الأربعاء، دجنبر 31، 2008

دموع وكلام كثير في غزة





ليس بعدكم دموع تذرف ،رحيلكم يشعرني بالحزن ،وليس الحزن صديقا عنيفا دائما ،قد يصلح الحزن والدموع لكتابة الشعر ،ولا شيء يجعلنا عظماء مثل الألم الشديد،وحده الألم يصنع العظماء وفي قلب الألم والمعارك يحيا الشهداء في قلب الجراح تخرج كلمة الحقيقة خلف المتاريس يقف الشجعان ،داخلها يقف الجبان ليصدهم ،يصد العابرين إلى غزة :

في غزة تولد الكرامة بعد كل قصف
في غزة رجال لا يعرفون الخوف ،
مهما تحرك الجبان نحوهم بطائراته ودباباته ومتاريسه
كل أسلحته المتطورة التي يسوقها الجبان إلى غزة
تصاب بالقشعريرة لمجرد تكبيرة من صبي ،
ليست القوة في سلاح الجبان وليس نصرا
،كبوة الشجاع تصنع نصرا مزيفا للجبان
في غزة نسوة من حديد
في غزة أطفال شهداء شجعان
في غزة كل شيء جميل،
في غزة يشتد الغيم
في غزة يشتد الضيم
في غزة دم عربي خالص
في غزة تفرق دم القبائل العربية جميعها ،
وتفرقت معه كلمتهم
في غزة يمحص الله المؤمنين
والعرب والمسلمين المتفرجين ،
في غزة أكثر من سؤال يبحث عن جواب ولابد من جواب
في غزة ليس للعرب جراب ،
في غزة يكتب الشعر نثرا والنثر شعرا ،
ويخجل الخطاب ،
في غزة يشتد الصمت العربي ويلبس الأسود،
ويدخل الكلام إلى خدره ويحمل على العير ،
في غزة تزف البلاغة إلى مثواها الأخير ،
في غزة من يجير المستجير؟
في غزة يختلط النذير بالبشير ،والشيخ بالطفل الصغير ،
في غزة اجتمع العرب ذات صيف
ويجتمعون هذا الشتاء وذاك الربيع
في غزة لا يبد أ اجتماعهم حتى لا يبقى رضيع ،
في غزة لغطوا لغطا في الاجتماع ،لغطوا ونددوا ،
وينددون طبعا ،وغزة على حافة الضياع
بلاغتهم تتجاوز رابطات عنق صنعت في باريس ،
وعطر في فبينا ،اشتم فيه رائحة القطاع،
في غزة موت لا يحتاج إلى دليل،
الدم في غزة ينقل  مباشرة  على الهواء ،
في الصباح وبعد الظهر وفي المساء
الدم في غزة يسيل،
لا يفصلنا عنه سوى قول المذيع :إلى اللقاء !!
أي لقاء ؟
تتحدثون عنه، ولم يعد هناك أصدقاء ،
في غزة يعز البقاء على قوم ،
ليس لديهم ما يكفي من المال لشراء حداء !،
كل ما لديهم يكفي فقط لقضاء شهر في الكاريبي وسيارة طويلة جدا،
وإنشاء قناة تدبلج المسلسلات كل مساء!!
في غزة أنسى كل دروس التاريخ ،
في غزة أنسى دروس المواطنة وحب الأوطان ،
في غزة لدي اجتماع وأنا مشغول!،
في غزة حب عذري ورمح مخملي وذهول ،
في غزة لا نتذكر ليس لنا وقت للذكرى ،
في غزة يغيب عنا الإحساس،
في غزة ،ما زال يصقل سيفه عباس !
اصقل سيفك عباس
في غزة يذوب الليل ،في غزة تحن الخيل ،
ويحن الشعر إلى سماع الصليل ،
في غزة ألف قتيل وقتيل ،
في غزة ألف قلب وقلب عليل ،
في غزة عام جديد ،في غزة قلب من حديد ،
في غزة يبكي الحجيج
في غزة تجار من الشام والعراق، ومن مصر والخليج ،
في غزة عجب عجاب ،أفيقوا يا أعراب ،
غزة تنادي الإخوة قبل الأصحاب ،
في غزة تقطع الرقاب ،
في غزة يمرغ انف العروبة في التراب ،

في غزة كل شيء ممكن ،
في غزة أمل في غزة وطن،
في غزة دموع و حرب و حب،
في غزة جهاد و أعراس،
في غزة قلبي وقلبك وقلوب جميع الناس ،
فلا تدع قلبك للشيطان والوهن ،
في غزة كل الأوطان من جاكرتا إلى طنجة،
ومن اسطنبول إلى عدن ،
في غزة يطوى البعد ،وكل شيء قريب
في غزة أشياء كثيرة ونداء ،فهل من مجيب ؟؟

البيضاء في فاتح محرم1430،

السبت، دجنبر 27، 2008

أحاديث السائقيــــــــــــن ج1



سنمشي مع السائقين في دربهم وأمام مقودهم في رحلة السياقة والحماقة وحتى العياقة داخل شوارع البيضاء وخارجها على الطرق الرئيسة والثانوية والسيارة .
في طريقه إلى الشركة يصل عبدو متوترا ككل مساء قاطعا مئات الكيلومترات
وسط البيضاء وحدها ،في شارع عبد المؤمن وقف عبدو بجانبه تقف سيارة أمام مقودها شابة
في مقتبل عمرها تمسك بين أناملها الرشيقة سيجارة شقراء ،سأله معاونه
هل هي ،كاورية ،أي أوربية ،؟أجابه عبدو: لا ،هي غير من هنا وكتكمي ،استغرب معاون
عبدو بسذاجة ،الله يستر معلقا على المشهد ،لكن الفتاة التي كانت تدخن بشكل غريب وكأنها تأكل لحلوى،جعلته يستغرب
بعد ذلك اطلق سائق من الخلف صفرة كلاكسون لكن عبدو رد بصفارة أطول
شاتما إياه شتيمة لا تنسى ،قال له مساعده دعه يمشي باين عليه حمار ،لماذا الكلاكسون دائما في الشوارع العربية للإجابة ينبغي الوقوف في المفترق ،
وقف هو في المفترق أمام إشارة حمراء ،بعض السائقين يدمنون الضغط على الكلاكسون
بطريقة غبية يكشف تخلفا صارخا في المفاهيم ،إذ أن أول سيارة ستتحرك بعد إشارة الأخضر إذن لماذا العناء؟أمام عبدو مشوار في الليل إلى حيث طنجة شمالا، عليه تسليم بضاعة شحن البضاعة وذهب ليتعش في بيته رفقة أبناءه الصغار لينطلق في منتصف الليل عبدو له قصص كثيرة مع السائقين ورجال الدرك والطريق السيار بعضها رائع !وبعضها أروع !! وحتى الحوادث والأمطار والوحل يحاورونه بأسلوب غير لبق أحيانا ذات ليل حوصر ساعات بين فاس والرباط بسبب عطل في المحرك بقي تلك الليلة 6 ساعات تحت البرد ،لكنه فضل النوم قرب المحرك ليحس بالدفء اخرج قنينة الماء ،شرب حتى ارتوى ووضع مثلث العطب خلف الشاحنة وافترش الأرض تحت الشاحنة وأطلق لخياله العنان محاولا النوم رغم أزيز سيارات المارة بجانبه لكن شدة التعب كانت كافية ليستسلم للنوم .





نورالدين البيار

الخميس، دجنبر 18، 2008

حديث الحذاء


بوش لحظة انحناء تفاديا للحذاء

وفي غمرة الاحتفال بعيد الأضحى المبارك وان أهم بالتحضير للعودة من عطلة العيد رأيت في الأخبار في وقت متأخر من الليل ،رأيت شخصين سحنة احدهما شقراء والأخرى شرقية بيضاء وبينما الأشقر يتكلم لفت انتباهي انحناءه ،تساءلت في نفسي عن سبب الانحناء فإذا هي فردة حداء تخترق الأفق والصمت المطبق ،ثم أخرى فتعالت الأصوات ،فهمت بعد ذلك أن الأشقر هو بوش رئيس أمريكا المنتهية ولايته ،والأخر هو نوري المالكي رئيس العراق على ما أظن ،!و فردتي الحداء هما للشاب العراقي الصحفي بقناة البغدادية منتظر الزيدي ،بعدها بيوم ستكتب جميع الجرائد اليومية عناوين مختلفة ومتعددة عن الواقعة الغريبة والأولى من نوعها أو هي ربما ليست الغريبة والأولى ،طبعا لهذه الحادثة أكثر من دلالة ، سياسية وسوسيولوجية ويمكن قراءتها أكثر من قراءة .
شعراء وكتاب وصحافيون تناولوها كل حسب ما جادت به قريحته، منهم من مدح الحداء ومنهم من أعجبه الانحناء ومنهم من مدح صاحب الحذاء بل ومنهم من عرض مالا لشرائه !!
حداء طائر في الهواء يخيف رئيس اكبر دولة في الدنيا ،المثير في الأمر أن الحذاء اخفق الرئيس وأصاب العلمين العراقي والأمريكي وكأنه ضد السياسة الأمريكية الخارجية ككل وحتى العراقية
والمثير أيضا أن المالكي كان يحاول الذود عن ضيفه الأشقر بيديه ،والمثير أكثر ان بعض الحراس العراقيين بدأوا بضرب أخيهم منتظر مباشرة بعد رميه للحذاء واقتادوه حافي القدمين الى مخفر الشرطة بالمنطقة الخضراء وسط العاصمة التاريخية بغداد .
لكن هناك سؤال :لماذا جاء بوش إلى العراق في هذا الوقت بالذات ؟بعض القنوات تضع تعليقا ظريفا مصاحبا لوقت الرمية الحرة للحذاء ،إذ يصيح المعلق كما لو سجل هدف في مباراة في اللحظة التي يرمي فيها منتظر حذاءه ،وهنا يمكن تشبيه وقت الزيارة بالوقت الميت من عمر المباراة السياسية والسياسة الخارجية ،وهناك من وصف الحذاء بالذهبي قياسا على الهدف الذهبي الذي عادة ما يأتي في وقت حرج ،و المسجل اخذ بطاقة حمراء ،لكن 200 محامي تطوعوا منهم أمريكيون هدفهم الدفاع عن صاحب الحذاء المنتظر.




نور الدين البيار

الجمعة، دجنبر 05، 2008

بأي حال عدت يا عيد ؟




ككل عيد سواء أكان صغيرا أو كبيرا حسب التعريف الشعبي ،العيد الكبير يستأثر باهتمام اكبر نظرا إلى خصوصية تتمثل في ذبح الأضحية ،تتغير أمور وتتطور أشياء لكن عادات بعينها تبقى لا تراوح مكانها بروز قروض لشراء الأضاحي بدعة جديدة لم يشهدها أهل الأضاحي من قبل ،لماذا يصر الناس رغم ضعف حيلتهم على شراء الأضحية ؟
الجواب عن هذا السؤال سيحيلنا قطعا إلى نتيجة حتمية لا محالة دينيا حينما يتحول العيد من سنة مؤكدة ،لا حرج على من لم يأتي بها ،إلى عادة من العادات دخلت هي أيضا،رغم كونها عبادة ،دخلت فيما يسمى عند علما ء النفس ،مرض المظهر الاجتماعي المخيف ،إذ نحن في زمن مظاهر يتنافس فيها الناس على أشياء غريبة منها من سيشري اكبر كبش من بين الاكباش وأيهم اكبر قرونا من الأخر ، والتي لن تبلغ قرون التيس طولا ،(انظر الصورة)ينسى الناس جوهر الأضحية ويمسكون بظاهرها الذي حول حياة البعض إلى جحيم من الناس من يبيع بعض أثاثه ومنهم من يقترض وهم كثر ومنهم من تصبح علاقته الزوجية في مهب الريح أو فوق قرن كبش ،إذا حركه فعلى العلاقة السلام ،بعض الزوجات تهدد زوجها إن لم يشتري العيد بالذهاب إلى بيت أهلها غاضبة ومنهن من تدفع الزوج دفعا إلى فعل المستحيل لكي ترى جاراتها أن كبشا اقرنا مر من زقاق الحي ،لا لشيء ،سوى إن فلانة أو علانة تباهت للزوجة ذات عيد بكبشها فجاء الدور عليها لتتباهى (قل لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم)آية صريحة تؤكد أن الكبش مهما كانت جثثه ضخمة ومهما كانت قرونه طويلة، ليس هو المقصود من شريعة الذبح بل شيء اكبر من ذلك .لكن مع الأسف الناس لا ينتبهون للجوهر وانشغلوا بالعادة والمظاهر التي تنتشر بشكل مخيف.
محطة الحافلات مكان لا تخطئه العين قبيل العيد بأسبوع وبداية العد العكسي ليوم النحر تزداد تعريفة النقل إلى الضعف أو يزيد ،ويزداد الاكتظاظ ومعه يزداد قطعا التخلف عن الأمور المطلوبة في التنظيم والمراقبة التي من شانها تقديم خدمة راقية للمواطن المسافر ،ككل عيد سنحلم بأن نتقدم إلى الأمام من حيث التنظيم على الأقل ككل عيد الحالة نفسها والمكان نفسه ،وعند المحطة الطرقية أولاد زيان بعد غد الخبر اليقين،
عيدكم سعيد وكل عيد وانتم بألف ألف خير


