنْـأَ عَنِّي ويَبْعُـدِ

يَلُـوْمُ وَمَا أَدْرِي عَلامَ يَلُوْمُنِـي

كَمَا لامَنِي فِي الحَيِّ قُرْطُ بْنُ مَعْبَدِ

وأَيْأَسَنِـي مِنْ كُـلِّ خَيْرٍ طَلَبْتُـهُ

كَـأَنَّا وَضَعْنَاهُ إِلَى رَمْسِ مُلْحَـدِ

عَلَى غَيْـرِ شَيْءٍ قُلْتُهُ غَيْرَ أَنَّنِـي

نَشَدْتُ فَلَمْ أَغْفِلْ حَمَوْلَةَ مَعْبَـدِ

وَقَـرَّبْتُ بِالقُرْبَـى وجَدِّكَ إِنَّنِـي

مَتَـى يَكُ أمْرٌ للنَّكِيْثـَةِ أَشْهَـدِ

وإِنْ أُدْعَ للْجُلَّى أَكُنْ مِنْ حُمَاتِهَـا

وإِنْ يِأْتِكَ الأَعْدَاءُ بِالجَهْدِ أَجْهَـدِ

وَإِنْ يِقْذِفُوا بِالقَذْعِ عِرْضَكَ أَسْقِهِمْ

بِكَأسِ حِيَاضِ المَوْتِ قَبْلَ التَّهَـدُّدِ

بِلاَ حَـدَثٍ أَحْدَثْتُهُ وكَمُحْـدَثٍ

هِجَائِي وقَذْفِي بِالشَّكَاةِ ومُطْرَدِي

فَلَوْ كَانَ مَوْلايَ إِمْرَأً هُوَ غَيْـرَهُ

لَفَـرَّجَ كَرْبِي أَوْ لأَنْظَرَنِي غَـدِي

ولَكِـنَّ مَوْلايَ اِمْرُؤٌ هُوَ خَانِقِـي

عَلَى الشُّكْرِ والتَّسْآلِ أَوْ أَنَا مُفْتَـدِ

وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَـةً

عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّـدِ

فَذَرْنِي وخُلْقِي إِنَّنِي لَكَ شَاكِـرٌ

وَلَـوْ حَلَّ بَيْتِي نَائِياً عِنْدَ ضَرْغَـدِ

فَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ قَيْسَ بنَ خَالِدٍ

وَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ عَمْروَ بنَ مَرْثَدِ

فَأَصْبَحْتُ ذَا مَالٍ كَثِيْرٍ وَزَارَنِـي

بَنُـونَ كِـرَامٌ سَـادَةٌ لِمُسَـوَّدِ

أَنَا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الَّذِي تَعْرِفُونَـهُ

خَشَـاشٌ كَـرَأْسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّـدِ

فَـآلَيْتُ لا يَنْفَكُّ كَشْحِي بِطَانَـةً

لِعَضْـبِ رَقِيْقِ الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّـدِ

حُسَـامٍ إِذَا مَا قُمْتُ مُنْتَصِراً بِـهِ

كَفَى العَوْدَ مِنْهُ البَدْءُ لَيْسَ بِمِعْضَدِ

أَخِـي ثِقَةٍ لا يَنْثَنِي عَنْ ضَرِيْبَـةٍ

إِذَا قِيْلَ مَهْلاً قَالَ حَاجِزُهُ قَـدِي

إِذَا ابْتَدَرَ القَوْمُ السِّلاحَ وجَدْتَنِـي

مَنِيْعـاً إِذَا بَلَّتْ بِقَائِمَـهِ يَـدِي

وَبَرْكٍ هُجُوْدٍ قَدْ أَثَارَتْ مَخَافَتِـي

بَوَادِيَهَـا أَمْشِي بِعَضْبٍ مُجَـرَّدِ

فَمَرَّتْ كَهَاةٌ ذَاتُ خَيْفٍ جُلالَـةٌ

عَقِيْلَـةَ شَيْـخٍ كَالوَبِيْلِ يَلَنْـدَدِ

يَقُـوْلُ وَقَدْ تَرَّ الوَظِيْفُ وَسَاقُهَـا

أَلَسْتَ تَرَى أَنْ قَدْ أَتَيْتَ بِمُؤَيَّـدِ

وقَـالَ أَلا مَاذَا تَرَونَ بِشَـارِبٍ

شَـدِيْدٌ عَلَيْنَـا بَغْيُـهُ مُتَعَمِّـدِ

وقَـالَ ذَروهُ إِنَّمَـا نَفْعُهَـا لَـهُ

وإلاَّ تَكُـفُّوا قَاصِيَ البَرْكِ يَـزْدَدِ

فَظَـلَّ الإِمَاءُ يَمْتَلِـلْنَ حُوَارَهَـا

ويُسْغَى عَلَيْنَا بِالسَّدِيْفِ المُسَرْهَـدِ

فَإِنْ مُـتُّ فَانْعِيْنِـي بِمَا أَنَا أَهْلُـهُ

وشُقِّـي عَلَيَّ الجَيْبَ يَا ابْنَةَ مَعْبَـدِ

ولا تَجْعَلِيْنِي كَأَمْرِىءٍ لَيْسَ هَمُّـهُ

كَهَمِّي ولا يُغْنِي غَنَائِي ومَشْهَـدِي

بَطِيءٍ عَنْ الجُلَّى سَرِيْعٍ إِلَى الخَنَـى

ذَلُـولٍ بِأَجْمَـاعِ الرِّجَالِ مُلَهَّـدِ

فَلَوْ كُنْتُ وَغْلاً فِي الرِّجَالِ لَضَرَّنِي

عَـدَاوَةُ ذِي الأَصْحَابِ والمُتَوَحِّـدِ

وَلَكِنْ نَفَى عَنِّي الرِّجَالَ جَرَاءَتِـي

عَلَيْهِمْ وإِقْدَامِي وصِدْقِي ومَحْتِـدِي

لَعَمْـرُكَ مَا أَمْـرِي عَلَـيَّ بُغُمَّـةٍ

نَهَـارِي ولا لَيْلِـي عَلَيَّ بِسَرْمَـدِ

ويَـوْمٍ حَبَسْتُ النَّفْسَ عِنْدَ عِرَاكِـهِ

حِفَاظـاً عَلَـى عَـوْرَاتِهِ والتَّهَـدُّدِ

عَلَى مَوْطِنٍ يَخْشَى الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدَى

