السبت، ماي 18، 2013

وداعا شاوشنك،142 دقيقة من الإبداع




تقرير القصيدة السينمائي حول أحد الأفلام الامريكية التي شاهدتها قبل سنتين وشاهدتها مؤخرا فيلم وداعا شاوشنك للمخرج فرانك درابونت ،وهو فيلم انتج سنة 1994 .
هو فيلم درامي بامتياز مستمد من رواية قصيرة بالاسم نفسه لريثا هايرورث  وستيفن كينغ وكلف انتاجه 25 مليون دولار  ،يحكي قصة شاب مصرفي اتهم بقتل زوجته وعشيقها،ورغم طول الفيلم حيث تصل مساحته الزمنية 142 دقيقة لكنك لا تحس بملل ،وذلك للطريقة التي تتسلسل بها الأحداث داخل الفيلم ،بعض الأفلام المحلية تصيبك بالملل من الدقائق الأولى ،
اتهم أندي الذي تقمص دوره الممثل تيم روبينز بالقتل المزدوج والذي عقوبته السجن مدى الحياة ،
وجد آندي نفسه محاصرا ،في سجن شاوشنك المحروس في ولاية ماين وواجه رفقة زملائه قسوة السجن وعجرفة مديره الذي لا يتوانى في استخدام العنف عبر حارس السجن المتوحش براين هادلي ،ضد المنحرفين وغير المطيعين وحتى الضعفاء منهم.
آندي شاب كثوم لايكلم أحدا لكنه بدأ نسج بعض العلاقات ،وأصبح صديقا لعجوز اسمه اليس ريدينغ،او ريد (الأحمر) الذي تقمص دوره المبدع مورغان فريمان، وهو جيولوجي سابق أدين بالسجن ،يعمل ريد على تهريب بعض الاشياء من السجن مقابل نسبة ضئيلة من المال ،مرة سيطلب مطرقة حجرية صغيرة، من الذين يتعامل معهم لكي يستخدمها في نحث قطع الشطرنج،والتي سيقترضها منه صديقه آندي بعد ذلك حيث يعمد الى وضعها داخل كتاب مجلد،
في أحد أيام 1949 وأثناء العمل الجماعي للسجناء على سطح السجن ،تناهى الى سمعه حديث برادلي مع الحراس حول الضرائب فتدخل ،مغامرا بحياته ليقنعهم بمواهبه المصرفية،حيت اصبح بعدها مسؤولا عن عائدات الحراس الضريبية وخاصة المدير نورتون المتورط في غسيل الدخل غير القانوني من الرشاوي ،والعمولات التي يحصل عليها بشكل غير قانوني ،وكذلك ما يجنيه من تشغيل السجناء في عمل جماعي غير قانوني ،
أصبح آندي محميا من طرف الحراس  الامر دفعه لمراسلة الولاية لعدة مرات من أجل إمداد السجن بالكتب والمجلات والمنشورات ،لملء مكتبة السجن الفارغة ،فبدأ بالعمل من داخلها ومساعدة السجناء في إكمال دراستهم برفقة صديقه ريد،
في 1965 سيدخل السجن قاتل اسمه تومي ويليامز ،والذي سمعه آندي يسر لبعض السجناء انه هو من قتل زوجة آندي وعشيقها بدافع السرقة ،الامر الذي يثبت براءة آندي الذي رفع الخبر لمدير السجن مطالبا إياه بإعادة فتح القضية لكنه رفض،وعمد الى قتل الشاهد ووضع آندي في الحبس الانفرادي ،لأنه مستبد ويحتاج لأندي من أجل اعماله القذرة،
بعد 19 عاما على سجنه آندي لم يعد يكلم أحدا وكأنه دخل السجن لتوه ،ذات يوم طلب  من صديقه ريد حبلا ،ريد لم ينم ليلته تلك ،كل الاحتمالات مرت برأسه ترى هل ينتحر آندي؟؟
في الصباح ولحظة عد السجناء اكتشف الحراس ان آندي فر عبر حفرة حفرها بالمطرقة الصغيرة التي استلفها من صديقه طوال 19 عاما كان يحفر ويغطي الحفرة بصورة كبيرة لممثلة سينمائية ،نفق يقوده عبر قنوات الصرف الصحي الى بحيرة جوار السجن ،
الأمر الذي دفع ريد بالتعليق على الامر قائلا:"خرج عبر نهر من القذارة نظيفا في الجهة الأخرى "،بعد خروجه ترك لصديقه ريد قرب شجرة صندوقا يحوي رسالة ومبلغا من المال ،ليلحق به في المكسيك،
في الاخير يحصل ريد على الافراج بعد ما قضى في السجن حوالي 40 عاما ،بينما انتحر مدير السجن عندما علم أن آندي خضعه باستيلائه على الثروة وهو انتقام واضح من أندي للمدير الذي استبد به لسنوات،حيث عمد الى تسجيل جميع الايرادات باسم مستعار سيستخدمه لاحقا للحصول على الثروة،وتحقيق حلمه على شاطئ المحيط الهادئ حيث يلتقيه ريد في المشهد الاخير من الفيلم .
فيلم يستحق المشاهدة خال من مشاهد العري ،التي تملأ بعض الافلام المغربية العريانة  حيث يعتبر بعض المخرجين أن الابداع هو كشف المؤخرات وغيرها ،
من أجمل اقتباسات ريد...
خرج عبر نهر من القذارة نظيفا في الجهة الاخرى "
هناك حقيقة قاسية لابد من مواجهتها وهو أني لا أستطيع العيش  في الخارج "
آمل أن يكون المحيط الهادئ أزرقا كما رأيته في الأحلام 


نورالدين البيار