الاثنين، يناير 26، 2009

الشمطاء الحافلة..




في محطة أولاد زيان بالبيضاء ’كانت الساعة تشير إلى الثالثة والنصف وأنا أهم بالدخول إلى المحطة ،في البدء اعترض طريقي شخص :فين غادي اخويا وسرد أمامي أسماء أكثر من سبعة مدن مغربية أجبته أني قريب توجهت إلى حيث الحافلات مصطفة في الرصيف ،سالت أحدهم عن خط أسفي ،بطريقة درامية أجابني انه لهيه أي هناك توجهت إلى حيث تقف حافلة خضراء اللون باهت لونها ولا تسر الناظرين ،أعطاني تذكرة بعدما سألته عن الثمن وصعدت الحافلة، في الداخل كراسي مهترئة بقايا علب مشتقات الحليب ،عائلة الحليب كلها انتحرت في هذه الحافلة ،رايبي كان أكثرهم يأسا ،بعدما جلست هنيهة بدأ الباعة يتوافدون على الحافلة واحدا تلو الآخر،بائع الحلوى وبائع الكتب الدينية وبائع الساندويتش وبائع المناديل الظريف كل شيء هنا ممكن يمكن في المحطات الطرقية خاصة في البيضاء و انزكان أن ترى العجب العجاب قبل أن يهم البائع بالنزول ينهره الكريسون طالبا إياه بالنزول ناظرا إليه بتأفف ،رائحة غريبة وكراسي غير مرقمة وضجيج هذا حال اغلب الحافلات التي يقصدها المواطنون من اجل السفر المريح ،
بعد ساعتين وصلنا الجديدة ليلا في الجديدة نزل بعض الركاب وصعد آخرون الهواتف النقالة تزيد الوضع ضجيجا على ضجيج ،بعضهم يصر على التأكيد انه غبي ،مخرجا هاتفه النقال مشغلا الموسيقى التي تروقه على مسمع من الركاب وكأنه الوحيد في القرن الواحد والعشرين الذي يملك هاتفا نقالا به موسيقى ركيكة .لم أكن اعرف أن الطريق إلى أسفي عبر الجديدة بعيد جدا ولم أكن اعرف !! أننا في 2009 ومازلنا نركب حافلات تمنح لها رخصة من وزارة النقل حافلات مميتة. بين جمعة سحيم وثلاثاء بوكدرة يركب رجل ثمل يجلس بمحاذاة امرأة قبل أن يهم بالنزول انفجرت المرأة غاضبة ،حمار انتم لا يهمكم سوى المال وتركبون من هب ودب عرفنا من خلال غضبها ان الرجل كان يعبث في ظلام الحافلة عن قصد او من غير قصد .يزداد الضجيج المنبعث من المحرك ،يضيف إليه السائق ضجيجا آخر من المسجلة التي وضع السائق بداخلها شريطا تعزف فيه سيمفونية مغربية رائعة من البؤس الجميل ! والضياع المبعثر تهتز الحافلة ونهتز و تهتز الحافلة وتهتز تارة كسلحفاة بئيسة وتارة كسفينة برية وتارة كمركبة فضائية وتارة كآلة لقتل الوقت وتارة كوسيلة تعذيب جديدة وتارة كوصمة عار في جبين النقل الوطني في القرن الواحد والعشرين ، من حين لآخر يقوم الكريسون بدفع أفراد عائلة الحليب المنتحرين في الممر برجله إلى الخلف تم يرمي بهم جثثا هامدة قرب الباب الخلفي ليتخلص منهم في اقرب فرصة توقف ممكنة.
يبقى لدي سؤال :لماذا الحافلات المخصصة للسياح الأجانب أكثر أناقة من الأخرى المخصصة للمغاربة المواطنين أبناء هذا البلد؟؟

نور الدين البيار