مَتَى تَعْتَـرِكْ فِيْهِ الفَـرَائِصُ تُرْعَـدِ

وأَصْفَـرَ مَضْبُـوحٍ نَظَرْتُ حِـوَارَهُ

عَلَى النَّارِ واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِـدِ

سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِـلاً

ويَأْتِيْـكَ بِالأَخْبَـارِ مَنْ لَمْ تُـزَوِّدِ

وَيَأْتِيْـكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تَبِعْ لَـهُ

بَتَـاتاً وَلَمْ تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِـدِ

الثلاثاء، أبريل 14، 2009

الوجه الآخر للسكة







في سكة ثالثة يا سيد محسن ،سكة إيه يا رأفت ؟سكة إلي يروح مايرجعش.بهذا لجواب أجاب رأفت

(محمود عبد العزيز )بعدما اخبره رئيسه في العمل أن هناك سكتان فقط :سكة السلامة والندامة.ولم

ينتبه إلى وجود سكة اخطر هي اللي يروح ما يرجعش ،بعيدا عن مصر وفي سكة المغرب يمنع منعا كليا

عبور السكة ،هذه العبارة الشهيرة تكتب في كل جنبات السكك في محطات القطار عبر كل المدن التي

فيها سكة،حلقت الخميس من برنامج الوجه الاخر كشفت أشياء كثيرة وخطيرة منها ما له علاقة

بالسكة ومنها ما له علاقة بتسيير المرفق العام ،بدأت الحلقة بحادثة سكة راحت ضحيتها شابة في

العشرين حملت ادارة السكة المسؤولية لأهل الفتاة الذين حملوا المسؤولية بدورهم لأهل السكة الذين

تاهوا بين أهل الناس وأهل الحل والعقد ،الذين لم يفلحوا منذ عقود في ترجمة جزء من الميزانية إلى

قنطرة أو ممر يعبر منه الراجلون إلى حيث يريدون ،أين كانوا وأين هم الآن ،؟؟وهل هذه القنطرة شبح

من الغيب يحتاج كل هذه الأجساد البشرية قرابين لكي يبنى ؟ أم أن أشباحا بشرية هي من يحول دون

بناءه؟أم أنهم لا يبالون بحياة الناس التي هي شيء مقدس عند الدول التي تحترم فعلا حقوق الانسان.


ما زاد الطين ابتلالا بل كثرة البلل والماء في تربة الممر الذي فيه كانوا يحفرون ،في الحقيقة لا أدري

من المهندس الألمعي الذي انيطت له مسؤولية هذا الممر ؟تخيلوا لو كان هذا الذكي في كوريا ؟

يجب أن يتحمل المسؤولون مسؤوليتهم لان حياة الناس غالية والسكة كائن من حديد ليس له مشاعر

والناس يعرفون انه من حديد ،وبعض الناس يرممون مساكنهم الفاخرة بأعلى التقنيات وينسون بناء

الممرات والقناطر من اجل الراجلين ،الذين عليهم أن يجتهدوا في التعامل مع السكة ،حتى يصحوا