نور الدين البيار

الجمعة، نونبر 28، 2008

بين البرقع والبكيني


مقال أعجبني عن البرقع والبكيني \'البرقع مقابل البكيني فســــوق المـــــرأة الأمريكية\' عنوان لمقال سطره د.هنري ماكوو يبدي من خلاله تقديره للحياء كصفة ملازمة للفتاه المسلمة كمالا يخفي احترامه للمرأة المسلمة التي تكرس حياتها لأسرتها وإعداد النشء وتربيتهم.وعلى الوجه الآخر يبوح بما يضمره من استياء نتيجة الانحطاط القيمي والهياج الجنسي الذي تعيشـــه الفتــــاة الأمريكية . د. هنري ماكوو- أستاذ جامعي ومختــــرع لعبـــــة (scruples) الشهيرة ومؤلف وباحث متخصص في الشــــــؤون النسويــــة والحركــــات التحررية .المقال يعكس مدى إعجاب بعض المنصفين من دعاة التحريــر في الغرب بقيمنا الإسلامية رغم اختلاف الأيدلوجيات والتوجهات . وقد أثار مقال د.هنري ردود أفعال في الشارع الأمريكي بين مؤيد ومعارض . * صورتــــان متناقضتان يقول د. هنري في مقاله ( على حائط مكتبي صورتان ، الأولـــــى صورة إمرأه مسلمة تلبس البرقع - النقاب أو الغطاء أو الحجاب - وبجانبهـــا صورة متسابقة جمال أمريكية لا تلبس شيئاً سوى البكيني ، المرأة الأولــــى تغطت تماماً عن العامة والأخرى مكشوفة تماماً )هكذا كانت مقدمة المقالــــة والتي تعتبر مدخلاً لعرض نموذجين مختلفين في التوجهات والسلوكيـــات . حرب متعددة الأهداف يشير الكاتب إلى الدوافع الخفية لحرب الغرب على الأمة العربية والإسلامية موضحاً أنها حرب ذات أبعاد سياسة وثقافية وأخلاقية،إذ أنها تستهدف ثروات ومدخرات الأمة، إضافة إلى سلبها من أثمن ما تمـــلك: دينها، وكنوزها الثقافية والأخلاقية. وعلى صعيد المرأة فاستبدال البرقع وما يحمله من قيم بالبكيني كناية عن التعري والتفسخ. يقول الكاتب (دور المرأة في صميم أي ثقافة، فإلى جانب سرقة نفط العرب فإن الحرب في الشـــــــرق الأوسط إنما هي لتجريد العرب من دينهم وثقافتهم واستبدال البرقع بالبكيني)!! دفاعاً عن القيم يمتدح د.هنري القيم الأخلاقية للحجاب أو البرقع ، أو ما يستر المرأة المسلمة فيقول ( لست خبيراً في شئون النساء المسلمات وأحب الجمال النسائي كثيراً مما لايدعوني للدفاع عن البرقع هنا ،لكني أدافع عن بعض من القيم التي يمثلها البرقع لي ) ويضيف قائلاً( بالنسبة لي البرقع( التستر)يمثل تكريس المرأة نفسها لزوجها وعائلتها ، هم فقط يرونهــــــا وذلـــك تأكيـــداً لخصوصيتها). وكأن د.هنري يتفق هنا مع ما ذهبت إليه السيدة عائشة رضي الله عنها لما سئلت: أي النساء أفضل؟ قالت ( التي لاتعرف عيب المقـال ولا تهدي لمكر الرجال، فارغة القلب إلا من الزينة لزوجها والإبقاء على رعايـة أولادها) أو كما قالت رضي الله عنها. المسلمة مربية أجيال ويشيد الكاتــــب بمهمة ورسالة المسلمة والمتمثل في حرصها على بيتها واهتمامها بإعـــداد النشء الصالح فيقول ( تركيز المرأة المسلمة منصب على بيتها ،العش حيث يولد أطفالها وتتم تربيتهم ، هي الصانعة المحلية ، هي الجذر الذي يُبقي على الحياة الروح للعائلة .......تربي وتدرب أطفالها .......تمد يد العون لزوجهــا وتكون ملجأ له) .! وماذا عن المرأة الأمريكية ؟بعد الانتهاء من شرح الصورة الأولى التي على مكتبه وهي صورة المرأة المسلمة ينتقل د.هنري إلى الصورة الثانية فيقول (على النقيض ، ملكة الجمال الأمريكية وهي ترتدي البكيني فهي تختال عارية تقريباً أمام الملايين على شاشات التلفزة....وهي ملك للعامة... تسوق جسمها إلى المزايد الأعلى سعراً ....هي تبيع نفسها بالمزاد العلني كل يوم) ويضيف ( في أمريكا المقياس الثقافي لقيمة المرأة هو جاذبيتها ،وبهذه المعايير تنخفض قيمتها بسرعة ...هي تشغل نفسها وتهلك أعصابها للظهور) الجنس والعواطف الفارغة ينتقد د. هنري فترة المراهقة الشاذة التي تعيشها الفتاة الأمريكية حيث التعري والجنس والرذيلة فيقول ( كمراهقة قدوتهـا هي بريتني سبيرز المطربة التي تشبه العرايا ، من شخصية بريتني تتعلم أنهـــا ستكون محبوبة فقط إذا مارست الجنس ... هكذا تتعلم التعلــــق بالعواطـــف الفارغة بدلاً من الخطوبة والحب الحقيقي والصبر ).الفتاة المستر جلة ثم يعرج الكاتب إلى الآثار السلبية لتلك الحياة الماجنة التي تعيشها الفتاة الأمريكيـــة فيقول (العشرات من الذكور يعرفونها قبل زوجها...تفقد براءتها التي هي جزء من جاذبيتها .. تصبح جامدة وماكرة ..غير قادرة على الحب ) ويشير إلى أن المرأة في المجتمع الأمريكي تجد نفسها منقادة إلى السلوك الذكـــوري ممـــا يجعلها امرأة عدوانية مضطربة لاتصلح أن تكون زوجة أو أماً إنما هي فقط للاستمتاع الجنسي وليس للحب أو التكاثر . النظام العالمي يكرس العزلــــة وينتقد د. هنري نظام الحياة في العالم المعاصر حيث التركيز على الانعزالية والإنفراد فيقول (الأبوة هي قمة التطور البشري، إنها مرحلة التخلص مــــن الانغماس في الشهوات حتى نصبح عباداً لله ...تربية وحياة جديدة )ويضيف قائلاً ( النظام العالمي الجديد لا يريدنا أن نصل إلى هذا المستوى من الرشد.. حيث يريدوننا منفردين منعزلين.. جائعين جنسياً ويقدم لنا الصور الفاضحة بديلاً للزواج ) احذروا خدعة تحرير المرأة احذروا خدعة تحرير!المرأة احذروا خدعة تحرير المرأة ويكشف د. هنري زيف إدعاءات تحرير المرأة ويصفهــا بالخدعة القاسية إذ يقول (تحرير المرأة خدعة من خدع النظام العالمي الجديد خدعة قاسية أغوت النساء الأمريكيات وخربت الحضارة الغربية ) ويؤكــــد الكاتب أن تحرير المرأة يمثل تهديداً للمسلمين فيقول (لقد دمرت الملاييـــــن وتمثل تهديداً كبيراً للمسلمين ). وأخيراً يقول د. هنري [ لا أدافع عن البرقــع ( أو النقاب - أو الحجاب ) لكن إلى حد ما بعض القيم التي يمثلها ، بصفــــة خاصة عندما تهب المرأة نفسها لزوجها وعائلتها والتواضع والوقار يستلزم منى هذه الوقفة ]. - أليس هذا الكاتب و أمثاله أكثر صدقاً وجرأة وقولاً للحق من الكثير من دعاة العلمانية في بلادنا؟! - ألا يكفي المرأة المسلمة فخراً بأن يشيد بمكارم أخلاقها من ليسوا على دينها

الأربعاء، نونبر 19، 2008

هذا المساء


بعد المساء ..ليل وبعد الليل فجر أكيد



في الحقيقة كباقي المغاربة والحقوقيين ولشعراء ولقراء والمستمعين والمشاهدين ……صدمت لحكم التعويض المفروض على جريدة المساء ،612 مليون سنتيم ،هذا تعويض مادي عن خطأ معنوي فهل يستويان؟
عادة وفي دول العالم كلها المتقدمة والنامية والسائرة في طريق النمو وحتى النائمة! يتم التعويض بدرهم رمزي أو جنيه رمزي أو فلس رمزي أو ريال حسب عملة البلد ،طبعا إذا تكلمنا عن أوربا والدول المتقدمة الغنية ف اورو رمزي لا شيء لأن هذه الدول غنية يعني منطقيا في المغرب يجب ن يكون التعويض اقل بقليل من ذلك وقد يصل إلى درهم واحد على ابعد تقدير ،لكن الحكم كان صدمة وأي صدمة فكيف يعقل أن تحاكم جريدة بهذا المبلغ مع العلم أن هناك قانون وقضاء !!.يقال والعهدة على الراوي أن التهمة هي القذف وبالرجوع إلى العدد في أرشيف المساء تبين انه لا يوجد اسم شخص بعينه تضمنه الخبر وبالتالي فهو خبر في حكم المبهم ومع هذا ثم الاعتذار في الجريدة نفسها بمعنى خرجنا من دائرة الخبر المبهم إلى دائرة الانتقام المعلن ،أي أن هناك من كان يتربص للجريدة ،وهنا يمكن الربط،مع وجود فارق بسيط بين قضية المساء وقضية المغراوي أي أن هناك من كان ينتظر خطأ ولو بسيطا للإجهاز عليها وهو ما حصل للمغراوي إذ بمجرد ظهور الحديث عن تفسير آية سورة الطلاق على السطح حتى تناولتها بعض الصحف الغير المختصة وصحيفة تنقل عن صحيفة وانتشر الخبر انتشار النار في الهشيم وتم تأويله إلى ما لا يقبل التأويل جدلا،وأصبح المغراوي بين عشية وضحاها شخص ضال يثير الشبهات وكأن الشبهات قبل 30 سنة ويزيد لم تظهر وهو تاريخ تأسيس المغراوي لجمعية الدعوة إلى الكتاب والسنة بمراكش ،وقد صرح د. المغراوي نفسه انه فسر ولم يفتي كما فسرها الفقهاء من قبله بقرون ولم ينتبه لتفسيرهم احد لأن كتبهم ثاوية في رفوف المكتبات ولا تكتب عنها الصحف كل صباح .

الأمر غريب فعلا .في قضية المساء بدأت الأقلام قبل الأقوال وهناك من لا يعرف حتى عم يتكلم المتكلمون؟ الأمر يضحك ويبكي في الوقت نفسه فهناك تناقض في الخطاب الصحفي والحقوقي .بعض الناس يحبون الوطن ويخلصون له وبعضهم يسعى لإرجاعه إلى ما قبل التاريخ حيث لم تكن هناك مساء ولا صباح ولا كتابة ولا محاكم ولا محامون .
المهم نحن لان في القرن الواحد والعشرين وأتمنى صادقا أن ندخل فعلا للقرن الواحد والعشرين بكل ما يحمله القرن من متغيرات . أحلم أن ندخل القرن الواحد والعشرين بهدوء ودون التفكير في زمن ولى يوصف بالمخيف ،احلم أن أعيش في مغرب جميل ،مغرب يؤمن بالحرية والمواهب مغرب يساير المتغيرات ويقدس الثوابت ويعطي الفرص لمن يستحقها دون حيف مغرب ينصف المظلوم ويسجن الظالم ،مغرب يعيد المسروق ويعاقب السارق ،مغرب ينتبه القضاء فيه لأشياء تحتاج أكثر من و قفة تأمل ،أشياء أعمق وأسمى من خبر في جريدة ، مغرب تتنافس فيه الأفكار الكبيرة والعقول بحكمة وعقل .مغرب فيه علماء يستنبطون العلم النافع وقضاة يحقون الحق ويمحقون الباطل ،احلم بمغرب ترى في محيطه الأسماك تسبح بهدوء محيط يرى من خلاله إذا رميت الدرهم صافيا ،بعيدا عن المضاربات ووسخ الدنيا ،لأن الدنيا لا تدوم والتاريخ لا يرحم.


نور الدين البيار.

الاثنين، نونبر 10، 2008

....وفـاز اوبــامـــا





كما توقعنا وتوقع الكثيرون فاز اوباما ، باراك اوباما كان ذكيا في حملته وحاول أن يرسم صورة مغايرة عن تلك التي بقيت عالقة لدى الأمريكيين عن السود ،السود المتعصبون والمنفعلون بسرعة،الأمريكيون شعب يأخذ معلوماته كلها من الإعلام ،الإعلام الذي أعطى صورة عن صدام وعن بن لادن ويعطي صورة عن المسلمين وهو أيضا الذي أعطى صورا عن السود الذين لم يكن لهم حق التصويت في الانتخابات قبل بضع عقود ،فإلى حدود الستينات والسبعينات من القرن الماضي كان السود يعانون الأمرين .اوباما جاء ليحقق حلم'' لوتر كنغ '' ،اوباما بدا هادئا في خطاب النصر في شيكاغو وكذلك كان في مناظراته الثلاث مع ماكين وحاول كسب عطف الأمريكيين فحسب بل وحتى بعض الشرقيين والأوروبيين والأسيويين ....،أمريكا تعطي درسا آخر من الديمقراطية مغايرا لما شهده العالم خلال سنوات بوش الثمانية في السياسة ،الأزمة المالية كان لها أيضا دور في انتخاب اوباما إذ بلغ السيل الزبى لدى الأمريكيين المقترضين ،بوش خلف أزمات شتى وهو بذلك عن قصد أو دون قصد كمن يصنع فخا للرئيس الجديد ،عموما وحسب ما رأيت فالجمهوريون يشعلون الحرب والديمقراطيون يحاولون إطفاءها ،فبوش الأب أشعل فتيل حرب الخليج الثانية وجاء كلينتون ليقوم بدور الاطفائي وتهدئة اللعبة لثمان سنوات مع انزياح طفيف أواخر التسعينات إبان الهجوم الخاطف على العراق ،ثم يأتي جورج دبليو بوش ليشعل بعد الحادي عشر من شهر 9 حربين وليس حربا واحدة ،حربين محفوفتين بإ ديولوجية مبتدعة سماها المحافظون الجدد الحرب على الإرهاب ،إذ أصبحت أمريكا تلعب دور شرطي يستعمل السلاح عادة في قمع المظاهرات ،لكن مقاس قبعة الشرطي أصبح صغيرا على أمريكا ووقع انفلات عند المتظاهرين المسالمين وجاءت الأزمة الاقتصادية التي كانت النقطة التي أفاضت الكأس كاس الغضب الشعبي الأمريكي وبذلك عاقب الناس الجمهوريين كما عاقب المغاربة الاشتراكيين في السابع من شهر تسعة سنة 2007 ،لأنهم لم يلتزموا بما عنه تكلموا في حملتهم طوال عشر سنين عجاف بينت ضعف المنظومة السياسية المغربية .
السياسة لعبة غريبة جدا وخطيرة جدا وهي تقتضي نوع من الدهاء المصحوب بصدق في الواقع وعلى الأرض وليس على الهواء عبر شاشة التلفزة . فالناس يفهمون السياسة لا كما يفهما السياسي نفسه وبالتالي فهم لن يعاقبوه بالتصويت لغيره فحسب (كما في أمريكا)بل أيضا بمقاطعة الانتخابات بالكل (كما في المغرب ،فالناس لا يهمهم أن تكون فصيحا وترتدي بدلة جميلة ورابطة عنق أنيقة وتتكلم بلغة لا يفهمها جل المغاربة بل يهمهم أكثر أين سيدرس أبناءهم الصغار؟ وأين تذهب نساءهم ساعة المخاض؟ وأين سيعمل بعد التخرج الكبار؟
إذن فالتمظهر السياسي خاص فقط بالسياسيين فيما بينهم وليسا خاصا بالسياسي في علاقته بالمجتمع المدني إذ لكل خطابه وغاياته وخطاب المجتمع أكثر واقعية من السياسيين خاصة في الإعلام قبيل الاقتراع فالعمل السياسي يقتضي المقاربة المجتمعية والعمل المتواصل لكي يلتقي الاثنان في الوقت نفسه .
أتمنى أن تستفيد بعض السياسات العربية من التصويت على اوباما وتتعلم الدرس كيف تكون السياسة تنظيما ولو ظاهريا على الأقل
.



نورا لدين البيار

الجمعة، أكتوبر 31، 2008

حديث الأمطار 1



تساقطت الأمطار فسقط هو في الوحل هذا ما حدث لجاري العزيز ذات صبيحة من شهر أكتوبر.
لم أكن اعلم فعلا !أن بنيتنا التحتية تحتضر أو أنها احتضرت منذ زمن ،30 دقيقة فحسب من الأمطار تجعل مورفولوجيا كازابلانكا ، أكبر مدينة مغربية ،شبيهة بأرخبيل أسيوي بدون جزر بل تم تعويضها بحفر ،لا تكاد تتمشى قليلا على رجليك دون أن تمارس رياضة النط والقفز الطولي وحتى العرضي مضطرا لا بطلا ،قبل أسبوعين تصادف وجودي بالسعيدية ذات البحر الساحر والبر الضائع،حيث أرخبيل جميل من الحفر المليئة بالأوحال والمياه وكدت اسقط على وجهي في بركة مائية وأنا أحاول الوصول إلى مسجد لأصلي الجمعة قرب حي دالاس فاضطررت لوضع رجلي إلى ركبي في الماء خارجا بأقل الخسائر الممكنة بلل في الجوارب والحداء وجزء البنطال الأسفل لا غير .هذه آخر موضة في المغرب بعد المطر القفز والنط والمشي بين الحفر والبرك.لكن لدي سؤال يحيرني :أين يوجد مقر رئيس البلدية المنتخب وما الذي يفعله وهل سبق لسيادته أن سقط في حفرة ماء؟
نعود إلى البيضاء التي بدأ بياضها يختلط بسواد الدخان المنبعث من بعض المصانع القريبة جدا من السكان ،واستغرب جدا مرة أخرى من المهندس الألمعي الذي وضع هذه التصاميم المعمارية حيت تفتح نافذة غرفتك مباشرة على مصنع .المهم قفزت واعدت القفز وأنا اتامل الأطفال الصغار أيضا يقفزون ومنهم من يتعلم القفز والشيوخ ليس لديهم حل سوى خلع نعالهم وعبور البركة لان القفز نتائجه غير مضمونة (اللهم يسرد وإلا تهرس ليه شي عظم).
حال المدينة يبكي فعلا وحال القرية اشد وقعا على المرء من وقع الحسام المهند، على رأي طرفة بن العبد ،في القرية المصيبة مضاعفة لان الوحل كثير والطرق غير معبدة والأزقة غير مبلطة ورؤساء الجماعة الأشاوس أكثر سباتا من غيرهم ،سبات شتوي لن يستفيقوا منه إلا بعد صيف السنة القادمة اقتراب الانتخابات الجماعية إذ سيستفيقون لمدة شهر مع احتساب الحملة ثم يؤوبون إلى نومتهم خمس سنوات .باز ليهم فعلا رقم قياسي لن يستطيع احد تحقيقه إلا في الجماعات القروية .
بيوت تهدم وحيطان تقع وحفر وأموات يرحمهم الله ويلهمنا وأهليهم الصبر ،ويقينا وإياكم شر الكوارث والإعصار وشر رؤساء الجماعة الأخيار .