ضمير المسؤولين والمهندسين ،ومن يدري ربما استعاروا من السكة مشاعرها؟؟

نورالدين البيار

الخميس، مارس 26، 2009

الانتخابات الجماعية بين التنظير السياسي وفقه الواقع



على بعد بضع شهور من هذه الأيام ومع نهاية الأجل المحدد لإعادة التسجيل في اللوائح الانتخابية استعدادا للانتخابات الجماعية والتي لن تخرج عن الإطار المتداول ،في العملية السياسة ككل والانتخابات الجماعية بوجه خاص
إذ شاهدنا في الانتخابات الجزئية العجب العجاب ،لقد كنت من المتابعين عن قرب لسير العملية السياسية في الانتخابات الجزئية في دائرة اسفي الجنوبي فرأيت أشياء وكوابيس وأشباح لا ترى إلا في هذه الدائرة ،حيث تبدأ المشاهد في رسم صورة متعددة الأجناس الكوميديا والدراما والهزل ،الناس يتقاتلون عن 100 درهم للصوت وآخرون اخذوا فقط 50 درهما والباقي أخذه السمسار الذي اخذ المال من عند المرشح الحزبي والذي رشحه حزب عتيد لينوب عن الناس إذا لا قدر الله وفاز، سينوب عنهم داخل القبة ،طبعا .
في ناصية إحدى أزقة الدائرة 12 رمقت بأم عيني سمسارا يخرج من كمه ورقة نقدية وزميله يمسك بيده أوراقا حزبية يناول هو للناخب 50 درهما ويناول صديقه للناخب الورقة التي تحوي الرمز الحزبي ،في طريقة شبيهة ببيع المخدرات ،في الدائرة القريبة عشرات الشباب في الليلة العاشرة لبداية الحملة يتوجهون صوب بيت سمسار آخر للمرشح نفسه ،يتوجهون ويعتصمون وينددون ويهددون ويتوعدونه إذا هو لم يدفع لهم ما أعطاه المرشح فإنهم سيقتحمون عليه الدار ،خرج مساعده طالبا منهم أن يدخلوا فرادى ،ليسلم كل واحد 100 درهم ،اخذوا جميعا 100 درهم بينما أصحاب الدائرة الأخرى لم يأخذوا سوى 50 لأنهم انقسموا، قسم يرفض اخذ الخمسين وقسم رضي بها ،مع العلم أن الشباب الذين اخذوا المئة اغلبهم لم يصوت ومنهم من ليس لديه بطاقة الناخب ،أي سياسة هذه !
يكثر اللغط في قبة البرلمان وتكثر مشاريع القوانين ويكثر المحللون السياسيون والمنظرون في الإذاعة والتلفزيون والمواقع الانترنتية الكثيرة ،بينما تباع أصوات الناخبين وتشرى في السوق السوداء بالدوائر والجماعات القروية وتباع حتى الضمائر ،لكن الغريب أن المرشح لم ينجح ،والناس أصبحت لديهم طرقهم في التعامل مع المرشحين سواء كانوا سياسيين أو غير سياسيين لأن كل سياسي! مرشح وليس كل مرشح سياسي ،الناس يأخذون المال ولا يهم إن صوتوا أولا ،أحدهم قال لي لو أن كل المرشحين يدفعون المال سيكون أمرا رائعا ،قلت له وكيف ستصوت لكل واحد منهم ؟أجابني انه سيأخذ المال من الجميع ويرضي الجميع بوضع علامة على كل الرموز ،!هو ربما لا يدري أنها ملغاة أو يدري ويصر على إرضاء جميع من أعطوه مالا في سخرية واقعية لا علاقة لها بالتنظير السياسي وأناقة السياسيين على الشاشة ،
كلما حاولت أن افهم لا أستطيع، الناس لا يهمهم شيء ولا يأبهون لما يجري ،يقولون بأن المرشحين لا يظهرون إلا في الحملة وما سوى ذلك فهم أشباح تظهر وتختفي ،إذا كان هذا حال انتخابات البرلمان كيف يا ترى سيكون حال انتخابات الجماعة؟ ،إذ لا يمكن الحديث عن البرلمان بمعزل عن الجماعة فهما لفظان لمعنى واحد هو السياسة !فالحزب الذي يرشح أيا كان لخوض انتخابات البرلمان سيرشح أيضا أيا كان وكيفما كان في الانتخابات الجماعية ،لماذا بعض الأحزاب المغربية تفعل هذا الأمر ؟لماذا الأحزاب تقول كلاما في الإعلام على الهواء وتأتي بنقيضه فوق الأرض ؟ في الحقيقة سؤال يحيرني وأريد جوابا من زعماء الأحزاب الأبرار لأنهم هم من يمنح التزكية ويتخذ القرار ،فالحمد لله نحن في المغرب عندنا فائض في حاملي الشهادات لماذا تصر الأحزاب على اختيار من هب ودب وتنسى حاملي الشهادات إذا كانت لديها فعلا رغبة في التغيير وتخليق العملية السياسية! أم أن المقاعد هو ما يهمها ؟ هل رأيتم فقيرا ومعطلا في البرلمان أم أن السياسة حكر على احد دون احد ،؟ أكيد ،فلم الضحك على الذقون وعلى الهواء مباشرة؟إذا كان ما يهم الأحزاب هو المقاعد فحسب فعلى السياسة السلام ،شخصيا اعتبر هذا النوع من الأحزاب لا علاقة له بشيء اسمه السياسة ولا علاقة له بالشعب ولا علاقة له بالتغيير مهما قالوا ومهما قيل ومهما سيقال ،يحزنني كثيرا حال هذا الوطن ،الناس في الضفاف الأخرى يتنافسون على التقدم والتكنولوجيا وتحسين مستوى عيش السكان والطب والبحث العلمي ..
ونحن نتنافس على المقاعد في البرلمان
و الجماعات وتفويت الصفقات ، إلى متى سيستمر هذا المسلسل الانتخابي المائع ومتى يلبس سياسيونا جبة العمل السياسي الواقعي والفعال من أجل الدفاع عن مصالح الشعب ؟ الشعب الذي يطمح أن يرى يوما ما سياسيين شباب يقودون الأحزاب ،الأحزاب التي تفهم في السياسة بالمعنى الحقيقي وليس النظري .
نحن ننتظر بشوق وعلى بعد أربعة أشهر من الانتخابات الجماعية والتي تعرف تدهورا صارخا في طريقة اختيار الرئيس والأعضاء ،الانتخابات الجماعية التي يتم فيها خطف الأعضاء وار شاءهم بمبالغ قد تفوق الواقع من أجل أن يصوتوا عليه في الخيال !!! ترى لماذا يخسر كل هذا المال من اجل الرئاسة هل من اجل سواد عيوننا نحن الناخبين ؟؟!ربما ،
يفعل هذا ليفوز برئاسة الجماعة ويركب بالمجان هو وعائلته في سيارة نقش في مؤخرتها باللون الأحمر حرف الجيم ،الرئيس الذي بني عمارتين وينتظر الثالثة على أحر من الجمر بعدما لم يكن يملك شيئا ، الرئيس الذي في علمه أو هو لا يعلم!! أنه ينبغي أن يحاسب أو نسي المسؤولون عنه أن يحاسبوه بينما، لا يزال يمشي في الأرض مرحا ،الرئيس الذي لا يفرق بين الأغلبية والمعارضة ،والله العظيم أعرف مرشحين جماعيين لا يعرفون أسماء الأمناء العامين للأحزاب التي ينتمون إليها،مع العلم أن الفرع وكتاب الفرع ،وفرع الحزب وحزب الفرع !! هم من زكى هؤلاء ،ولا نزكي على الله أحدا،ليرشحوا أنفسهم في هذه الدائرة أو تلك ،بالله عليكم ماذا تنتظرون من هؤلاء ؟ طيب ستسألونني عن المرأة القروية ومحلها من الإعراب في العملية السياسة ،المرأة غير موجودة في الأجندة السياسية للأحزاب الوطنية ،لأنها لن تنجح وما يهم كما ذكرنا آنفا هو المقاعد ،ومرشح أمي وغبي يحصل على أصوات خير من امرأة مثقفة ليس لديها صوت ، يا إلاهي أي تكتيك هذا!؟
إن المتتبع لما يجري في المسرح الحزبي والسياسي المغربي بوجه عام ،حتما سيصاب بالصداع إذا كان من الغيورين حقا على مصالح الأمة ،أما إذا لم يكن يهمه الأمر، فهو حتما سيصاب بالتخمة السياسة من كثرة الأصوات والامتيازات قياسا على التخمة التي تصيب من يأكل بنهم شديد غير منتبه لما ستؤول إليه حالته الصحية،حينما يرد إلى أرذل العمر ، آنذاك يشعر بالندم الشديد على ضياع السنوات في الحملات وولائم الانتخابات ،، و لات حين مندم ،كم من المرشحين يساءل نفسه ؟وكم منهم من عاد إلى رشده ؟كل ما يهمهم هو الصناديق تلو الصناديق ،وأما من ملا الصناديق مكرها لا بطلا فليس له من الأمر شيء وليس لمشاكله حل ،ولا يهم مرشحنا ما يحل به من هم ،
إن الانتخابات تستدعي أكثر من وقفة تأمل وأكثر من جلسة عمل ،وأكثر من كلام في لقاء وأكثر من حبر على ورق ،
وأكثر من خبر في جريدة ..وليس الخبر كالمعاينة كما قالت العرب قديما ونعيده حديثا ،على الأحزاب أن تكون أكثر شجاعة لتقطع مع الماضي الذي يتكرر كل حملة وكل اقتراع ،لتحفظ ولو قليلا من ماء الوجه الذي ضاع ،ولن تعيده الخطب المنبرية والخرجات الإعلامية ، بقدر ما يعيده الاعتراف بالذنب والعزم على المشاركة الفعلية للشباب في بلورة الثقافة السياسية ،وهو ما نتمناه في الانتخابات الجماعية المقبلة ،من أجل التنمية الحقيقية وإعادة الاعتبار للجماعات المحلية وإعادة الاعتبار للقرية المغربية.