نور الدين البيار

الثلاثاء، أكتوبر 21، 2008

لصوص آخر النهار








كانت الساعة تقريبا تقترب من التاسعة والنصف من ليلة أمس عندما عدت إلى البيت الذي أكتريه رفقة صديق في العمل وحسب ،لكنه كان يضمر أكثر مما يظهر كحرباء وقفت على قوس قزح مرسوم على ورقة بيضاء ،
لم يخبرني وأحسست أنه ينوي على شيء ،إحساسي دائما صادق وأحمد الله عليها نعمة .
كان غريبا في أطواره الأخيرة قبل أن يأخذ الذي ليس له (وصعب أن يتعود الإنسان اخذ ما ليس له مصرا انه له)
عندما تمنح أحدا ثقتك ثم لا يكون أهلا لهذه الثقة يصعب فعلا عليك تجديدها ،إذ يجب توخي الحذر .
ليس سهلا أن تجد صديقا، في الشغل فحسب،أو مجازا كصديق يستطيع أن يقطع كل الوعود التي لم يف بها لماما.
دخلت الغرفة فوجدته قد جمع كل شيء ولم يبقى إلا بعض أغراضي الواضحة ولم يدع حتى عود ثقاب ،لا يمكن اتهامه بالجشع أو البخل ولا تشبيهه بلص مبتدئ يحاول إرضاء سيده المحترف ،ولا بنار لا تدع خلفها شيئا .بل حتى فرشاة الأسنان التي يمكن وصفها أنها اصغر إيقونة في المنظومة البيتية التي كانت تربط معاوية بشعرته الشهيرة إذا انقطعت لم يعد له شيء لكنه قطعها بغباوة مكشوفة وتخلف صارخ ،أضحكني أكثر ما أبكى غيري.ولست ألومه لجهله بكتب الأدب وفي كليلة ودمنة خبر شبيه بخبره .وقديما قالوا:* يمكن أن تحفظ الأحمق من كل شيء إلا من نفسه* وكذلك كان لم يمت جسده ولكنه مات نفسيا وذاب في دهاليز الغموض المؤدي إلى سرداب الخيانة الصغرى .
كانت إذن حكاية تذكرني صديقا آخر في مراكش في المرحلة الجامعية كنا أربعة فاختفى واحد لظروف قيل ألمت به .والتاني قرر في إحدى الليالي أن يرحل دون سابق إشعار فترك لنا ورقة أنا وصديقي محمد كتب عليها الآية :*وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين *(الأنفال 58) . وشتان بين كاتب الآية في مراكش ولص البيضاء فما كان مني إلا أن اكتب تحت السطر منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة تم صرفكم عنهم ليبتليكم .
فالحمد لله الذي صرفنا عن رفقاء السوء و رحم الله شهداء أحد ورحمنا وإياكم من رفقاء السوء ولصوص آخر النهار بل وآخر الزمن . إلى اللقاء .


ملحوظة اللصوص مكفول لهم حق الرد شريطة أن يكون بالعربية الفصحى .



مقتطف من يوميات طالب شاعر
نور الدين البيار

الأربعاء، أكتوبر 08، 2008

مغرب التساقطات


تساقطات كثيرة وزخات قليلة ’انها الأمطار التي كان الجميع وما زلت اذكر ما كنا نردده في الابتدائي :يا إخوتي جاء المطر لكن هذه التساقطات اسقطت اشياء واغرقت اخرى واسقطت حتى ورقة الثوت عن المسوؤلين ’الجماعيين خصوصا فلم يعد يسترهم الا بعض الشعارات والتصريحات التي يمكن وصفها بالهديان السياسي السابق لاوانه .إن ما يجري اليوم في هذه المناطق يحيلنا مباشرة الى قراءة التاريخ والجغرافيا من جديد ووضع جميع العلامات المسماة استفهاما وحتى التعجب موجود هنا .
إن جماعات اسست منذ عشرات السنين ينام رؤساؤها نوما عميقا لا أظن انها تستطيع أن تفعل شيئا في يوم وليلة غير الكلام وحتى الكلام صعب لأن اغلب رؤساءها اميون ان وقوفنا في بركة الماء يجعلنا فعلا نلمس المعناة كلها التي يعانيها سكان المناطق المنكوبة ان هذا الوقوف يجعلنا فعلا نعرف ماذا تعني كلمة وحل وماذا تعني كلمة نسيان وكلمة انسان كما يجعلنا نعرف معنى كلمة برلمان ان سجعنا هذا غير مقصود ولكن خلقته الامطار . والتساقطات التي يحتاجها الفلاحون الصغار أكثر من غيرهم .إن حجم المعاناة يزداد كلما علمنا أن الجماعات تأتيها ميزانيات وما ادراك ما الميزانيات طبعا من اجل السهر على راحة المواطنين واصلاح الطرقات والبنيات عوض السهر على تشييع ما بقي من كرامة الى حيت المال يصرف في المقاهي وبعض الحانات.فشتان بين امرأة تكشف عن ساقها لتعبر نهر القرية الى بر الامان وامرأة تكشف عن ساقها لتصعد خشبة المهرجان.

نورالدين البيار

الخميس، غشت 07، 2008

الحب الإلكتروني ،الجزء 2




ما العمل ؟أجابت على سؤاله الفصيح بسداجة على استحياء :أنا متدربة في شركة خاصة ،وأنت أعادت السؤال بطريقتها المعهودة وعكست السؤال اليه ،وانا ايضا أجاب بدهاء استطردت ،ماذا تعمل بالظبط اجاب كأنا مسؤول موارد ,وأنت ؟أنا متدربة حسابات أجابت ’جيد ثمن جوابها وهو يرفع رأسه الى السماء كمن يبحت عن شيء في حركة غريبة كالذي يستريح من عمل شاق مرت الدقائق الاولى بطيئة لكن سرعان ما بدأ الارتباك يحتضر شيئا فشيئا .
نظرت اليه بحزن عميق وكأنها تريد البكاء ،انتفض من مكانه وتنهد تنهيدة طويلة ،لقد مات ..
نعم مات الارتباك بينهما وداب في خلال الدقائق المتسارعة مات في لحظة ولم تكن تعلم أن هذا الموت يعقبه الغروب وينبغي عليها أن تؤوب.
كانت جل المقاعد في الحديقة ممتلئة عن آخرها ،الحوارات مستمرة ومتوالية بين العشاق عشاق هذا الأحد الكلاسيكيين منهم والإلكترونيين .والذين حجوا فرادى ومثنى الى هذه الحديقة ،كان الكل منشغلا بالحديث الى الذي بجواره ،كلمات تخرج على استحياء وأخرى تنتحر على شفاه المرتبكين
وسؤال يعقبه سؤال يعقبه جواب بسؤال ،كلمته عن عمره الذي جاوز العشرين بأربع سنوات وكلمها عن عمرها هي الذ ي نيف على العشرين اذ ما تزال في ربيعها التاسع عشر، قال لها لم اصدق اننا فعلا كنا سنلتقي عندما بدأنا الحوار في غرفة *الشات * ،قالت له لماذا ؟ أجاب بأن أغلب الفتيات يدخلن من أجل التسلية قاطعته والشبان كذلك ،حرك رأسه بدهاء يمنة ويسرة كطفل صغير :ليس كلهم مثل بعض اجابت وليست الفتيات كلهن مثل بعض :بطبيعة الحال أجاب ،وربما حتى المقال. .
مرت ساعتان وهما على الكرسي نفسه بدأ الناس يتحركون عبدوا أيضا يرغب في التحرك، قال لها لنذهب أجابت ان هيا بنا وقفا معا وضع نظارته في جيب قميصه الأيمن .خرجا من الحديقة متوجهين صوب منتهى خط الحافلة العاشر خرجا مبتسمين بعدما قتلا عامل الدهشة والارتباك توجها نحو الرصيف مدت يدها مد يده مبتسما فجأة تحركت الحافلة ،قال لها الى اللقاء ضربا موعدا ثم هرول مسرعا ليركب الحافلة لكنها لم تركب معه...

يتبع
نورالدين البيار

الثلاثاء، يوليوز 29، 2008

الحب الإلكتروني ،الجزء 1



بدأ الحوار غريبا وبسيطا ، ضغطت هي على زر الفأرة الأيسر ،ضغط هو أيضا كانت تضع اسم حياة وكان هو يضع اسم عبدو كتب لها سلام ردت بكيف الحال ؟
تطور الحوار طلب منها المسنجر اعطته دون عناء وبلمسة زر رشيقة تحولا معا الى المسنجر حيث تقنيات اخرى. تواصل الحوار بشكل اسرع وتواثرت الأسئلة عن العمل والسكن والمستو والهوايات واشياء اخرى تاتي بشكل عفوي
كان الحب من اول نظرة، هنا من أول ضغطة على ملمس الحاسوب وزر الفأرة الأيسر ،
تواصل الحوار ،بعد ثلاثة أيام كاملة قالت له حبيبي ،،،
أسرع كلمة حبيبي ربما في هذه البلدة لكنها ممزوجة ببعض الشوق والخوف والترقب .طلب منها تشغيل الويب كام وطلبت ايضا رأته اول مرة من وراء الزجاج ورآها قال لها أنت اجمل مما تصورت قالت وأنت ايضا ،ابتسم فابتسمت نظر اليها فنظرت ،سألها فسألت هي ايضا كانت تعيد أسئلته دائما ب :وأنت ،حتى لا تخسر الوقت في التفكير كم هي ماكرة وكم هو ماكر وكم هي غريبة هذه الصدف الالكترونية الموجودة في قلوب الحواسيب .
تواصل اللقاء مسنجريا لمدة أسبوع طلبت ان تراه ولم يطلب هو ،تحدد اللقاء في حديقة مشهورة وسط البلدة ،التقيا ذات احد تناول غداءه متأخرا وعبأهاتفه تحسبا لأي طارئ واتصل بها قبل صعود الحافلة وصل المكان المحدد قبلها بنصف ساعة أعاد الاتصال أجابت أنها وصلت ،قضى نصف ساعة طويلة ،ازدادت نبضات قلبه .أين انت انا في الهاتف العمومي ،صفي نفسك اي ماذا ترتدين .كان يقصد لون اللباس أجابت ان جلبابا أزرقا و سروالا بني قاطعها خلينا في الجلباب . قاطعته كيفما اتفق وانت؟ ،اجاب سروالا بنيا وقميصا ابيضا ،خرجت من مركز الهاتف العمومي رمقها دار حيث دارت مشى نحوها بخطوات تابثة و خائفة ،حياة؟ اومأت اي نعم قال :انا عبدو أهلا تمشيا قليلا دلفا الى الشارع المؤدي الى الحديقة العامة بدأ هو الكلام بدأت هي النظرات .بحثا عن كرسي ليجلسا كل الكراسي كانت مليئة بالبشر المتواعدين هذا الأحد من ذاك الزوال .تنفس هنيهة ونظر اليها على استحياء وأعاد السؤال ..ما العمل ؟
يتبع

نور الديـــــــــن البيــــار

الأربعاء، يوليوز 09، 2008

قرى بدون ماء


كنا قد تحدثنا سابقا في هذه البوابة عن انقطاع الكهرباء ونعلم ارتباط هذا الاخير بالماء ’الذي أصبح هذه الايام اشد نذرة من البترول في حديث ولد الحمرية مع سكان المنطقة اكدوا لنا المعاناة التي تواجههم هناك ’حيث لا يوجد الا بئر واحد يسمى شويريج تستعمله تلاث قرى هي عرابات وحجاج وااولاد بوزيد ’’،وقد يصادف تواجد شباب من الدوارين وقد حدث تلاسن بينهم ذات يوم ،ولعل الذين نظروا للحرب على الماء مستقبلا على حق اذ ستكون الجولات القادمة على الماء والمشاهد للسياسة الدولية العالمية يرى كيف تخطط بعض الدول المتقدمة لضم احواض المياه ووضع مخططات بعيدة المدى في هذا المجال .
المنطقة الحمرية تعاني الأمرين والمنتخبين الاشباح غائبون وأظن أنهم سيستيقضون قبيل الحملة ،وفي شهادة السكان لولد الحمرية فإن الجماعة رصدت ميزانية لحفر بئر في دوار حجاج لن اعمال الحفر توقفت ولم يعد هناك ماء ،والميزانية اختفت والناس مستاؤون ولكن برايي هم ايضا مسؤولون لأنهم لا يتحركون في اطار جمعوي وتجدهم عند الانتخابات يصوتون مقابل زردة مع الاسف حتى الاحزاب السياسية مع كامل الاسف لها المسؤولية لأنها ترشح اناس لا علاقة لهم بالسياسة .
ما المعايير من المسؤول ومن يسأل أسئلة كثيرة وكلام في الجماعة والبرلمان كثير جدا لكن الماء في منطقة جنوب جنان بيه قليل جدا جدا
اه لو تتحول كثرة الكلام الى ماء
من يدري’؟

الثلاثاء، يونيو 17، 2008

مشاهد واقعية


المشهد الأول :دخلت الى مختبر التصوير الفتاة لتبحث عن صورتها المعدلة فوتو شوبيا الى لووك هندي ،لماذا الفتاة اختارت هذااللوك؟
المشهد الثاني:رجل يرتدي لباسا عسكريا يقف في النقطة الكلومترية السابعة جنوب المدينة ،يوقف أنواعا من السيارات ويدع أخرى
أسماء وماركات عالمية تمر امامه والحظوظ مختلفة قد يوقف رونو قديمة ويدع اخرى جديدة محسوبية في ايقاف الحديد .
يأخذ من السائق اوراقا مختلفة ومرات اخذ ورقة واحدة مطوية بشكل غريب وبحركة مسرحية بديعة يضعها في جيبه الأيمن او الأيسر حسب
المشهد وحجم الرؤية ،
المشهد الثالث:نساء في حافلة ،احداهن تشتكي مستشفى الحي الذي يرقد فيه زوجها والأخرى واخرى تشتكي لص سرق حقيبتها
.والثالثة شابة تشتكي من احد احتك بمؤخرتها في مقدمة الحافلة
المشهد الرابع :شخص في عقده السادس يبدو من حجم بطنه انه صاحب شركة وليه مشاريع اخرى ،يزور القرية للمرة الاولى ويتكلم بجرأة غريبة
مدعيا انه سيحل مشاكل القرية كلها ,بعد السابع من شهر تسعة لم يعد .
المشهد الخامس:ممرضة في عقدها الخامس تعمل في مستشفى محمد الخامس بآسفي تطلب من أحد الذين
جاوؤا من قرية نائية لاجرا ء فحص العيون للحصول على رخصة سياقة،تطلب منه ان يعود في الغد .
بعد ربع ساعة سيأخذ نتيجة الفحص بنسبة 10/10 بعدما وضع ورقة خضراء مكتوب عليها خمسون درهما داخل الملف .
المشهد السادس: عشرة أطفال يسلكون طريقا وعرا يحملون كلو غرامات من الكتب والدفاتر من اجل الوصول الى المدرسة التي
تبعد بعشر كلومترات عن القرية التي زارها الرجل ذو البطن المنتفح آنفا.
المشهد السابع :تدافع خطر بعد تسجيل الهدف الأول في مرمى الخصم في احدى مباريات الدربي ،وهستريا نزع الكراسي
تحول واجهة الملعب الى ارض قاحلة ثم تعشيبها على مدى سنوات .
المشهد الثامن :أمطار غزيرة بشارع ملئ بالأوحال وسط ا لبيضاء وسقوط جدار
على امرأة مسنة في قريتنا والطريق مقطوعة والكهرباء حتى اشعار آخر .
المشهد التاسع :شباب يرقصون على ايقاعات غريبة يلبسون سراويل فضفاضة ومتدلية ويضعون اقراطا في اذانهم ويدخنون بشكل غريب
ويرقصون بشكل أغرب رغم أنهم من مدينتنا .
المشهد العاشر:طالب يستمع الى استاذه ب اعجاب في آخر سنة جامعية بعد عام ينسى كل شيء بعدما تمكن من الهجرة ،
بحثا عن أفق لكنه لم يعد .

الأحد، يونيو 08، 2008

أزمة القراءة ج2




ذكرنا آنفا انخفاض مؤشر لقراءة ،لكن ينبغي الإشارة إلى أن هناك تفاوت في العلاقة مع الكتب من حيث الاختصاصات ،فنجد على سبيل المثال ،صعود مؤشر الكتب الدينية وكتب الطبخ ومطبوعات المرأة والموضة وبعض كتب السياسة التي تركز على الإثارة ،كما أن هناك صعود في مجال قراءة الصحف ولمطبوعات الإعلانية ،وذلك راجع لأسباب نذكر منها :
1-العامل المادي :إذ يرتفع سعر الكتب بوتيرة مطردة مع انخفاض في ا لقدرة الشرائية في العالم الثالث عموما والعالم العربي خاصة ،وهكذا تزداد الهوة ويبتعد القارئ عن الكتاب شيئا فشيئا .
2- العامل الثقافي :وهو انعدام القدرة المعرفية لدى القارئ للاختيار بين الكتب ،خاصة التي تحتاج إلى مرجعية ثقافية من اجل معرفة مغزى الكتب وظروف تأليفه ومرجعية صاحبه ..الخ
3-العامل النوعي: المقصود بالعامل النوعي شكل المطبوع أي هل هذا المطبوع كتاب أم دورية أم مجلة أم جريدة..وهذا العامل مهم جدا في تحديد طبيعة القراء الذين ينتقون لكتب وهو ما يحيل على نوعين أو أكثر من ا لقراء وعليه يصبح الكتاب لذا البعض تقليديا.الأمر لذي يجعل القراء يركزون على الصحف والمجلات المصورة.
إن ظروف الوقت الراهن ومتغيرات المرحلة يمكن القول كان لها انعكاس على نسبة القراء بالمعنى الصحيح والثقافي لفعل القراءة ،لأن البون شاسع بين قارئ وقارئ ،فواحد يقرأ من اجل التسلية أو من اجل أن يقرأ و آخر يقرأ لأنه يحس فعلا أن فعل القراءة شيء أساس في بنا الهوية العربية والإسلامية
إن تدني مستوى التعليم في الوطن العربي يمكن أن يكون بسبب عزف الأجيال عن القراءة ،وان الأجيال القادمة ا ذا لم تهيأ لها الفرصة للقراءة في ظل تنامي وسائل تواصل جديدة كالانترنت فان الأمر سيكون اخطر مما هو عليه ،وسيزيد مستوانا وهنا على وهن وعليه فان دور الإعلام المنوط به في هذا المجال يجب أن يتضاعف ،وتكثر الحملات الخاصة بتشجيع القراء وتشجيع المبدعين الشباب من اجل التفاعل وإحداث دينامية ثقافية على المد ى المتوسط والبعيد ،لأننا دخلنا عصر العولمة والثورة المعلومية التي يشهدها العالم اليوم ونحن ما زلنا نتكبد من اجل محو الأمية التقليدية الأمر الذي يعني إننا خسرنا رهان التنمية الفكرية وسنخسره للأبد إذا لم نتدارك أنفسنا وإيصال المعرفة إلى ابعد نقطة نائية لأكثر عدد ممكن من الناس .

الأحد، يونيو 01، 2008

أزمة القراءة ج1


كانت أول كلمة نزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم هي اقرأ ،وكان هذا أمرا للرسول بالعلم
اذ لا يبدأالعلم بدون قراءة والقراءة أولى خطوات العلم والتعلم بل والتطور والازدهار والرقي ،ولا حظ لأمة لا يقرأ اهلها ،
لكن في السنوات الاخيرة اصبح مستوى القراءة على المستوى العربي يبعث على الخوف ،لأن مستقبل هويتنا مرتبط بمستوى هذه القراءة وواهم جدا من يعتقد خلاف ذلك .
نحن في عصر العولمة ومطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن نعيد النظر في علاقتنا بالكتاب
وعلاقة القراءة بصورتنا بوصفنا عربا ومسلمين وأي أزمة أو خلل في علاقتنا مع النص واللغة بوجه عام سينعكس علينا ككيان تشكل اللغة أهم مقوماته بعد الدين ،اما علاقة اللغة مع الدين فتشكل خصوصية يجب أن نأخذها بعين الاعتبار ،لأن اللغة تحتل مكانة كبيرة من قبل وحتى بعد مجيئ الإسلام اذ هي لغة القرءان الذي يعود له الفضل في صيانتها والحفاظ على ديمومتها ،ومن هنا يمكن ان نخلص الى ارتباط بالعنصر المؤثر الكبير في الهوية وهو الدين ،اذن فمكونات الكيان العربي التأسيسية في العروبة والدين الاسلامي ذات صلة وجودية مع اللغة .
تشير الاحصاءات التي صدرت عن منظمة اليونسكو الى تدهور خطير في معدل القراءة لدى العرب بشكل عام ولا يكاد المعدل يتجاوز كتاب واحد لكل 300الف شخص في المنطقة العربية .واذا اخذنا للمقارنة بلدا اوربيا صغيرا كبلجيكا التي لا يتجاوز تعدادها 9 ملايين نسمة فإننا نجد أنه يستهلك من انتاج الكتب والقراءة اكثر من ثلاثمائة مليون عربي.
بالطبع هذه الارقام عمليا نجد تاكيدها في حياتنا الثقافية فمستويات كتاب مشهورين في الرواية والقصة تعدارقامهم بالمئات ،أما في الشعر فحدث ولا حرج اذ لا يبيع الناشرون من الدواوين ما يغطي كلفة الإنتاج للغالبية العظمى من الشعراء الامر الذي دفع بالغالبية لدعم دواوينهم شخصيا وانا مازلت لم انشر ديوانا حتى الان ،
وهناك ظاهرة لافتة في هذا الميدان وهي تحول معارض الكتاب في العالم العربي الى سوق لبيع الكتب بل وسوق اساسية باعتراف الناشرين انفسهم بمعنى الاختفاء التدريجي لدور المكتبات كسوق مهمة وطبيعية لبيع الكتب .ولهذا الامر دلالة كبيرة لأن المعرض هو تظاهرة اجتماعية احتفائية بالكتاب كسلعة تضمن له تسويقا لدى المستهلك ،وان الكتاب اليوم صار بحاجة الى مثل هذه التظاهرة لكي ينتقل الى يد المستهلك في حين ان معارض الكتب في الاساس ليست مخصصة للبيع كما نعلم ولا أدل على ذلك من معرض فرانكفورت الشهير للكتاب الذي يظل مخصصا لعقد الصفقات مع الناشرين وللترجمة بين اللغات.
يحمل هذ التحول في عالمنا العربي مؤشرا خطيرا يؤكد التدهور الحاصل في علاقة القارئ مع النص الامر الذي سيكون كما ذكرت آنفا سيكون له الاثر السلبي على بلورة الشخصية العربية وحضورها بوصفها كيانا في هذاالقرن 21 المحفوف بالمخاطر والتحديات وفي الجزء الثاني سنتحدث ان شاء الله عن خصوصيات الكتب الاكثر اقبالا وعوامل ضعف القراءة ودور الإعلام في المجال وكذا القراءة في ضوء العولمة .

نورالدين البيار

الأحد، ماي 18، 2008

نبضات



نحزن عندما نحس أن من نحبه لايحبنا فعلا
،نحزن عندما نعطي كل شيء بصدق ولا نأخذ من العطاء ولو كلمة شكر ،
،نحزن عندما لا تعوضنا الحياة عن الراحلين سلفا
،نحزن عندما نقبل على أشخاص بحب واحترام ويديرون ظهورهم ظنا منهم أنهم بعض الشيء ونسوا أن التواضع هو الشئ كله ،
نحزن عندما نرى النفاق مستشريا والخديعة منتشرة ،
نحزن عندما يظن أبلد البلداء أننا سذج أو أغبياء عندما نخاطبه على قدر عقله الذي لا يفرق بين السذاجة والطيبة
،ولو أننا خاطبناه فوق عقله لم يفهمنا ،وقديما قالوا :لا تجادل أحمقا لأن الناس لن يعرفوا أيكما الأحمق
،ونحزن عندما نرى أبناء جلدتنا يلبسون جلود غيرنا ليحاربونا ،
ونحزن عندما يحزن إخواننا
ونحزن أكثر عندما يصبح الشر قاعدة والخير استثناءا،
نحزن بشدة عندما نرى شباب امتنا يغردون خارج سربنا ،
نحزن عندما نرى من يصور الحق باطلا والباطل حقا وهو يظن انه يحسن صنعا..
نغضب كثيرا عندما نتذكر يوما بحنا فيه لغيرنا بسر لم يعد كذلك ،
نبكي كثيرا عندما يخوننا من نخلص له ،
نبكي بشدة عندما نفقد حنان الأم وعطف الوطن،حيث لا عوض بعدهما،
نبكي عندما يتخلى عنا من نحن في حاجة إليه في الوقت الذي نحتاجه فيه ،
نبكي عندما نتذكر جميع الذين رحلوا عنا وكنا نحبهم.
،نبكي كثيرا عندما تخطف المنية صديق عزيز في ريعان الشباب ،
نبكي كثيرا عندما تختلط المفاهيم عن قصد أو غير قصد فلا نجد من ينخلها لنا تنخيلا.،
نفرح عندما نشعر بالنصر ولو في قلوبنا ،
نفرح عندما نحس أننا أسعدنا من حولنا ،
نفرح عندما يقول لنا احد كلمة طيبة تنسينا شقاوة الدنيا ووعثاء السفر،
نفرح عندما يبادلنا من نحب الإحساس نفسه ،
نفرح عندما نشعر بالآخرين ،
ونفرح كثيرا عندما نحس أننا عابرون للدنيا فقط وان حزننا وبكاءنا وغضبنا وآهاتنا هي مجرد لحظات قليلة،
إذا ما قيست بخلود الآخرة حيث عدل الواحد الأحد
.