نور الدين
البيار ،

الأربعاء، مارس 18، 2009

رحلة الربيع






ككل الناس الذين يغتبطون بالسفر غير المترف طبعا على متن حافلات الخواص المخصوصة ،

الضجيج هو الضجيج والناس يجرون هنا وهناك ،لقد صدمت وأنا أقف أمام محطة أولاد زيان مرة أخرى وذهلت وأنا

ادخلها دخولا غير موفق كانت الأجواء شبيهة بأجواء العيد الكبير ككل دخول إلى هذه المحطة من تاريخ النقل الذي قيل

انه منظم ،يزداد الضجيج ويزداد التقهقر المرئي على حافة القرون القادمة من القرن الواحد والعشرين ،يزداد التعميم

والتعويم في طرقات غير معبدة ،عبر برنامج التأهيل ،وتزداد معاناة الحوامل والرضع وتزداد التعريفة لتصل الضعف

ويزيد ،وتزداد المعاناة مع ازدياد الأسعار وتسرق الكرامة في رابعة النهار على عينك يا شاعر ويزداد الصراخ تلو

الصراخ في أذن الشارع المؤدي إلى الطريق السيار ،.


تخرج الحافلة متجهة صوب الجنوب على غير هدى كأنها لم يسبق لها مسير إلى حيث تسير فقط ضغط العطلة الربيعية

جاء بها من حيث لا يدري سائقها ومن حيث لا يدري ركابها وجاءت 100 درهم تمن الورقة الواحدة من حيث لا تدري

وزارة النقل ومراقبة الطرق وجاءت الكراسي المهترئة ،وجاءت الحافلة وجاء الدوار وجاء فصل الربيع وجاء كل شيء

إلا شيء واحد انتظرته طويلا لم يجئ بعد وقد لا يجيء قبل موتي وموتكم ،وجئت أنا لأكتب عن واقع رأيته بعائلة عيني

على مدى رحلات وليس بأم عيني فحسب ،توجهت الحافلة فجأة دارت بعد ساعتين وعادت للطريق نفسه ظل السائق

المستعار الطريق التي لم يرها من قبل ،وكان عزاؤنا الوحيد هو منظر الربيع الأخضر الرائع المتمثل في سنابل انحنت

بتواضع على جانبي الطريق السيار ،الربيع فصل جميل يدعو للتأمل والسعادة لكن غصة المحطات ترجعني سنوات

وتحيلني على زمن ولى لم تكن فيه عربات ،بين رحلة الصيف و الشتاء كانت رحلة الربيع ذكرى وعبرة لكل راكب أو

عابر سبيل كتب عليه المرور من هكذا مكان .


الخميس، مارس 05، 2009

أول الغيث قطر

تقرير الجمع العام التأسيسي لتجمع المدونين المغاربة
انعقد يوم الأحد فاتح مارس 2009، في تمام الساعة الثالثة بعد الزوال، بالمقر
المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط، الجمع العام التأسيسي لتجمع
المدونين المغاربة، كأول هيأة وطنية تعنى بقضايا وانشغالات التدوين المغربي،ترأس
الجمع العام التأسيسي لتجمع المدونين المغاربة عبد الله أسبري عضو اللجنة
التحضيرية، في بداية الاجتماع تناولت الكلمة الحقوقية سميرة كيناني باسم المكتب
المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان التي رحبت بالمبادرة وأعربت عن
متمنياتها لتجمع المدونين المغاربة بالنجاح. بعد ذلك تناول الكلمة إدريس الهبري
باسم اللجنة التحضيرية لتجمع المدونين المغاربة، حيث تقدم في البداية بالشكر
والامتنان للجمعية المغربية لحقوق الإنسان لاستضافتها للجمع العام التأسيسي،
كما رحب بالضيوف قبل أن ينتقل لملامسة البدايات الأولى لتجربة المبادرة
التأسيسية لتجمع المدون المغاربة، كما قارب سؤال: لماذا تجمع المدونين
المغاربة؟ كسؤال مرتبط بالهوية والغايات، قبل أن يعرج على أهم المحطات في تاريخ
المبادرة واللقاءات الواقعية التي احتضنتها كل من مراكش وحدكورت والقنيطرة
لمرتين.
بعد ذلك انتقل الجميع إلى مناقشة مشاريع الأوراق المعروضة على أنظار الجمع
العام التأسيسي، ولا سيما مشروع القانون الأساسي كوثيقة أساسية ضمن الملف
القانوني الذي سيوضع لدى السلطات المحلية، وقد أجمع الجميع على فتح ورش نقاش
مستمر بشأن وثيقة القانون الداخلي والتصور العام إلى غاية المؤتمر الوطني الأول
لتجمع المدونين المغاربة الذي سينعقد بتاريخ 25 – 26 ماي 2009.
وارتباطا باعتقال المدون والصحفي حسن برهون، عبر الجمع العام التأسيسي لتجمع
المدونين المغاربة عن بالغ قلقه بخصوص المضايقات التي أضحت تطال بعض المدونين
والإعلاميين المغاربة.
وفي الأخير انتهى الجمع إلى انتخاب أعضاء الهيأة التنفيذية لتجمع المدونين
المغاربة، وجاءت كالتالي:- الرئيس: إدريس الهبري نائبة الرئيس: مريم التيجي
- الكاتب العام: عبد الرحمان تقي الدين تاجي نائب الكاتب العام: مولاي عمر إد حماد أمين المال: حسن حجاج نائب أمين المال: ياسين بزاز- المستشارون: مصطفى لمود مالكة عسال
بنمحمد عبد الرزاق
وقد حضر هذا الجمع الزملاء أعضاء المبادرة التأسيسية لتجمع المدونين المغاربة
الآتية أسماؤهم:
1. مريم التيجي مالكة عسال
3. صبيحة شبير . بشرى أصيل
5. سلمى الهبري (أصغر مدونة مغربية /
كملاحظة)
6. مصطفى لمودن
7. بنمحمد عبد
الرزاق
8. رحال لحسيني عبد الله أسبري
10. مولاي عمر إد حماد
11. حسن حجاج
12. عبد الرحمان تقي الدين تاجي
13. حميد باجو
14. نور الدين البيار

15. إدريس الهبري
16. بكر بودقة
17. جواد صابر سعيد الأمين
19. ياسين بزاز
20. منصف العاطفي
21. محمد السفريوي. محمد
العنيبي محمد المهدي السقال
فيما تعذر على بعض أعضاء المبادرة التأسيسية المشاركة في أشغال الجمع العام
التأسيسي لأسباب قاهرة، بعد أن كانوا أكدوا حضورهم للجنة التحضيرية، وهم
السادة:
إدريس لكريني، لإصابته بوعكة صحية مفاجئة، ونتمنى له الشفاء العاجل. بوزيان حجوط، لطارئ صحي ألم بأحد أفراد أسرته الصغيرة، وندعو لمصابه
بالشفاء العاجل.
3. زهير ماعزي، لالتزامات الدراسة.
4. وهبي فناديل / واما، لتزامن موعد الجمع العام التأسيسي مع موعد مباراة
مهنية.
5. مصطفى لغتيري، لالتزامات شخصية.
6. أحمد الشيخي، لالتزاماته المهنية الطارئة.
7. عبد السلام بوستى، لالتزامات شخصية.
هذا وقد تابع أشغال الجمع العام التأسيسي لتجمع المدونين المغاربة السيدة سميرة
كيناني، عن المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والإعلامي حسن
سعودي، عن وكالة المغرب العربي للأنباء، الأديبين محمد فري ومحمد الحميدي.
كما عرف الجمع العام التأسيسي حضور ضيوف الشرف الآتية أسماؤهم:
1. فتيحة الكرافس
2. حنان الكرافس
3. فاطمة الزهراء الكرافس
سكينة بولعجول
5. أحمد الغزوي
وقد أجمع الحاضرون على ضرورة البدء الفعلي والجدي في التحضير للمؤتمر الوطني
الول لتجمع المدونين المغاربة وتوفير كافة شروط إنجاحه.
وباسم أعضاء الهيأة الإدارية المنبثقة عن الجمع التأسيسي يتقدم تجمع المدونين
المغاربة بخالص الشكر والامتنان إلى كل من ساهم في إنجاح هذه المحطة التاريخية
في مساره، وفي مقدمتها وسائل الإعلام الوطنية المكتوبة والمسموعة التي حرصت على
نشر وإذاعة خبر انعقاد الجمع العام التأسيسي لتجمع المدونين المغاربة؛ كما يدعو
المدونين المغاربة للالتفاف حول هذا المولود الجديد للسير قدما باتجاه بناء صرح
تدويني مغربي يتسع لنا جميعا.
الهيأة التنفيذية لتجمع المدونين المغاربة


الرباط في 2 مارس 2009

الخميس، فبراير 26، 2009

الهجرة الجهرية



ذات صيف قررت أن أهاجر من القرية إلى المدينة جهرا وليس سرا للبحث عن أفق جديد لأن الجفاف لم يعد ضيفا غريبا على القرية ورؤوس الغنم بدأت تنفق ،في ذاك الصيف من 2004 وصلت إلى العاصمة الاقتصادية لم تكن أول مرة ازور فيها البيضاء كنت أزورها منذ كان عمري 12 سنة لكن هذه الزيارة اختلفت لأن الغاية منها ليس الاستجمام أو قضاء أيام في ضيافة أبناء القرية ولكن الغاية هي البحت عن أفق ،وأي أفق!
بحث بحثا مضنيا ،ووقفت وقوفا طويـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلا أمام البوابات بوابات المصانع الكبرى وبعض الشركات ،شركات اللصوص الذين يسرقون الناس ليل نهار ،التقيت أشخاصا أتت بهم الظروف ورمتهم تحت رحمة جشع رجال المال الأغبياء ،قياسا على مرشحي جماعتنا الأغنياء! كنت أ جد صعوبة مع حارس المعمل أو العساس ،بمجرد ما يأخذ السيفي أو بيان السيرة يرميه حين أودعه ،عندما تتجول لساعات في الحي الصناعي وفي الصيف تحس أنك أفريقي بدون إقامة في دولة تدعي الصرامة !! أنت للتو متخرج من الجامعة ولديك شهادة عليا لا علاقة لها بما يقال في نشرة الأخبار المسائية ،لديك أفكار لها علاقة بسن الطفولة وربما المراهقة ،لديك أحلام لها علاقة بالنوم ليلا وربما حتى اليقظة ،لديك حقد لديه علاقة بدخول الغزاة إلى بلاد الرافدين وقتل الأطفال في فلسطين ،لديك قلب يخفق لمباراة كرة بين فريقين ،أحدهما تحبه جدا والآخر حزين ،لديك أحاسيس مجروحة لم يسعفها الزمن لكي تخرج الى حيز الوجود أحاسيس مردومة في دروب العمر ،لديك طموح كبير يحجبه حراس الأمن ونجمات خمس كتبت على باب الفندق في شارع المقاومة ،قصائد لم تنشر بعد ،ولديك عائلة تنتظر منك أن تعوضهم ما خسروا من أجلك وأنت في سنوات التحصيل الذي تحصل عادة قبل سن الثلاثين ،.....لديك ولديك ولديهم أيضا ما لديهم ،لكن ليس لديهم أدنى فكرة عن الكلام الجميل والشعر والأدب، وعن رغبتك الغير مؤكدة في الترشح لانتخابات الجماعة هذا العام قيل ستكون شفافة هذا العام لكن منافسيك الأغبياء لا يرغبون في أن تنافسهم هذا العام لذلك شطبوا على اسمك من لائحة الجماعة خافوا لمجرد خبر أن تصبح رئيسا للجماعة رغم انك لا تملك مالا لتشتري رئاسة الجماعة ،كيف ستقنع أصدقاءك إذا سمعوا خبر ترشحك ،انك فعلا ستدخل السياسة عن قناعة،؟أمر غريب أن يقنعك شخص أمي انك لا تفهم في السياسة ولن تستطيع تسيير الجماعة .
لماذا نمشي أميالا من اجل البحث عن عمل ،؟لماذا تركونا ندرس في الجامعة إذا الشغل غير متوفر أصلا ،؟ولماذا يهاجر الإنسان إلى بلد آخر تاركا بلده الذي يحبه بعنف مضطرا ؟هل فهل تهجر السمكة الماء مكرهة ؟لا أدري ،

لم يسمعه هذا الشيخ أي احد ولم يكن يدري انه سيتم نشله في أول صعود غير موفق إلى الحافلة الشمطاء ،صاح ويصيح لكن لم يسمعه أحد من يجرأ على اتهام اللص الذي نزل في المحطة السالفة على غفلة من الركاب ،أبناء المدينة ،لم يكن يعلم بوشعيب أن المدينة الكبيرة صعبة بكل المقاييس وأن أحلامه التي قالوا له عنها تحولت إلى كوابيس كان أولها الحافلة ،من سرق له محفظته التي اختفت في لحظة إعجابه بأول زيارة لمدينة كبيرة وهو المسكين الذي كان يجهر في القرية بموعد هجرته وانه سيصبح رجل أعمال ناجح وسيعود للقرية ليترشح للانتخابات ويصبح رئيسا للجماعة وبعد ذلك يصلح حال جمع السكان بما فيذلك حاله ،إذ يتلقى دروس الدعم والتقوية ومحو الأمية في كل الفنون بما في ذلك فن الدعاية في الحملات جهرا واختلاس أموال الجماعة سرا ، كيف ؟ولماذا وهل؟ أسئلة كثيرة تطرح
لكن الاستفهام لا يثار عادة بعد حلول الظلام ....... ربما.