السبت، ماي 10، 2008

المعلقات العشر 3 معلقة امرئ القيس


قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ

بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ

فَتُوْضِحَ فَالمِقْراةِ لَمْ يَعْفُ رَسْمُها

لِمَا نَسَجَتْهَا مِنْ جَنُوبٍ وشَمْألِ

تَرَى بَعَرَ الأرْآمِ فِي عَرَصَاتِهَـا

وَقِيْعَـانِهَا كَأنَّهُ حَبُّ فُلْفُــلِ

كَأنِّي غَدَاةَ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَّلُـوا

لَدَى سَمُرَاتِ الحَيِّ نَاقِفُ حَنْظَلِ

وُقُوْفاً بِهَا صَحْبِي عَلَّي مَطِيَّهُـمُ

يَقُوْلُوْنَ لاَ تَهْلِكْ أَسَىً وَتَجَمَّـلِ

وإِنَّ شِفـَائِي عَبْـرَةٌ مُهْرَاقَـةٌ

فَهَلْ عِنْدَ رَسْمٍ دَارِسٍ مِنْ مُعَوَّلِ

كَدَأْبِكَ مِنْ أُمِّ الحُوَيْرِثِ قَبْلَهَـا

وَجَـارَتِهَا أُمِّ الرَّبَابِ بِمَأْسَـلِ

إِذَا قَامَتَا تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُمَـا

نَسِيْمَ الصَّبَا جَاءَتْ بِرَيَّا القَرَنْفُلِ

فَفَاضَتْ دُمُوْعُ العَيْنِ مِنِّي صَبَابَةً

عَلَى النَّحْرِ حَتَّى بَلَّ دَمْعِي مِحْمَلِي

ألاَ رُبَّ يَوْمٍ لَكَ مِنْهُنَّ صَالِـحٍ

وَلاَ سِيَّمَا يَوْمٍ بِدَارَةِ جُلْجُـلِ

ويَوْمَ عَقَرْتُ لِلْعَذَارَي مَطِيَّتِـي

فَيَا عَجَباً مِنْ كُوْرِهَا المُتَحَمَّـلِ

فَظَلَّ العَذَارَى يَرْتَمِيْنَ بِلَحْمِهَـا

وشَحْمٍ كَهُدَّابِ الدِّمَقْسِ المُفَتَّـلِ

ويَوْمَ دَخَلْتُ الخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْـزَةٍ

فَقَالَتْ لَكَ الوَيْلاَتُ إنَّكَ مُرْجِلِي

تَقُولُ وقَدْ مَالَ الغَبِيْطُ بِنَا مَعـاً

عَقَرْتَ بَعِيْرِي يَا امْرأَ القَيْسِ فَانْزِلِ

فَقُلْتُ لَهَا سِيْرِي وأَرْخِي زِمَامَـهُ

ولاَ تُبْعـِدِيْنِي مِنْ جَنَاكِ المُعَلَّـلِ

فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ ومُرْضِـعٍ

فَأَلْهَيْتُهَـا عَنْ ذِي تَمَائِمَ مُحْـوِلِ

إِذَا مَا بَكَى مِنْ خَلْفِهَا انْصَرَفَتْ لَهُ

بِشَـقٍّ وتَحْتِي شِقُّهَا لَمْ يُحَـوَّلِ

ويَوْماً عَلَى ظَهْرِ الكَثِيْبِ تَعَـذَّرَتْ

عَلَـيَّ وَآلَـتْ حَلْفَةً لم تَحَلَّـلِ

أفاطِـمَ مَهْلاً بَعْضَ هَذَا التَّدَلُّـلِ

وإِنْ كُنْتِ قَدْ أزْمَعْتِ صَرْمِي فَأَجْمِلِي

أغَـرَّكِ مِنِّـي أنَّ حُبَّـكِ قَاتِلِـي

وأنَّـكِ مَهْمَا تَأْمُرِي القَلْبَ يَفْعَـلِ

وإِنْ تَكُ قَدْ سَـاءَتْكِ مِنِّي خَلِيقَـةٌ

فَسُلِّـي ثِيَـابِي مِنْ ثِيَابِكِ تَنْسُـلِ

وَمَا ذَرَفَـتْ عَيْنَاكِ إلاَّ لِتَضْرِبِـي

بِسَهْمَيْكِ فِي أعْشَارِ قَلْبٍ مُقَتَّـلِ

وبَيْضَـةِ خِدْرٍ لاَ يُرَامُ خِبَاؤُهَـا

تَمَتَّعْتُ مِنْ لَهْوٍ بِهَا غَيْرَ مُعْجَـلِ

تَجَاوَزْتُ أحْرَاساً إِلَيْهَا وَمَعْشَـراً

عَلَّي حِرَاصاً لَوْ يُسِرُّوْنَ مَقْتَلِـي

إِذَا مَا الثُّرَيَّا فِي السَّمَاءِ تَعَرَّضَتْ

تَعَـرُّضَ أَثْنَاءَ الوِشَاحِ المُفَصَّـلِ

فَجِئْتُ وَقَدْ نَضَّتْ لِنَوْمٍ ثِيَابَهَـا

لَـدَى السِّتْرِ إلاَّ لِبْسَةَ المُتَفَضِّـلِ

فَقَالـَتْ : يَمِيْنَ اللهِ مَا لَكَ حِيْلَةٌ

وَمَا إِنْ أَرَى عَنْكَ الغَوَايَةَ تَنْجَلِـي

خَرَجْتُ بِهَا أَمْشِي تَجُرُّ وَرَاءَنَـا

عَلَـى أَثَرَيْنا ذَيْلَ مِرْطٍ مُرَحَّـلِ

فَلَمَّا أجَزْنَا سَاحَةَ الحَيِّ وانْتَحَـى

بِنَا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي حِقَافٍ عَقَنْقَلِ

هَصَرْتُ بِفَوْدَي رَأْسِهَا فَتَمَايَلَـتْ

عَليَّ هَضِيْمَ الكَشْحِ رَيَّا المُخَلْخَـلِ

مُهَفْهَفَـةٌ بَيْضَـاءُ غَيْرُ مُفَاضَــةٍ

تَرَائِبُهَـا مَصْقُولَةٌ كَالسَّجَنْجَــلِ

كَبِكْرِ المُقَـانَاةِ البَيَاضَ بِصُفْــرَةٍ

غَـذَاهَا نَمِيْرُ المَاءِ غَيْرُ المُحَلَّــلِ

تَـصُدُّ وتُبْدِي عَنْ أسِيْلٍ وَتَتَّقــِي

بِـنَاظِرَةٍ مِنْ وَحْشِ وَجْرَةَ مُطْفِـلِ

وجِـيْدٍ كَجِيْدِ الرِّئْمِ لَيْسَ بِفَاحِـشٍ

إِذَا هِـيَ نَصَّتْـهُ وَلاَ بِمُعَطَّــلِ

وفَـرْعٍ يَزِيْنُ المَتْنَ أسْوَدَ فَاحِــمٍ

أثِيْـثٍ كَقِـنْوِ النَّخْلَةِ المُتَعَثْكِــلِ

غَـدَائِرُهُ مُسْتَشْزِرَاتٌ إلَى العُــلاَ

تَضِلُّ العِقَاصُ فِي مُثَنَّى وَمُرْسَــلِ

وكَشْحٍ لَطِيفٍ كَالجَدِيْلِ مُخَصَّــرٍ

وسَـاقٍ كَأُنْبُوبِ السَّقِيِّ المُذَلَّــلِ

وتُضْحِي فَتِيْتُ المِسْكِ فَوْقَ فِراشِهَـا

نَئُوْمُ الضَّحَى لَمْ تَنْتَطِقْ عَنْ تَفَضُّـلِ

وتَعْطُـو بِرَخْصٍ غَيْرَ شَثْنٍ كَأَنَّــهُ

أَسَارِيْعُ ظَبْيٍ أَوْ مَسَاويْكُ إِسْحِـلِ

تُضِـيءُ الظَّلامَ بِالعِشَاءِ كَأَنَّهَــا

مَنَـارَةُ مُمْسَى رَاهِـبٍ مُتَبَتِّــلِ

إِلَى مِثْلِهَـا يَرْنُو الحَلِيْمُ صَبَابَــةً

إِذَا مَا اسْبَكَرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ ومِجْـوَلِ

تَسَلَّتْ عَمَايَاتُ الرِّجَالِ عَنْ الصِّبَـا

ولَيْـسَ فُؤَادِي عَنْ هَوَاكِ بِمُنْسَـلِ

ألاَّ رُبَّ خَصْمٍ فِيْكِ أَلْوَى رَدَدْتُـهُ

نَصِيْـحٍ عَلَى تَعْذَالِهِ غَيْرِ مُؤْتَــلِ

ولَيْلٍ كَمَوْجِ البَحْرِ أَرْخَى سُدُوْلَــهُ

عَلَيَّ بِأَنْـوَاعِ الهُـمُوْمِ لِيَبْتَلِــي

فَقُلْـتُ لَهُ لَمَّا تَمَطَّـى بِصُلْبِــهِ

وأَرْدَفَ أَعْجَـازاً وَنَاءَ بِكَلْكَــلِ

ألاَ أَيُّهَا اللَّيْلُ الطَّوِيْلُ ألاَ انْجَلِــي

بِصُبْحٍ وَمَا الإصْبَاحُ منِكَ بِأَمْثَــلِ

فَيَــا لَكَ مَنْ لَيْلٍ كَأنَّ نُجُومَـهُ

بِـأَمْرَاسِ كَتَّانٍ إِلَى صُمِّ جَنْــدَلِ

وقِـرْبَةِ أَقْـوَامٍ جَعَلْتُ عِصَامَهَــا

عَلَى كَاهِـلٍ مِنِّي ذَلُوْلٍ مُرَحَّــلِ

وَوَادٍ كَجَـوْفِ العَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُــهُ

بِـهِ الذِّئْبُ يَعْوِي كَالخَلِيْعِ المُعَيَّــلِ

فَقُلْـتُ لَهُ لَمَّا عَوَى : إِنَّ شَأْنَنَــا

قَلِيْلُ الغِنَى إِنْ كُنْتَ لَمَّا تَمَــوَّلِ

كِــلاَنَا إِذَا مَا نَالَ شَيْئَـاً أَفَاتَـهُ

ومَنْ يَحْتَرِثْ حَرْثِي وحَرْثَكَ يَهْـزَلِ

وَقَـدْ أغْتَدِي والطَّيْرُ فِي وُكُنَاتِهَـا

بِمُنْجَـرِدٍ قَيْـدِ الأَوَابِدِ هَيْكَــلِ

مِكَـرٍّ مِفَـرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِـرٍ مَعــاً

كَجُلْمُوْدِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ

كَمَيْتٍ يَزِلُّ اللَّبْـدُ عَنْ حَالِ مَتْنِـهِ

كَمَا زَلَّـتِ الصَّفْـوَاءُ بِالمُتَنَـزَّلِ

عَلَى الذَّبْلِ جَيَّاشٍ كأنَّ اهْتِـزَامَهُ

إِذَا جَاشَ فِيْهِ حَمْيُهُ غَلْيُ مِرْجَـلِ

مَسْحٍ إِذَا مَا السَّابِحَاتُ عَلَى الوَنَى

أَثَرْنَ الغُبَـارَ بِالكَـدِيْدِ المُرَكَّـلِ

يُزِلُّ الغُـلاَمُ الخِفَّ عَنْ صَهَـوَاتِهِ

وَيُلْوِي بِأَثْوَابِ العَنِيْـفِ المُثَقَّـلِ

دَرِيْرٍ كَخُـذْرُوفِ الوَلِيْـدِ أمَرَّهُ

تَتَابُعُ كَفَّيْـهِ بِخَيْـطٍ مُوَصَّـلِ

لَهُ أيْطَـلا ظَبْـيٍ وَسَاقَا نَعَـامَةٍ

وإِرْخَاءُ سَرْحَانٍ وَتَقْرِيْبُ تَتْفُـلِ

ضَلِيْعٍ إِذَا اسْتَـدْبَرْتَهُ سَدَّ فَرْجَـهُ

بِضَافٍ فُوَيْقَ الأَرْضِ لَيْسَ بِأَعْزَلِ

كَأَنَّ عَلَى المَتْنَيْنِ مِنْهُ إِذَا انْتَحَـى

مَدَاكَ عَرُوسٍ أَوْ صَلايَةَ حَنْظَـلِ

كَأَنَّ دِمَاءَ الهَـادِيَاتِ بِنَحْـرِهِ

عُصَارَةُ حِنَّاءٍ بِشَيْـبٍ مُرَجَّـلِ

فَعَـنَّ لَنَا سِـرْبٌ كَأَنَّ نِعَاجَـهُ

عَـذَارَى دَوَارٍ فِي مُلاءٍ مُذَبَّـلِ

فَأَدْبَرْنَ كَالجِزْعِ المُفَصَّـلِ بَيْنَـهُ

بِجِيْدٍ مُعَمٍّ فِي العَشِيْرَةِ مُخْـوَلِ

فَأَلْحَقَنَـا بِالهَـادِيَاتِ ودُوْنَـهُ

جَوَاحِـرُهَا فِي صَرَّةٍ لَمْ تُزَيَّـلِ

فَعَـادَى عِدَاءً بَيْنَ ثَوْرٍ ونَعْجَـةٍ

دِرَاكاً وَلَمْ يَنْضَحْ بِمَاءٍ فَيُغْسَـلِ

فَظَلَّ طُهَاةُ اللَّحْمِ مِن بَيْنِ مُنْضِجٍ

صَفِيـفَ شِوَاءٍ أَوْ قَدِيْرٍ مُعَجَّـلِ

ورُحْنَا يَكَادُ الطَّرْفُ يَقْصُرُ دُوْنَـهُ

مَتَى تَـرَقَّ العَيْـنُ فِيْهِ تَسَفَّـلِ

فَبَـاتَ عَلَيْـهِ سَرْجُهُ ولِجَامُـهُ

وَبَاتَ بِعَيْنِـي قَائِماً غَيْرَ مُرْسَـلِ

أصَاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيْكَ وَمِيْضَـهُ

كَلَمْـعِ اليَدَيْنِ فِي حَبِيٍّ مُكَلَّـلِ

يُضِيءُ سَنَاهُ أَوْ مَصَابِيْحُ رَاهِـبٍ

أَمَالَ السَّلِيْـطَ بِالذُّبَالِ المُفَتَّـلِ

قَعَدْتُ لَهُ وصُحْبَتِي بَيْنَ ضَـارِجٍ

وبَيْنَ العـُذَيْبِ بُعْدَمَا مُتَأَمَّـلِ

عَلَى قَطَنٍ بِالشَّيْمِ أَيْمَنُ صَوْبِـهِ

وَأَيْسَـرُهُ عَلَى السِّتَارِ فَيَذْبُـلِ

فَأَضْحَى يَسُحُّ المَاءَ حَوْلَ كُتَيْفَةٍ

يَكُبُّ عَلَى الأذْقَانِ دَوْحَ الكَنَهْبَلِ

ومَـرَّ عَلَى القَنَـانِ مِنْ نَفَيَانِـهِ

فَأَنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ مِنْ كُلِّ مَنْـزِلِ

وتَيْمَاءَ لَمْ يَتْرُكْ بِهَا جِذْعَ نَخْلَـةٍ

وَلاَ أُطُمـاً إِلاَّ مَشِيْداً بِجِنْـدَلِ

كَأَنَّ ثَبِيْـراً فِي عَرَانِيْـنِ وَبْلِـهِ

كَبِيْـرُ أُنَاسٍ فِي بِجَـادٍ مُزَمَّـلِ

كَأَنَّ ذُرَى رَأْسِ المُجَيْمِرِ غُـدْوَةً

مِنَ السَّيْلِ وَالأَغثَاءِ فَلْكَةُ مِغْـزَلِ

وأَلْقَى بِصَحْـرَاءِ الغَبيْطِ بَعَاعَـهُ

نُزُوْلَ اليَمَانِي ذِي العِيَابِ المُحَمَّلِ

كَأَنَّ مَكَـاكِيَّ الجِـوَاءِ غُدَّبَـةً

صُبِحْنَ سُلافاً مِنْ رَحيقٍ مُفَلْفَـلِ

كَأَنَّ السِّبَـاعَ فِيْهِ غَرْقَى عَشِيَّـةً

بِأَرْجَائِهِ القُصْوَى أَنَابِيْشُ عُنْصُـلِ

الجمعة، ماي 02، 2008

أسئلة من لهب



اليوم مرت سبعة أيام على محرقة لساسفة ،المحرقة التي خلفت مجموعة أسئلة غير عادية خصوصا تزامنها مع موجة ارتفاع الأسعار ،حيت إن الأسعار بدورها ملتهبة .
إلى أي حد صدقت مقولة ،ما دمت في المغرب فلا تستغرب ؟،قبل أسبوع احترقت أجساد عشرات المواطنين العمال في مصنع أفرشة بمنطقة لساسفة جنوب البيضاء ،حوادث الاحتراق كثيرة وليست جديدة على العاصمة الاقتصادية دائما كنا نسمع عن احتراق كاريان أو سوق عشوائي .لكن الحريق الأخير ليس ككل الحرائق إذ كان له وقع على الأبصار والأسماع وحتى الأفئدة لأن عدد المحروقين كان كثيرا ولان النساء كن أكثر المتضررات ولأن المعمل كان موصدا و لأن الأجساد كانت متفحمة بشكل مخيف .
ألا يمكن أن نسمي هذا إرهابا؟ مع العلم أن مفاهيم الإرهاب تختلف من شخص لآخر حسب الظواهر والمتغيرات وكذلك العقليات ،فعقلية صاحب المصنع مثلا عقلية إرهابية غايتها الربح السريع فقط حتى ولو كان على حساب الجثث المحترقة والمتفحمة ،لقد قال الرسول عليه السلام أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ،لكن هنا لم يجف عرقه فحسب بل احترقت جثثه واختنقت أنفاسه.
لكن هناك أسئلة فعلا محيرة الايوجد وزارة وصية على هذا القطاع؟ ،أليست هناك لجنة مراقبة ؟الم يكن أحدا من المسئولين بدءا بالوالي وانتهاءا بالمقدم ديال الحومة يعرف بوجود هذا المعمل ؟
ألا يوجد شخص اسمه مفتش شغل ؟ألا يوجد مفتش للضمان الاجتماعي ؟
قالوا إن شروط السلامة غير متوفرة بل وحتى السلامة غير متوفرة فبالا حرى شروطها .
عشرات الأبرياء يموتون خنقا وحرقا لا لشيء سوى أنهم كانوا منهمكين في شغلهم وعوض فتح الأبواب والنوافذ لتهوية المكان المختنق أصلا نظرا لحرارة الجو تم إحكام القفل عليهم ،لماذا يا ترى ؟
هل ستتخذ الحكومة إجراءات ضد المعامل الأخرى المنتشرة كالنمل وسط البيضاء أم أنهم سيمرون مرورا ونلتقي بعد الفاصل؟
هل مصطلح الحريق الذي يطلق على الهجرة السرية مستمد من الحرق فعلا ؟هل يمكن المقارنة بين من يحرق سرا في اتجاه شمال المتوسط في قارب ومن يحترق داخل معمل غير بعيد من الأطلسي ؟لكن هناك فرق بين أن تحرق وان تحترق ،إذ الأول هنا إرادي والتاني لا إرادي .لكن يبقى السؤال أيهما أصعب احتراق النفس أم احتراق الجسد؟