نور الدين البيار

الاثنين، فبراير 16، 2009

ساعتان في المعرض





في زوال أمس الأحد قررت زيارة المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدر البيضاء ،في مكان محاذي لمسجد الحسن الثاني كانت تنصب خيام بيضاء ،وكان الناس يزد حمون لأخذ تذكرة الولوج إلى المعرض!! والتي حددت في 5 دراهم للأطفال والطلبة و10 دراهم للكبار في السن طبعا،بصعوبة حصلت على ورقة للكبار مع العلم أنني طالب في البطاقة الوطنية ،أعطاني ورقة طويلة كتب عليها رقمين 1 و2 أعطيتها بدوري لرجل يقف في الباب الأول ،قطع الأولى وسلمني الثانية ،هناك باب ثاني إذن ،في البدء شعرت بغبطة كبيرة وأنا أرى كل هذا الكم من الكتب ،لأني مغرم بالكتب ،في الممر رأيت شخصا يضع على فمه ورقة كالتي كان يضعها سكان آسيا عند ظهور السارس! ،تعرفونه طبعا ،أمامه كتاب كتب عليه ،الكتاب الأسود في تاريخ اتحاد كتاب المغرب ،هو كاتب إذن ،له مشكلة مع الاتحاد ويتظاهر بالصمت ،في جناح الدول العربية اقتنيت رواية جديدة وعرجت على باقي الرواقات في جناح العراق كانت كتب الشيعة ظاهرة ،في وسط المعرض سنغالي يلقي محاضرة باللغة الفرنسة ،السنغال ضيفة الشرف ،كتاب متفرقون هنا وهناك منهم من سيوقع كتابا ومنهم من يشرح فحوى كتاب ،في قاعة محمود درويش كانت تدور ندوة حول الأدب والهجرة ،الحاضرون لم يكونوا كثرا ،وهذا الأمر يحدث دائما كلما تعلق الأمر بمطرب أو مطربة يحج الناس بالآلاف بينما في حضرة الأدب العدد يخجل ،كتاب الندوة كانوا حوالي ثمانية أشخاص منهم من يتكلم بالفرنسية ومنهم من يتكلم بالعربية منهم من هو حاضر بالفعل ومنهم من هو مهاجر لغويا إلى فرنسا ،التي يصر كتابنا على الهجرة إليها ،سواء سرا أو بشكل قانوني ،لم اجلس أكثر من نصف ساعة ،أحسست أن الندوة لا تعنيني ،مثقفونا يعانون استلابا بروتوكوليا ولغويا مخيفا ،وربما هذا يفسر قلة الجمهور داخل القاعة ،
خرجت وصديقي الذي التقيت به هناك لنقوم بجولة في المعرض ،علنا نعثر على بعض الكتب القديمة الجميلة والأنيقة لغويا ،صديقي اخبرني انه لا يقرا كتب المحدثين لأنهم حسب رأيه غير صادقين ،قلت له :دعنا نبحث عن الجاحظ والمتنبي فعلا اشتريت ديوان المتنبي وكتابا للجاحظ وكتابا للمعري ،رغم سعر الكتب المرتفع ،الغريب أن الكتب تمنها مرتفع وبعض البائعين لا يقبلون المساومة ،فهم أكيد يراهنون على المعرض بحكم قلة إقبال الناس على القراءة وتكفي نظرة واحدة عل مقاهي البيضاء في مباراة عصبة أبطال أوربا ليتضح السبب ،لماذا العزوف عن القراءة ؟،ابحث عن مقال عن أزمة القراءة داخل القصيدة فقد تجد الجواب ،كانت الكتب القديمة رغم المنافسة هي التي تباع أكثر من غيرها ،كتب الأدب والشعر القديم والفقه والعقيدة والحديث والنوادر واللغة ، وبعض الروايات...في كتب الأدب القديم أجد ضالتي ،لأنني اقرأ وأنا مرتاح لغويا لان كثرة الأخطاء الشائعة في الكتب الحديثة تشعرني بالرغبة في العزوف عن القراءة ،ولم يعد المثقف مع الأسف يتكلم بجرأة الأديب العارف ،بل دخل الكاتب في لعبة السياسة واستحالت الصور الشعرية أصواتا منتحبة تارة ومنتخبة تارة أخرى وأصبح الكاتب كاتبا للفرع ، وأصبح الفرع مكانا للدرس عوض القسم وأصبح الدرس مملا ،وأصبح الملل مهنة المعطلين والشباب وأصبح الشباب اليوم أكثر عزوفا عن قراءة الكتب وأصبحت الكتب أغلى من تمن كيلو اللحم عند الجزار ،وأصبح المثقفون أكثر عزلة وأصبحت طباعة كتاب كابوسا ، وأي كابوس النتيجة عزوف عن الكتابة والقراءة ،
السؤال: ما العمل ؟ يجب تشجيع الأطفال على القراءة مند الصغر وليس في فترة المراهقة يجب أن نربي جيلا قارئا من الأقسام الأولية وليس جيلا يتابع الرسوم المتحركة راميا محفظته في المطبخ ،المسؤولية على عاتق الجميع المعلمون والآباء والوزارة الوصية والإعلام ،الإعلام هو الوسيلة الفعالة في توعية الشباب أو تكليخه ؟ بكثرة المسلسلات ،والسهرات ،
اليوم ما تزال في القراء بقية لكن غدا من يدري قد لا تبقى تلك البقية ،وتتحول معها الهوية ،إذا لم نقم فعلا بما يجب القيام به في اقرب وقت ممكن ،حتى تعود المكتبات كما كانت وتعود الكتب إلى البيوت التي هجرتها منذ زمن
.
نورالدين البيار

الجمعة، فبراير 06، 2009

بين النهرين





أصبح سقوط المطر يخيف الناس ،مع العلم أنه يغبط الناس عموما لأنهم يستبشرون خيرا ،لكن كثرة الأحداث الأخيرة وسقوط المنازل وموت الصبيان والشيوخ ،حسب ما رأينا في التلفزيون وما خفي كان أعظم ،إن ما يحدث هو قضاء وقدر ،وان البيوت التي تهدمت على أصحابها في مدن متفرقة و الناس المتضررين هم ضحية بناء عشوائي يتحمل مسؤوليته أعضاء الجماعة ورئيسهم المغوار ،إن رؤساء الجماعات لا يقومون بعملهم كما يجب وكما ينص على ذلك الدستور ،
وكما تعهدوا به في حملتهم الشبيهة بمسرحية ،وكذلك المسؤولية ملقاة على عاتق الأحزاب التي ترشح هؤلاء والمسؤولية أيضا على الوزارة الوصية على قطاع الجماعات التي لا تراقب جداول الرخص والبناء العشوائي والتي ينبغي عليها أن تفتح أعينها طوال العام وليس في موسم حصاد الأصوات فحسب ،
إن ما يجري وجرى هو ماء لم يجد قنوات للصرف الصحي تحيله على المكان المخصص له ليتفادى المواطنون السقوط في الحفر الكثيرة التي تزايدت هذه الأسابيع، تزامنا مع زيارة المطر هذا الضيف الجميل والمشاغب في الآن نفسه،
فهو بلا انقطاع ،كالدم المراق كالجياع كالحزن كالأطفال ،كالموتى هو المطر ،كما قال السياب في قصيدته الرائعة ''أنشودة المطر''
إذا كان المطر بلا عقل فالبشر خلقهم الله عاقلين وبهذه النعمة ،نعمة العقل عليهم أن يحافظوا على نعمة أخرى هي نعمة الحياة ،وبالتالي التصرف وفق المعقول وذلك باتخاذ إجراءات عقلانية لتفادي سقوط المنازل وانجراف الحيطان وذلك بالبناء وفق القاعدة المعمول بها ،وكذلك الاحتراس من السكن قرب النهر الجارف ،فكم من أحد جرفه التيار وأخذه إلى المجهول ولا يعرف له طريق ، وقد سمعت قصص واقعية وأنا صغير عن جرف النهر لبعض أفراد القرية ،عندما كان النهر نهرا بمعنى الكلمة ،ومع توالي سنوات الجفاف لم يعد يخيف حتى الأطفال الصغار الذين يمرحون ليل نهار في الوحل ،ويعبرون النهر ليمروا إلى المدرسة التي تقع بين نهرين ،صغيرين .أحدهما في الشمال وآخر في الجنوب .
كان أطفال القرية المجاورة لقريتنا يقطعون هذا الطريق يوميا في الصباح وبعد الظهر وفي المساء ،قبل أن يفتحوا مطعما صغيرا في المدرسة ،مطعم له قصة أخرى إذ أن وجباته غريبة ويقال أنها مستوردة ،خصوصا الزبدة التي تصيب بالدوار
بعدما أصبح التلاميذ يتناولون هذه الوجبات مكرهين لا أبطال .تقلصت المسافة قليلا وأصبحوا يأتون إلى المدرسة في الصباح والعشي .،يحملون كيلوغرامات لا باس بها من الكتب والدفاتر ،كتب العربية والفرنسية والنشاط العلمي والأعمال الفنية! ..الخ
و من حين لأخر تعترض الكلاب الضالة طريقهم ، ما يصيب الأطفال أولاد قسم التحضيري خصوصا بالهلع ،الأثقال والأمطار والكلاب الضالة وخرير مياه النهر وظلمة المساء ،كوكتيل متوحش يحول حياة الطفل البريء إلى كابوس ،كيف لطفل في مثل هذه الظروف أن يستوعب ،بينما أهل الحل والعقد يتكلمون عن فك العزلة ،!أي عزلة؟؟ إن أطفال العالم القروي يعانون يوما بعد يوم ،لا يعرفون مكانا اسمه حديقة الألعاب أو البارك ولا يلعبون'' البلاي ستاشن'' .ولا يفهمون الرسوم المتحركة التي يقدمها التلفزيون بالفرنسية ،ولا أخبار المساء التي يقدمها التلفزيون قبل العربية ،هذه الأيام يكثر التلفزيون من الفرنسية وكأن 90في المئة من المغاربة يتكلمون بها بينما الباقي يتكلم العربية .التي لا يجيدها مع الأسف اغلب مذيعي التلفزيون ، تتوا صل المعاناة بين نهرين وبين جيلين ،جيل ألف ما يجري وجيل لم يألف ما يجري كل ما يعرفه انه يحتاج إلى دروس الدعم لأن المعلم بحكم الطقس هذه الأيام لا يواظب على الحضور ،أمر طبيعي ،فدراجته لن تستطيع عبور الأوحال ،والحفر المنتشرة بكل مسؤولية في الطرق والمسالك القروية عل مرأى من مسؤولي الجماعات القروية ،.
مكتوب على حضارة بين النهرين غزو الغازين ومكتوب على قريتنا مرور نهرين يصعب على التلاميذ عبورهما إذا استمر الجو ماطرا حتى ولو اشتد للدرس الحنين.
بين القصرين رواية جميلة لنجيب محفوظ تحكي واقعا وبين النهرين رواية أخرى أبطالها أطفال وتلاميذ وسكان قرية ورؤساء جماعات وبرلمانيون ونساء وشباب وأناس عاديون وآخرون برجوازيون ،ولصوص وقطاع طرق ومرتشون
لم يكن بخلدهم يوما أن تصنع منهم الحياة أبطالا لرواية ،كتبها الزمن ذات شتاء .



نورالدين البيار

الاثنين، يناير 26، 2009

الشمطاء الحافلة..