الأحد، أبريل 27، 2008

المعلقات العشر 2 معلقة عنترة بن شداد العبسي






هَلْ غَادَرَ الشُّعَرَاءُ منْ مُتَـرَدَّمِ

أم هَلْ عَرَفْتَ الدَّارَ بعدَ تَوَهُّـمِ

يَا دَارَ عَبْلـةَ بِالجَواءِ تَكَلَّمِـي

وَعِمِّي صَبَاحاً دَارَ عبْلةَ واسلَمِي

فَوَقَّفْـتُ فيها نَاقَتي وكَأنَّهَـا

فَـدَنٌ لأَقْضي حَاجَةَ المُتَلَـوِّمِ

وتَحُـلُّ عَبلَةُ بِالجَوَاءِ وأَهْلُنَـا

بالحَـزنِ فَالصَّمَـانِ فَالمُتَثَلَّـمِ

حُيِّيْتَ مِنْ طَلَلٍ تَقادَمَ عَهْـدُهُ

أَقْـوى وأَقْفَـرَ بَعدَ أُمِّ الهَيْثَـمِ

حَلَّتْ بِأَرض الزَّائِرينَ فَأَصْبَحَتْ

عسِراً عليَّ طِلاَبُكِ ابنَةَ مَخْـرَمِ

عُلِّقْتُهَـا عَرْضاً وأقْتلُ قَوْمَهَـا

زعماً لعَمرُ أبيكَ لَيسَ بِمَزْعَـمِ

ولقـد نَزَلْتِ فَلا تَظُنِّي غَيْـرهُ

مِنّـي بِمَنْـزِلَةِ المُحِبِّ المُكْـرَمِ

كَـيفَ المَزارُ وقد تَربَّع أَهْلُهَـا

بِعُنَيْـزَتَيْـنِ وأَهْلُنَـا بِالغَيْلَـمِ

إنْ كُنْتِ أزْمَعْتِ الفِراقَ فَإِنَّمَـا

زَمَّـت رِكَائِبُكُمْ بِلَيْلٍ مُظْلِـمِ

مَـا رَاعَنـي إلاَّ حَمولةُ أَهْلِهَـا

وسْطَ الدِّيَارِ تَسُفُّ حَبَّ الخِمْخِمِ

فِيهَـا اثْنَتانِ وأَرْبعونَ حَلُوبَـةً

سُوداً كَخافيةِ الغُرَابِ الأَسْحَـمِ

إذْ تَسْتَبِيْكَ بِذِي غُروبٍ وَاضِحٍ

عَـذْبٍ مُقَبَّلُـهُ لَذيذُ المَطْعَـمِ

وكَـأَنَّ فَارَةَ تَاجِرٍ بِقَسِيْمَـةٍ

سَبَقَتْ عوَارِضَها إليكَ مِن الفَمِ

أوْ روْضـةً أُنُفاً تَضَمَّنَ نَبْتَهَـا

غَيْثٌ قليلُ الدَّمنِ ليسَ بِمَعْلَـمِ

جَـادَتْ علَيهِ كُلُّ بِكرٍ حُـرَّةٍ

فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كَالدِّرْهَـمِ

سَحّـاً وتَسْكاباً فَكُلَّ عَشِيَّـةٍ

يَجْـرِي عَلَيها المَاءُ لَم يَتَصَـرَّمِ

وَخَلَى الذُّبَابُ بِهَا فَلَيسَ بِبَـارِحٍ

غَرِداً كَفِعْل الشَّاربِ المُتَرَنّـمِ

هَزِجـاً يَحُـكُّ ذِراعَهُ بذِراعِـهِ

قَدْحَ المُكَبِّ على الزِّنَادِ الأَجْـذَمِ

تُمْسِي وتُصْبِحُ فَوْقَ ظَهْرِ حَشيّةٍ

وأَبِيتُ فَوْقَ سرَاةِ أدْهَمَ مُلْجَـمِ

وَحَشِيَّتي سَرْجٌ على عَبْلِ الشَّوَى

نَهْـدٍ مَرَاكِلُـهُ نَبِيلِ المَحْـزِمِ

هَـل تُبْلِغَنِّـي دَارَهَا شَدَنِيَّـةَ

لُعِنَتْ بِمَحْرُومِ الشَّرابِ مُصَـرَّمِ

خَطَّـارَةٌ غِبَّ السُّرَى زَيَّافَـةٌ

تَطِـسُ الإِكَامَ بِوَخذِ خُفٍّ مِيْثَمِ

وكَأَنَّمَا تَطِـسُ الإِكَامَ عَشِيَّـةً

بِقَـريبِ بَينَ المَنْسِمَيْنِ مُصَلَّـمِ

تَأْوِي لَهُ قُلُصُ النَّعَامِ كَما أَوَتْ

حِـزَقٌ يَمَانِيَّةٌ لأَعْجَمَ طِمْطِـمِ

يَتْبَعْـنَ قُلَّـةَ رأْسِـهِ وكأَنَّـهُ

حَـرَجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّـمِ

صَعْلٍ يعُودُ بِذِي العُشَيرَةِ بَيْضَـةُ

كَالعَبْدِ ذِي الفَرْو الطَّويلِ الأَصْلَمِ

شَرَبَتْ بِماءِ الدُّحرُضينِ فَأَصْبَحَتْ

زَوْراءَ تَنْفِرُ عن حيَاضِ الدَّيْلَـمِ

وكَأَنَّما يَنْأَى بِجـانبِ دَفَّها الـ

وَحْشِيِّ مِنْ هَزِجِ العَشِيِّ مُـؤَوَّمِ

هِـرٍّ جَنيبٍ كُلَّما عَطَفَتْ لـهُ

غَضَبَ اتَّقاهَا بِاليَدَينِ وَبِالفَـمِ

بَرَكَتْ عَلَى جَنبِ الرِّدَاعِ كَأَنَّـما

بَرَكَتْ عَلَى قَصَبٍ أَجَشَّ مُهَضَّمِ

وكَـأَنَّ رُبًّا أَوْ كُحَيْلاً مُقْعَـداً

حَشَّ الوَقُودُ بِهِ جَوَانِبَ قُمْقُـمِ

يَنْبَاعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَةٍ

زَيَّافَـةٍ مِثـلَ الفَنيـقِ المُكْـدَمِ

إِنْ تُغْدِفي دُونِي القِناعَ فإِنَّنِـي

طَـبٌّ بِأَخذِ الفَارسِ المُسْتَلْئِـمِ

أَثْنِـي عَلَيَّ بِمَا عَلِمْتِ فإِنَّنِـي

سَمْـحٌ مُخَالقَتي إِذَا لم أُظْلَـمِ

وإِذَا ظُلِمْتُ فإِنَّ ظُلْمِي بَاسِـلٌ

مُـرٌّ مَذَاقَتُـهُ كَطَعمِ العَلْقَـمِ

ولقَد شَربْتُ مِنَ المُدَامةِ بَعْدَمـا

رَكَدَ الهَواجرُ بِالمشوفِ المُعْلَـمِ

بِزُجاجَـةٍ صَفْراءَ ذاتِ أَسِـرَّةٍ

قُرِنَتْ بِأَزْهَر في الشَّمالِ مُقَـدَّمِ

فإِذَا شَـرَبْتُ فإِنَّنِي مُسْتَهْلِـكٌ

مَالـي وعِرْضي وافِرٌ لَم يُكلَـمِ

وإِذَا صَحَوتُ فَما أَقَصِّرُ عنْ نَدَىً

وكَما عَلمتِ شَمائِلي وتَكَرُّمـي

وحَلِـيلِ غَانِيةٍ تَرَكْتُ مُجـدَّلاً

تَمكُو فَريصَتُهُ كَشَدْقِ الأَعْلَـمِ

سَبَقَـتْ يَدايَ لهُ بِعاجِلِ طَعْنَـةٍ

ورِشـاشِ نافِـذَةٍ كَلَوْنِ العَنْـدَمِ

هَلاَّ سأَلْتِ الخَيـلَ يا ابنةَ مالِـكٍ

إنْ كُنْتِ جاهِلَةً بِـمَا لَم تَعْلَمِـي

إِذْ لا أزَالُ عَلَى رِحَالـةِ سَابِـحٍ

نَهْـدٍ تعـاوَرُهُ الكُمـاةُ مُكَلَّـمِ

طَـوْراً يُـجَرَّدُ للطَّعانِ وتَـارَةً

يَأْوِي إلى حَصِدِ القِسِيِّ عَرَمْـرِمِ

يُخْبِـركِ مَنْ شَهَدَ الوَقيعَةَ أنَّنِـي

أَغْشى الوَغَى وأَعِفُّ عِنْد المَغْنَـمِ

ومُـدَّجِجٍ كَـرِهَ الكُماةُ نِزَالَـهُ

لامُمْعـنٍ هَـرَباً ولا مُسْتَسْلِـمِ

جَـادَتْ لهُ كَفِّي بِعاجِلِ طَعْنـةٍ

بِمُثَقَّـفٍ صَدْقِ الكُعُوبِ مُقَـوَّمِ

فَشَكَكْـتُ بِالرُّمْحِ الأَصَمِّ ثِيابـهُ

ليـسَ الكَريمُ على القَنا بِمُحَـرَّمِ

فتَـركْتُهُ جَزَرَ السِّبَـاعِ يَنَشْنَـهُ

يَقْضِمْـنَ حُسْنَ بَنانهِ والمِعْصَـمِ

ومِشَكِّ سابِغةٍ هَتَكْتُ فُروجَهـا

بِالسَّيف عنْ حَامِي الحَقيقَة مُعْلِـمِ

رَبِـذٍ يَـدَاهُ بالقِـدَاح إِذَا شَتَـا

هَتَّـاكِ غَايـاتِ التَّجـارِ مُلَـوَّمِ

لـمَّا رَآنِي قَـدْ نَزَلـتُ أُريـدُهُ

أَبْـدَى نَواجِـذَهُ لِغَيـرِ تَبَسُّـمِ

عَهـدِي بِهِ مَدَّ النَّهـارِ كَأَنَّمـا

خُضِـبَ البَنَانُ ورَأُسُهُ بِالعَظْلَـمِ

فَطعنْتُـهُ بِالرُّمْـحِ ثُـمَّ عَلَوْتُـهُ

بِمُهَنَّـدٍ صافِي الحَديدَةِ مِخْـذَمِ

بَطـلٌ كأَنَّ ثِيـابَهُ في سَرْجـةٍ

يُحْذَى نِعَالَ السِّبْتِ ليْسَ بِتَـوْأَمِ

ياشَـاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ لـهُ

حَـرُمَتْ عَلَيَّ وَلَيْتَها لم تَحْـرُمِ

فَبَعَثْتُ جَارِيَتي فَقُلْتُ لها اذْهَبـي

فَتَجَسَّسِي أَخْبارَها لِيَ واعْلَمِـي

قَالتْ : رَأيتُ مِنَ الأَعادِي غِـرَّةً

والشَاةُ مُمْكِنَةٌ لِمَنْ هُو مُرْتَمـي

وكـأَنَّمَا التَفَتَتْ بِجِيدِ جَدَايـةٍ

رَشَـاءٍ مِنَ الغِـزْلانِ حُرٍ أَرْثَـمِ

نُبّئـتُ عَمْراً غَيْرَ شاكِرِ نِعْمَتِـي

والكُـفْرُ مَخْبَثَـةٌ لِنَفْسِ المُنْعِـمِ

ولقَدْ حَفِظْتُ وَصَاةَ عَمِّي بِالضُّحَى

إِذْ تَقْلِصُ الشَّفَتَانِ عَنْ وَضَحِ الفَمِ

في حَوْمَةِ الحَرْبِ التي لا تَشْتَكِـي

غَمَـرَاتِها الأَبْطَالُ غَيْرَ تَغَمْغُـمِ

إِذْ يَتَّقُـونَ بـيَ الأَسِنَّةَ لم أَخِـمْ

عَنْـها ولَكنِّي تَضَايَقَ مُقْدَمـي

لـمَّا رَأيْتُ القَوْمَ أقْبَلَ جَمْعُهُـمْ

يَتَـذَامَرُونَ كَرَرْتُ غَيْرَ مُذَمَّـمِ

يَدْعُـونَ عَنْتَرَ والرِّماحُ كأَنَّهـا

أشْطَـانُ بِئْـرٍ في لَبانِ الأَدْهَـمِ

مازِلْـتُ أَرْمِيهُـمْ بِثُغْرَةِ نَحْـرِهِ

ولِبـانِهِ حَتَّـى تَسَـرْبَلَ بِالـدَّمِ

فَـازْوَرَّ مِنْ وَقْـعِ القَنا بِلِبانِـهِ

وشَـكَا إِلَىَّ بِعَبْـرَةٍ وَتَحَمْحُـمِ

لو كانَ يَدْرِي مَا المُحاوَرَةُ اشْتَكَى

وَلَـكانَ لو عَلِمْ الكَلامَ مُكَلِّمِـي

ولقَـدْ شَفَى نَفْسي وَأَذهَبَ سُقْمَهَـا

قِيْلُ الفَـوارِسِ وَيْكَ عَنْتَرَ أَقْـدِمِ

والخَيـلُ تَقْتَحِمُ الخَبَارَ عَوَابِسـاً

مِن بَيْنَ شَيْظَمَـةٍ وَآخَرَ شَيْظَـمِ

ذُللٌ رِكَابِي حَيْثُ شِئْتُ مُشَايعِي

لُـبِّي وأَحْفِـزُهُ بِأَمْـرٍ مُبْـرَمِ

ولقَدْ خَشَيْتُ بِأَنْ أَمُوتَ ولَم تَـدُرْ

للحَرْبِ دَائِرَةٌ على ابْنَي ضَمْضَـمِ

الشَّـاتِمِيْ عِرْضِي ولَم أَشْتِمْهُمَـا

والنَّـاذِرَيْـنِ إِذْ لَم أَلقَهُمَا دَمِـي

إِنْ يَفْعَـلا فَلَقَدْ تَرَكتُ أَباهُمَـا

جَـزَرَ السِّباعِ وكُلِّ نِسْرٍ قَشْعَـمِ

السبت، أبريل 19، 2008

الداخلون بالحسنى والخارجون بالمعروف




يختلف الدخول إلى عوالم متعددة من شخص لآخر حسب القناعات والمرجعيات كما يختلف بتغير الأحوال من فرد لآخر إذ ظروف الدخول تختلف باختلاف المتغيرات،وكذلك الخروج.
مازلت أذكر أول يوم دخلت المدرسة رفقة أخي وعمري لا يتجاوز خمس سنوات ،أذهلني دخول المعلم وقيام التلاميذ له ،كما أذهلتني فوضى الخروج بعد نهاية الدرس ،لن أنسى دخولي الجامع أول مرة لحفظ القرءان الكريم في الألواح ،وأنا صغير كنت أخاف من العصا التي كان يتحدث عنها الأطفال .لكنهم أدخلوني فلم البت أن الفت المكان حيت أصوات الطلبة الذين يقرءون القرءان بصوت مرتفع كل في لوحه، ورائحة الحصير والتراب المنبعثة من ارض المقصورة ،دخولي أول مرة كان جميلا وما يزال عالقا بالذاكرة إلى الآن .
دخولي الشاطئ أول مرة وأنا تلميذ في السنة السادسة ابتدائي أربك أحاسيسي، رؤية البحر أول مرة شيء رائع، كل الأشياء الجميلة التي نصادفها في حياتنا تكون رائعة من أ ول نظرة، ليت الحياة كلها نظرات أولى.
دخولي الجامعة لايختلف إحساسه عن أشياء أخرى لكن الخروج كان مزعجا خصوصا إذا ارتبط بمستقبل غامض وواقع غريب . لايتبين ا لداخل( للحرم ) الجامعي ملامح دخوله إلا بعد أربع سنوات وخروجه يخلف شعورا آخر لا علاقة له برؤية البحر أول مرة أو المدرج أو حتى السبورة .
دخول السوق الأسبوعي أو سوق الخضار بالحي الشعبي يخلف إحساسا غريبا حيث تعزف السيمفونية المغربية بشكل ارتجالي على إيقاع أصوات الباعة الذين يحاول كل واحد منهم إقناع الداخل بشراء بضاعته ،لكن الداخل يبحث دائما عن الأرخص ليخرج بكيس أو قفة ممتلئة ، مفرغا ما في جيوبه من دراهم بشكل عفوي.
دخول الحافلة في أيام مضت شكل لي كابوسا حيث رائحة البنزين تصيب بالغثيان وفرملات السائق السكران تصيب بالدوار، وحوار المسافرين لا يبرئ الجراح المرتقبة.دخول القطار مختلف، كان طويلا ومزدحما وسريعا لكنه يبقى أجمل من الحافلة الكابوس.
أماكن مختلفة وأزمنة دخول وخروج،لكن يبقى الدخول في حوار مع شخص متعالم أصعب مما ذكرت .
لم ادخل القفص الذهبي بعد، لكن غموض الطرف الآخر أحيانا يجعلني أتريث قبل الدخول الذي كلما ذكرته اشعر بالخوف، يبدو الأمر مختلفا حيث إن الدخول إليه مرتبط بكل ما ذكرته آنفا ، الدخول صعب والخروج أصعب .
لم أجرب الدخول إلى البرلمان ولا أظن سأستطيع لأن دخوله ليس سهلا بما فيه الكفاية ومعايره غريبة لكنه من نوع خاص إذ فيه لا يكون الدخول بهدوء ،بل غالبا ما يكون مصحوبا بأصوات كثيرة ،هناك أماكن وأزمنة وهناك متغيرات وثوابت لا دخل لنا بها والى أن نلتقي أدخلنا الله بالحسنى وأخرجنا بالمعروف .