في محطة أولاد زيان بالبيضاء ’كانت الساعة تشير إلى الثالثة والنصف وأنا أهم بالدخول إلى المحطة ،في البدء اعترض طريقي شخص :فين غادي اخويا وسرد أمامي أسماء أكثر من سبعة مدن مغربية أجبته أني قريب توجهت إلى حيث الحافلات مصطفة في الرصيف ،سالت أحدهم عن خط أسفي ،بطريقة درامية أجابني انه لهيه أي هناك توجهت إلى حيث تقف حافلة خضراء اللون باهت لونها ولا تسر الناظرين ،أعطاني تذكرة بعدما سألته عن الثمن وصعدت الحافلة، في الداخل كراسي مهترئة بقايا علب مشتقات الحليب ،عائلة الحليب كلها انتحرت في هذه الحافلة ،رايبي كان أكثرهم يأسا ،بعدما جلست هنيهة بدأ الباعة يتوافدون على الحافلة واحدا تلو الآخر،بائع الحلوى وبائع الكتب الدينية وبائع الساندويتش وبائع المناديل الظريف كل شيء هنا ممكن يمكن في المحطات الطرقية خاصة في البيضاء و انزكان أن ترى العجب العجاب قبل أن يهم البائع بالنزول ينهره الكريسون طالبا إياه بالنزول ناظرا إليه بتأفف ،رائحة غريبة وكراسي غير مرقمة وضجيج هذا حال اغلب الحافلات التي يقصدها المواطنون من اجل السفر المريح ،
بعد ساعتين وصلنا الجديدة ليلا في الجديدة نزل بعض الركاب وصعد آخرون الهواتف النقالة تزيد الوضع ضجيجا على ضجيج ،بعضهم يصر على التأكيد انه غبي ،مخرجا هاتفه النقال مشغلا الموسيقى التي تروقه على مسمع من الركاب وكأنه الوحيد في القرن الواحد والعشرين الذي يملك هاتفا نقالا به موسيقى ركيكة .لم أكن اعرف أن الطريق إلى أسفي عبر الجديدة بعيد جدا ولم أكن اعرف !! أننا في 2009 ومازلنا نركب حافلات تمنح لها رخصة من وزارة النقل حافلات مميتة. بين جمعة سحيم وثلاثاء بوكدرة يركب رجل ثمل يجلس بمحاذاة امرأة قبل أن يهم بالنزول انفجرت المرأة غاضبة ،حمار انتم لا يهمكم سوى المال وتركبون من هب ودب عرفنا من خلال غضبها ان الرجل كان يعبث في ظلام الحافلة عن قصد او من غير قصد .يزداد الضجيج المنبعث من المحرك ،يضيف إليه السائق ضجيجا آخر من المسجلة التي وضع السائق بداخلها شريطا تعزف فيه سيمفونية مغربية رائعة من البؤس الجميل ! والضياع المبعثر تهتز الحافلة ونهتز و تهتز الحافلة وتهتز تارة كسلحفاة بئيسة وتارة كسفينة برية وتارة كمركبة فضائية وتارة كآلة لقتل الوقت وتارة كوسيلة تعذيب جديدة وتارة كوصمة عار في جبين النقل الوطني في القرن الواحد والعشرين ، من حين لآخر يقوم الكريسون بدفع أفراد عائلة الحليب المنتحرين في الممر برجله إلى الخلف تم يرمي بهم جثثا هامدة قرب الباب الخلفي ليتخلص منهم في اقرب فرصة توقف ممكنة.
يبقى لدي سؤال :لماذا الحافلات المخصصة للسياح الأجانب أكثر أناقة من الأخرى المخصصة للمغاربة المواطنين أبناء هذا البلد؟؟

نور الدين البيار

الجمعة، يناير 09، 2009

هوامش على دفتر المسيرة التضامنية




أول أمس تابعت مسيرة الرباط ،الشعب المغربي حاضر دائما مثل هذه الأوقات العصيبة ،في الحقيقة أول مرة أحضر فيها مسيرة بهذا الحجم ،كان الناس كثر وكانت الشعارات أكثر رأيت بعض المسؤولين ولم أرى آخرين ،في البداية كانت الصفوف متراصة ،رأيت بعض الممثلين التلفزيونين ولم أرى كل الآخرين ،كما رأيت بضع برلمانيين ولم أرى الآخرين ،على الأقل الذين اعرفهم من خلال التلفزة ،بدأت الشعارات وتحركت المسيرة أمام البرلمان وقف السائرون كثيرا ،بعد الظهيرة نزلت زخات مطر فرقت بعضهم إذ انقسمت المسيرة إلى ثلاث مجموعات ،مجموعة في الأمام على رأسها شباب وبعض الشياب وقسم في الوسط فيه بعض المسؤولين والمحامين وقسم في الخلف في غالبه من الطلبة والتلاميذ والمواطنين وطلبة الشبيبة الإسلامية الذين حجوا بكثرة إلى المسيرة ،الأطفال كانوا أكثر المتحمسين ،
رجال الأمن والسيكيورتي كانوا منتشرين على مداخل الشوارع وحافات شارع محمد الخامس القريبة من المسيرة ،أمام البرلمان ضرب طوق من العساكر ورجال الشرطة ،أحدهم طلب من فتاة، أرادت المرور بمحاذاة الباب الخارجي للقبة ، أن تبتعد قليلا لكي تمر،
يجب أن لا تقترب من الباب لأنه حساس !
حتى الأبواب تصيبها الحساسية رغم أنها من حديد .!!
كانت غزة تردد في بعض الشعارات والشعارات الأخرى اختلفت رددت كلمة أمريكا وإسرائيل والأنظمة العربية وأخرى ذكر فيها حسني مبارك رئيس مصر والمعابر ولصهيون ،في الحقيقة كانت جميع الأطياف السياسية والمجتمعية على اختلاف مرجعياتها ، شيء جميل وكان سيكون أجمل لو توحدت الشعارات واللافتات ،لكن بعض الرموز أظهرت الاختلاف صور للخطابي ،وتشي غيفارا وعلم حزب الله الأصفر ، لدي سؤال :ما علاقة غيفارا بغزة ؟رأيت ميكرفون الجزيرة الرياضية والقناة الثانية والأولى ،والبلوغرز وسفراء يوتوب كانوا بكثرة ،عندما تكون في المسيرة على الأرض ترى أشياء وفي المساء في التلفزيون ترى أيضا أشياء ! ،في الواحدة والنصف بعد الزوال بدأ عدد السائرين يتناقص والميكروفونات ثم جمعها والأسلاك ،عدت مسرعا من الأمام إلى الخلف أحاول أن اعبر المسافات بين الذين في الأمام والذين في الوسط والذين في الخلف ،تبين لي أنها لم تكن متساوية كما ينبغي وتحتاج إلى عمل كبير ووقت كثير ،كي تجتمع وتتوحد، الاجتماع والمساواة والوحدة، الوحدة وحدها تخلق الحدث.

نور الدين البيار