نور الدين البيار

الخميس، أبريل 10، 2008

أنا والقناة الثانية والستاندار


ذاك الزوال ما زلت أذكر ،اتصلت بهم وأجابتني امرأة وسألتني عن الغرض من الاتصال وأخبرتها اني قدمت لمسابقة لكن لا اعرف اين وصلت بحكم لم يكن لدي تلفزيون حينها ،بعدما أجبتها حولتني الى رجل ولم أكن أسمع الا رنين الهواتف والستاندار وهي تدور داخل القناة ،كل سؤال أكبر من صاحبه وانا لا أسمع الا الــــو ،وثارة صوت امرأة وثارة صوت رجل وفتحة الهاتف العمومي تلتقم الدراهم غير عابئة بما يجري ولا رجل ولا امرأة أصوات تأتي وتختفي وكأني في كهف سمعت بعض الموسيقى تاتي من بعيد وانا استمع الى رنين الهاتف وصوت الدراهم المنتحرة على فوهة الهاتف والثواني تسلب تباعا ولا مجيب اجاب ولا ستاندار دار،ولم اعد افرق بين السائل والمسؤول ،بين الثابت والمحمول ،ربما الخط مشغول واصلت الرحلة الهوائيةبين الاسلاك االتلفونية والسماعات البلاستيكية والهوة الرقمية بيننا وبين الذين هناك ،الأزرار تلو الأزرار في الأخير قررت قطع الاتصال واتخذت القرار أن لا اكلم يوما ستاندار او مصلحة تعيش على اشهار.

الثلاثاء، أبريل 01، 2008

المعلقات العشر 1 معلقة طرفة بن العبد


لِخَـوْلَةَ أطْـلالٌ بِبُرْقَةِ ثَهْمَـدِ

تلُوحُ كَبَاقِي الوَشْمِ فِي ظَاهِرِ اليَدِ

وُقُـوْفاً بِهَا صَحْبِي عَليَّ مَطِيَّهُـمْ

يَقُـوْلُوْنَ لا تَهْلِكْ أسىً وتَجَلَّـدِ

كَـأنَّ حُـدُوجَ المَالِكِيَّةِ غُـدْوَةً

خَلاَيَا سَفِيْنٍ بِالنَّوَاصِـفِ مِنْ دَدِ

عَدَوْلِيَّةٌ أَوْ مِنْ سَفِيْنِ ابْنَ يَامِـنٍ

يَجُوْرُ بِهَا المَلاَّحُ طَوْراً ويَهْتَـدِي

يَشُـقُّ حَبَابَ المَاءِ حَيْزُومُهَا بِهَـا

كَمَـا قَسَمَ التُّرْبَ المُفَايِلَ بِاليَـدِ

وفِي الحَيِّ أَحْوَى يَنْفُضُ المَرْدَ شَادِنٌ

مُظَـاهِرُ سِمْطَيْ لُؤْلُؤٍ وزَبَرْجَـدِ

خَـذُولٌ تُرَاعِـي رَبْرَباً بِخَمِيْلَـةٍ

تَنَـاوَلُ أطْرَافَ البَرِيْرِ وتَرْتَـدِي

وتَبْسِـمُ عَنْ أَلْمَى كَأَنَّ مُنَـوَّراً

تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٍ لَهُ نَـدِ

سَقَتْـهُ إيَاةُ الشَّمْـسِ إلاّ لِثَاتِـهِ

أُسِـفَّ وَلَمْ تَكْدِمْ عَلَيْهِ بِإثْمِـدِ

ووَجْهٍ كَأَنَّ الشَّمْسَ ألْقتْ رِدَاءهَا

عَلَيْـهِ نَقِيِّ اللَّـوْنِ لَمْ يَتَخَـدَّدِ

وإِنِّي لأُمْضِي الهَمَّ عِنْدَ احْتِضَارِهِ

بِعَوْجَاءَ مِرْقَالٍ تَلُوحُ وتَغْتَـدِي

أَمُـوْنٍ كَأَلْوَاحِ الإِرَانِ نَصَأْتُهَـا

عَلَى لاحِبٍ كَأَنَّهُ ظَهْرُ بُرْجُـدِ

جُـمَالِيَّةٍ وَجْنَاءَ تَرْدَى كَأَنَّهَـا

سَفَنَّجَـةٌ تَبْـرِي لأزْعَرَ أرْبَـدِ

تُبَارِي عِتَاقاً نَاجِيَاتٍ وأَتْبَعَـتْ

وظِيْفـاً وظِيْفاً فَوْقَ مَوْرٍ مُعْبَّـدِ

تَرَبَّعْتِ القُفَّيْنِ فِي الشَّوْلِ تَرْتَعِي

حَدَائِـقَ مَوْلِىَّ الأَسِـرَّةِ أَغْيَـدِ

تَرِيْعُ إِلَى صَوْتِ المُهِيْبِ وتَتَّقِـي

بِذِي خُصَلٍ رَوْعَاتِ أَكْلَف مُلْبِدِ

كَـأَنَّ جَنَاحَيْ مَضْرَحِيٍّ تَكَنَّفَـا

حِفَافَيْهِ شُكَّا فِي العَسِيْبِ بِمِسْـرَدِ

فَطَوْراً بِهِ خَلْفَ الزَّمِيْلِ وَتَـارَةً

عَلَى حَشَفٍ كَالشَّنِّ ذَاوٍ مُجَدَّدِ

لَهَا فِخْذانِ أُكْمِلَ النَّحْضُ فِيْهِمَا

كَأَنَّهُمَـا بَابَا مُنِيْـفٍ مُمَـرَّدِ

وطَـيٍّ مَحَالٍ كَالحَنِيِّ خُلُوفُـهُ

وأَجـْرِنَةٌ لُـزَّتْ بِرَأيٍ مُنَضَّـدِ

كَأَنَّ كِنَـاسَيْ ضَالَةٍ يَكْنِفَانِهَـا

وأَطْرَ قِسِيٍّ تَحْتَ صَلْبٍ مُؤَيَّـدِ

لَهَـا مِرْفَقَـانِ أَفْتَلانِ كَأَنَّمَـا

تَمُـرُّ بِسَلْمَـي دَالِجٍ مُتَشَـدِّدِ

كَقَنْطَـرةِ الرُّوْمِـيِّ أَقْسَمَ رَبُّهَـا

لَتُكْتَنِفَـنْ حَتَى تُشَـادَ بِقَرْمَـدِ

صُهَابِيَّـةُ العُثْنُونِ مُوْجَدَةُ القَـرَا

بَعِيْـدةُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَةُ اليَـدِ

أُمِرَّتْ يَدَاهَا فَتْلَ شَزْرٍ وأُجْنِحَـتْ

لَهَـا عَضُدَاهَا فِي سَقِيْفٍ مُسَنَّـدِ

جَنـوحٌ دِفَاقٌ عَنْدَلٌ ثُمَّ أُفْرِعَـتْ

لَهَـا كَتِفَاهَا فِي مُعَالىً مُصَعَّـدِ

كَأَنَّ عُـلُوبَ النِّسْعِ فِي دَأَبَاتِهَـا

مَوَارِدُ مِن خَلْقَاءَ فِي ظَهْرِ قَـرْدَدِ

تَـلاقَى وأَحْيَـاناً تَبِيْنُ كَأَنَّهَـا

بَنَـائِقُ غُـرٍّ فِي قَمِيْصٍ مُقَـدَّدِ

وأَتْلَـعُ نَهَّـاضٌ إِذَا صَعَّدَتْ بِـهِ

كَسُكَّـانِ بُوصِيٍّ بِدَجْلَةَ مُصْعِـدِ

وجُمْجُمَـةٌ مِثْلُ العَـلاةِ كَأَنَّمَـا

وَعَى المُلْتَقَى مِنْهَا إِلَى حَرْفِ مِبْرَدِ

وَخَدٌّ كَقِرْطَاسِ الشَّآمِي ومِشْفَـرٌ

كَسِبْـتِ اليَمَانِي قَدُّهُ لَمْ يُجَـرَّدِ

وعَيْنَـانِ كَالمَاوِيَّتَيْـنِ اسْتَكَنَّتَـا

بِكَهْفَيْ حِجَاجَيْ صَخْرَةٍ قَلْتِ مَوْرِدِ

طَحُـورَانِ عُوَّارَ القَذَى فَتَرَاهُمَـا

كَمَكْحُـولَتَيْ مَذْعُورَةٍ أُمِّ فَرْقَـدِ

وصَادِقَتَا سَمْعِ التَّوَجُّسِ للسُّـرَى

لِهَجْـسٍ خَفيٍّ أَوْ لِصوْتٍ مُنَـدَّدِ

مُؤَلَّلَتَـانِ تَعْرِفُ العِتْـقَ فِيْهِمَـا

كَسَامِعَتَـي شَـاةٍ بِحَوْمَلَ مُفْـرَدِ

وأَرْوَعُ نَبَّـاضٌ أَحَـذُّ مُلَمْلَــمٌ

كَمِرْدَاةِ صَخْرٍ فِي صَفِيْحٍ مُصَمَّـدِ

وأَعْلَمُ مَخْرُوتٌ مِنَ الأَنْفِ مَـارِنٌ

عَتِيْـقٌ مَتَى تَرْجُمْ بِهِ الأَرْضَ تَـزْدَدِ

وَإِنْ شِئْتُ لَمْ تُرْقِلْ وَإِنْ شِئْتُ أَرْقَلَتْ

مَخَـافَةَ مَلْـوِيٍّ مِنَ القَدِّ مُحْصَـدِ

وَإِنْ شِئْتُ سَامَى وَاسِطَ الكَوْرِ رَأْسُهَا

وَعَامَـتْ بِضَبْعَيْهَا نَجَاءَ الخَفَيْـدَدِ

عَلَى مِثْلِهَا أَمْضِي إِذَا قَالَ صَاحِبِـي

ألاَ لَيْتَنِـي أَفْـدِيْكَ مِنْهَا وأَفْتَـدِي

وجَاشَتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ خَوْفاً وَخَالَـهُ

مُصَاباً وَلَوْ أمْسَى عَلَى غَيْرِ مَرْصَـدِ

إِذَا القَوْمُ قَالُوا مَنْ فَتَىً خِلْتُ أنَّنِـي

عُنِيْـتُ فَلَمْ أَكْسَـلْ وَلَمْ أَتَبَلَّـدِ

أَحَـلْتُ عَلَيْهَا بِالقَطِيْعِ فَأَجْذَمَـتْ

وَقَـدْ خَبَّ آلُ الأمْعَـزِ المُتَوَقِّــدِ

فَذَالَـتْ كَمَا ذَالَتْ ولِيْدَةُ مَجْلِـسٍ

تُـرِي رَبَّهَا أَذْيَالَ سَـحْلٍ مُمَـدَّدِ

فَإن تَبغِنـي فِي حَلْقَةِ القَوْمِ تَلْقِنِـي

وَإِنْ تَلْتَمِسْنِـي فِي الحَوَانِيْتِ تَصْطَدِ

وَإِنْ يَلْتَـقِ الحَيُّ الجَمِيْـعُ تُلاَقِنِـي

إِلَى ذِرْوَةِ البَيْتِ الشَّرِيْفِ المُصَمَّـدِ

نَـدَامَايَ بِيْضٌ كَالنُّجُـومِ وَقَيْنَـةٌ

تَرُوحُ عَلَينَـا بَيْـنَ بُرْدٍ وَمُجْسَـدِ

رَحِيْبٌ قِطَابُ الجَيْبِ مِنْهَا رَقِيْقَـةٌ

بِجَـسِّ النُّـدامَى بَضَّةُ المُتَجَـرَّدِ

إِذَا نَحْـنُ قُلْنَا أَسْمِعِيْنَا انْبَرَتْ لَنَـا

عَلَـى رِسْلِهَا مَطْرُوقَةً لَمْ تَشَـدَّدِ

إِذَا رَجَّعَتْ فِي صَوْتِهَا خِلْتَ صَوْتَهَا

تَجَـاوُبَ أَظْـآرٍ عَلَى رُبَـعٍ رَدِ

وَمَـا زَالَ تَشْرَابِي الخُمُورَ وَلَذَّتِـي

وبَيْعِـي وإِنْفَاقِي طَرِيْفِي ومُتْلَـدِي

إِلَـى أنْ تَحَامَتْنِي العَشِيْرَةُ كُلُّهَـا

وأُفْـرِدْتُ إِفْـرَادَ البَعِيْـرِ المُعَبَّـدِ

رَأَيْـتُ بَنِـي غَبْرَاءَ لاَ يُنْكِرُونَنِـي

وَلاَ أَهْـلُ هَذَاكَ الطِّرَافِ المُمَــدَّدِ

أَلاَ أَيُّها اللائِمي أَشهَـدُ الوَغَـى

وَأَنْ أَنْهَل اللَّذَّاتِ هَلْ أَنْتَ مُخْلِـدِي

فـإنْ كُنْتَ لاَ تَسْطِيْـعُ دَفْعَ مَنِيَّتِـي

فَدَعْنِـي أُبَادِرُهَا بِمَا مَلَكَتْ يَـدِي

وَلَـوْلاَ ثَلاثٌ هُنَّ مِنْ عَيْشَةِ الفَتَـى

وَجَـدِّكَ لَمْ أَحْفِلْ مَتَى قَامَ عُـوَّدِي

فَمِنْهُـنَّ سَبْقِـي العَاذِلاتِ بِشَرْبَـةٍ

كُمَيْـتٍ مَتَى مَا تُعْلَ بِالمَاءِ تُزْبِــدِ

وَكَرِّي إِذَا نَادَى المُضَافُ مُجَنَّبــاً

كَسِيـدِ الغَضَـا نَبَّهْتَـهُ المُتَـورِّدِ

وتَقْصِيرُ يَوْمِ الدَّجْنِ والدَّجْنُ مُعْجِبٌ

بِبَهْكَنَـةٍ تَحْـتَ الخِبَـاءِ المُعَمَّـدِ

كَـأَنَّ البُـرِيْنَ والدَّمَالِيْجَ عُلِّقَـتْ

عَلَى عُشَـرٍ أَوْ خِرْوَعٍ لَمْ يُخَضَّـدِ

كَـرِيْمٌ يُرَوِّي نَفْسَـهُ فِي حَيَاتِـهِ

سَتَعْلَـمُ إِنْ مُتْنَا غَداً أَيُّنَا الصَّـدِي

أَرَى قَبْـرَ نَحَّـامٍ بَخِيْـلٍ بِمَالِـهِ

كَقَبْـرِ غَوِيٍّ فِي البَطَالَـةِ مُفْسِـدِ

تَـرَى جُثْوَنَيْنِ مِن تُرَابٍ عَلَيْهِمَـا

صَفَـائِحُ صُمٌّ مِنْ صَفِيْحٍ مُنَضَّــدِ

أَرَى المَوْتَ يَعْتَامُ الكِرَامَ ويَصْطَفِـي

عَقِيْلَـةَ مَالِ الفَاحِـشِ المُتَشَـدِّدِ

أَرَى العَيْشَ كَنْزاً نَاقِصاً كُلَّ لَيْلَـةٍ

وَمَا تَنْقُـصِ الأيَّامُ وَالدَّهْرُ يَنْفَـدِ

لَعَمْرُكَ إِنَّ المَوتَ مَا أَخْطَأَ الفَتَـى

لَكَالطِّـوَلِ المُرْخَى وثِنْيَاهُ بِاليَـدِ

فَمَا لِي أَرَانِي وَابْنَ عَمِّي مَالِكـاً

مَتَـى أَدْنُ مِنْهُ يَنْـأَ عَنِّي ويَبْعُـدِ

يَلُـوْمُ وَمَا أَدْرِي عَلامَ يَلُوْمُنِـي

كَمَا لامَنِي فِي الحَيِّ قُرْطُ بْنُ مَعْبَدِ

وأَيْأَسَنِـي مِنْ كُـلِّ خَيْرٍ طَلَبْتُـهُ

كَـأَنَّا وَضَعْنَاهُ إِلَى رَمْسِ مُلْحَـدِ

عَلَى غَيْـرِ شَيْءٍ قُلْتُهُ غَيْرَ أَنَّنِـي

نَشَدْتُ فَلَمْ أَغْفِلْ حَمَوْلَةَ مَعْبَـدِ

وَقَـرَّبْتُ بِالقُرْبَـى وجَدِّكَ إِنَّنِـي

مَتَـى يَكُ أمْرٌ للنَّكِيْثـَةِ أَشْهَـدِ

وإِنْ أُدْعَ للْجُلَّى أَكُنْ مِنْ حُمَاتِهَـا

وإِنْ يِأْتِكَ الأَعْدَاءُ بِالجَهْدِ أَجْهَـدِ

وَإِنْ يِقْذِفُوا بِالقَذْعِ عِرْضَكَ أَسْقِهِمْ

بِكَأسِ حِيَاضِ المَوْتِ قَبْلَ التَّهَـدُّدِ

بِلاَ حَـدَثٍ أَحْدَثْتُهُ وكَمُحْـدَثٍ

هِجَائِي وقَذْفِي بِالشَّكَاةِ ومُطْرَدِي

فَلَوْ كَانَ مَوْلايَ إِمْرَأً هُوَ غَيْـرَهُ

لَفَـرَّجَ كَرْبِي أَوْ لأَنْظَرَنِي غَـدِي

ولَكِـنَّ مَوْلايَ اِمْرُؤٌ هُوَ خَانِقِـي

عَلَى الشُّكْرِ والتَّسْآلِ أَوْ أَنَا مُفْتَـدِ

وظُلْمُ ذَوِي القُرْبَى أَشَدُّ مَضَاضَـةً

عَلَى المَرْءِ مِنْ وَقْعِ الحُسَامِ المُهَنَّـدِ

فَذَرْنِي وخُلْقِي إِنَّنِي لَكَ شَاكِـرٌ

وَلَـوْ حَلَّ بَيْتِي نَائِياً عِنْدَ ضَرْغَـدِ

فَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ قَيْسَ بنَ خَالِدٍ

وَلَوْ شَاءَ رَبِّي كُنْتُ عَمْروَ بنَ مَرْثَدِ

فَأَصْبَحْتُ ذَا مَالٍ كَثِيْرٍ وَزَارَنِـي

بَنُـونَ كِـرَامٌ سَـادَةٌ لِمُسَـوَّدِ

أَنَا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الَّذِي تَعْرِفُونَـهُ

خَشَـاشٌ كَـرَأْسِ الحَيَّةِ المُتَوَقِّـدِ

فَـآلَيْتُ لا يَنْفَكُّ كَشْحِي بِطَانَـةً

لِعَضْـبِ رَقِيْقِ الشَّفْرَتَيْنِ مُهَنَّـدِ

حُسَـامٍ إِذَا مَا قُمْتُ مُنْتَصِراً بِـهِ

كَفَى العَوْدَ مِنْهُ البَدْءُ لَيْسَ بِمِعْضَدِ

أَخِـي ثِقَةٍ لا يَنْثَنِي عَنْ ضَرِيْبَـةٍ

إِذَا قِيْلَ مَهْلاً قَالَ حَاجِزُهُ قَـدِي

إِذَا ابْتَدَرَ القَوْمُ السِّلاحَ وجَدْتَنِـي

مَنِيْعـاً إِذَا بَلَّتْ بِقَائِمَـهِ يَـدِي

وَبَرْكٍ هُجُوْدٍ قَدْ أَثَارَتْ مَخَافَتِـي

بَوَادِيَهَـا أَمْشِي بِعَضْبٍ مُجَـرَّدِ

فَمَرَّتْ كَهَاةٌ ذَاتُ خَيْفٍ جُلالَـةٌ

عَقِيْلَـةَ شَيْـخٍ كَالوَبِيْلِ يَلَنْـدَدِ

يَقُـوْلُ وَقَدْ تَرَّ الوَظِيْفُ وَسَاقُهَـا

أَلَسْتَ تَرَى أَنْ قَدْ أَتَيْتَ بِمُؤَيَّـدِ

وقَـالَ أَلا مَاذَا تَرَونَ بِشَـارِبٍ

شَـدِيْدٌ عَلَيْنَـا بَغْيُـهُ مُتَعَمِّـدِ

وقَـالَ ذَروهُ إِنَّمَـا نَفْعُهَـا لَـهُ

وإلاَّ تَكُـفُّوا قَاصِيَ البَرْكِ يَـزْدَدِ

فَظَـلَّ الإِمَاءُ يَمْتَلِـلْنَ حُوَارَهَـا

ويُسْغَى عَلَيْنَا بِالسَّدِيْفِ المُسَرْهَـدِ

فَإِنْ مُـتُّ فَانْعِيْنِـي بِمَا أَنَا أَهْلُـهُ

وشُقِّـي عَلَيَّ الجَيْبَ يَا ابْنَةَ مَعْبَـدِ

ولا تَجْعَلِيْنِي كَأَمْرِىءٍ لَيْسَ هَمُّـهُ

كَهَمِّي ولا يُغْنِي غَنَائِي ومَشْهَـدِي

بَطِيءٍ عَنْ الجُلَّى سَرِيْعٍ إِلَى الخَنَـى

ذَلُـولٍ بِأَجْمَـاعِ الرِّجَالِ مُلَهَّـدِ

فَلَوْ كُنْتُ وَغْلاً فِي الرِّجَالِ لَضَرَّنِي

عَـدَاوَةُ ذِي الأَصْحَابِ والمُتَوَحِّـدِ

وَلَكِنْ نَفَى عَنِّي الرِّجَالَ جَرَاءَتِـي

عَلَيْهِمْ وإِقْدَامِي وصِدْقِي ومَحْتِـدِي

لَعَمْـرُكَ مَا أَمْـرِي عَلَـيَّ بُغُمَّـةٍ

نَهَـارِي ولا لَيْلِـي عَلَيَّ بِسَرْمَـدِ

ويَـوْمٍ حَبَسْتُ النَّفْسَ عِنْدَ عِرَاكِـهِ

حِفَاظـاً عَلَـى عَـوْرَاتِهِ والتَّهَـدُّدِ

عَلَى مَوْطِنٍ يَخْشَى الفَتَى عِنْدَهُ الرَّدَى

مَتَى تَعْتَـرِكْ فِيْهِ الفَـرَائِصُ تُرْعَـدِ

وأَصْفَـرَ مَضْبُـوحٍ نَظَرْتُ حِـوَارَهُ

عَلَى النَّارِ واسْتَوْدَعْتُهُ كَفَّ مُجْمِـدِ

سَتُبْدِي لَكَ الأيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِـلاً

ويَأْتِيْـكَ بِالأَخْبَـارِ مَنْ لَمْ تُـزَوِّدِ

وَيَأْتِيْـكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تَبِعْ لَـهُ

بَتَـاتاً وَلَمْ تَضْرِبْ لَهُ وَقْتَ مَوْعِـدِ


السبت، مارس 22، 2008

أسئلة على مشارف نيسان




لماذا نبكي أشخاصا وهم في غفلة عنا؟
لماذا ننعي أحياءا وهم قريبون منا ؟
لماذا نقدم الوفاء لأشخاص يخدعوننا ليل نهار؟

لماذا رخص الصدق وغلى الكذب المستعار ؟
لماذا أناس يكافحون من أجل العيش
وآخرون يسعون لإرهاب الناس تحت شعار... ؟
لماذا اختنقت الكلمات في حنجرتي هذه الأيام؟
لماذا البحر خجلت أمواجه، وحزينة هي الأشجار.؟
لماذا الحب اختنق ،لكنه موجود
وهذا عزاء الذين يحبون بصدق هذه الأيام
،
حقا لم أكتب قصيدة واحدة ،
هل القصيدة ترفض منح الروي رقصته الأخيرة؟
والرقصات مطروحة في الطريق
يعرفها القاصي والداني، وحتى الصغار!!
لماذا كل هذا الضجيج في غرفة الأخبار؟
لماذا الحروب وهذا الدمار؟

لماذا كل هذه الأسئلة ،
ونشاز بين المقهى وبين الدار؟
لماذا انقطع الكهرباء ذات مساء،
عن قريتي دون سابق إشعار؟
لماذا لم يركب شباب قريتي أي قطار!؟

لماذا تحولت الكلمات إلى حصار؟
لماذا كل هذا الخوف من اتخاذ القرار؟
لم لا ننهي المسرحية ويسدل الستار؟



نور الدين البيار.

الخميس، مارس 13، 2008

غزة والجروح المرتقبة






لن أكون بدعا من الكتاب الذين تحدثوا وأعادوا الحديث عن ما يجري في غزة لكن على الأقل أحاول أن الملم بعض القطرات التي هبطت على وجنتي كل العرب ،المشاهد مختلفة ومتنوعة ،أطفال في عمر الزهور وشيوخ على حافة القبر وشباب في قمة الريعان .....الضحايا كثر والمشاهد تثرى ،قناة الأخبار تجري اتصالا مباشرا والدم منقول على الهواء مباشرة ،بعد الرشفة الأولى من كأس القهوة يأتي خبر عاجل لضحايا جدد فوق المقهى مباشرة في الطابق الثاني مراهقة تستمع إلى آخر أغنية لمطربها المفضل ،اللغة العربية مشتتة على الهواء وفوق الأرض ،بعض المحللين السياسيين دائما يتحدثون عن المقاربات وأناس يموتون في قوارب ،السياسة لا تسمن ولا تغني من جوع في مثل هذه الأوقات العصيبة ،المواقف مشتتة وغزة مكلومة ،والجلادون يضحكون ،والعرب يتفرجون ،طبعا هذا أضعف الإيمان ،الكلام سيتواصل لأن ميزان القوى مختلف ،ومن سره زمن ساءته أزمان ،والأيام دول ،والدول نائمة ،لكن ما عسانا نفعل ،سنصلي وندعو لشهداء غزة ،وسنتساءل وسيسألنا التاريخ ،لماذا يموت الأبرياء لماذا يقتل الأطفال ،أين هي المنظمات وأين الأمم المتحدة وأين أمريكا التي تدافع عن المظلومين وتحرر الشعوب من سطوة الأنظمة الفاسدة!!!؟مايقلقني حقا هو ما بعد غزة وسيؤكل ثور باقي المدن يوم أكل ثور غزة ،قديما قالت العرب :
أنا لست من غزية إن غوت وان ترشد غزية أرشد
هذا عن غزية لكننا نتحدث عن غزة ،قال الدكتور لصديقه الأستاذ وهما يخرجان من قاعة الامتحان الشفوي لآخر سنة من القرن،لم يفهم الجملة لكنه حاول أن يعيد السؤال أليست غزة عربية وغزية عربية ؟نعم ، :أجاب الدكتور لكنه أصر أنه لن يكون مع غزية إن غوت مع أنه لم يفهم بعد طقوس الغواية ،يزداد الجرح عمقا وسيارة الإسعاف تأخرت والشابة التي تحمل علم فلسطين ملقاة على الأرض والمتظاهرون يجرون هنا وهناك الشعارات تسمع بعيدة والمصابيح اشد إضاءة في غرفة مستعجلات المستشفى حيث نقلت هذا المساء ،كم أتمنى لو أرى في القناة ابتسامة غزة ذات صباح ،
رغم كل شيء ستظل غزة هي غزة ومهما اختلفت وجهات النظر، لي وجهة نظر وعفوا لا أتفق معك يا دكتور ي العزيز
وعذرا لشاعري صاحب البيت لكن في مثل هذا الوضع اللسان يعجز ولا أقول إلا:
أنــا من غزة وان غوت وان ترشد غزية أرشد
نورالدين البيار

الثلاثاء، مارس 04، 2008

وا انارتاه




يواصل الكهرباء انقطاعه في جماعة أجنان بيه وبالضبط دواري عرا بات وحجاج ،من قال للكهرباء انقطع هذا الكائن الغريب لابد أن هناك كائن اغرب منه ،هو رئيس الجماعة القروية جنان بيه ،الذي لا يستحيي أن يجيب إن الكهرباء ليس من اختصاص الجماعة وتارة يرجع الأمر إلى بطاقة الدفع المسبق ،يكلف الكهرباء في الدوارين حوالي 1500 درهم شهريا وإذا جمعناه يصبح 18000 في السنة وبعملية بسيطة يصبح 90000درهم خلال الولاية الانتخابية التي تدوم اكتر من 5 سنوات ،أين تذهب هذه الملايين؟ وهذا ما يبدوا وما خفي كان أعظم خصوصا إذا علمنا أن الرئيس السابق بدء يخرج الأموال من القمقم ،طبعا هو لا يخاف من احد مادام لا توجد مراقبة صارمة ،في ظل الحديث عن التنمية البشرية أي تنمية ورؤساء الجماعة يختلسون المال العام في واضحة النهار ،لابد أن هناك أحدا حرض الكهرباء على الانقطاع ،ربما يفكر سكان المنطقة القروية برفع دعوة ضد الكهرباء والإنارة العمومية لأنها تنقطع بدون سبب وكان يجب عليها على الأقل أن تعلمهم قبل أن تقدم عل هذا الفعل الشنيع الذي يتنافى وأخلاق الكهرباء في كل أنحاء المعمور ،وأنا بدوري اشجب وأندد بهذا العمل المخيف والمرعب والذي يجعل الناس يعيشون في ظلام هم وأبنائهم فمن ينير لهم الطرقات ويجعلهم يلعبون الكرة في الليل مثل اقرأنهم في المدينة أم أن الكهرباء احتقرتهم لأنهم يسكنون القرية ،والله حرام ،.
إن هذه الجماعة المسماة اجنان بيه نقطة سوداء في دائرة اسفي الجنوبي هي ليست كذلك لكن مسئوليها من جعلها كذلك
رئيس جماعة أمي لايفرق بين البرلمان ومجلس النواب وكارثة صحية ورشاوى بالجملة وموظفون أشباح ستنفرد ولد الحمرية مستقبلا بنشر أكثر الملفات غرابة وكذلك أسماء الأشباح المركبة الساكنة في دفاتر الأجور الخاصة بالجماعة وكذا المشاريع إلي أنجزها الريس بعد خروجه من الجماعة وكذا رأسماله المادي قبل أن يدخل اجنان بيه من انتخابات شبه ديمقراطية!!! يا وطني غريب أمرك والله يبكيني حالك ياو طني أفق من سباتك إني اشتقت لسماع صوتك اشتقت إلى براءة أطفالك وزغاريد نساء قراك وعفوية كرم رجالها،