الجمعة، يناير 09، 2009

هوامش على دفتر المسيرة التضامنية




أول أمس تابعت مسيرة الرباط ،الشعب المغربي حاضر دائما مثل هذه الأوقات العصيبة ،في الحقيقة أول مرة أحضر فيها مسيرة بهذا الحجم ،كان الناس كثر وكانت الشعارات أكثر رأيت بعض المسؤولين ولم أرى آخرين ،في البداية كانت الصفوف متراصة ،رأيت بعض الممثلين التلفزيونين ولم أرى كل الآخرين ،كما رأيت بضع برلمانيين ولم أرى الآخرين ،على الأقل الذين اعرفهم من خلال التلفزة ،بدأت الشعارات وتحركت المسيرة أمام البرلمان وقف السائرون كثيرا ،بعد الظهيرة نزلت زخات مطر فرقت بعضهم إذ انقسمت المسيرة إلى ثلاث مجموعات ،مجموعة في الأمام على رأسها شباب وبعض الشياب وقسم في الوسط فيه بعض المسؤولين والمحامين وقسم في الخلف في غالبه من الطلبة والتلاميذ والمواطنين وطلبة الشبيبة الإسلامية الذين حجوا بكثرة إلى المسيرة ،الأطفال كانوا أكثر المتحمسين ،
رجال الأمن والسيكيورتي كانوا منتشرين على مداخل الشوارع وحافات شارع محمد الخامس القريبة من المسيرة ،أمام البرلمان ضرب طوق من العساكر ورجال الشرطة ،أحدهم طلب من فتاة، أرادت المرور بمحاذاة الباب الخارجي للقبة ، أن تبتعد قليلا لكي تمر،
يجب أن لا تقترب من الباب لأنه حساس !
حتى الأبواب تصيبها الحساسية رغم أنها من حديد .!!
كانت غزة تردد في بعض الشعارات والشعارات الأخرى اختلفت رددت كلمة أمريكا وإسرائيل والأنظمة العربية وأخرى ذكر فيها حسني مبارك رئيس مصر والمعابر ولصهيون ،في الحقيقة كانت جميع الأطياف السياسية والمجتمعية على اختلاف مرجعياتها ، شيء جميل وكان سيكون أجمل لو توحدت الشعارات واللافتات ،لكن بعض الرموز أظهرت الاختلاف صور للخطابي ،وتشي غيفارا وعلم حزب الله الأصفر ، لدي سؤال :ما علاقة غيفارا بغزة ؟رأيت ميكرفون الجزيرة الرياضية والقناة الثانية والأولى ،والبلوغرز وسفراء يوتوب كانوا بكثرة ،عندما تكون في المسيرة على الأرض ترى أشياء وفي المساء في التلفزيون ترى أيضا أشياء ! ،في الواحدة والنصف بعد الزوال بدأ عدد السائرين يتناقص والميكروفونات ثم جمعها والأسلاك ،عدت مسرعا من الأمام إلى الخلف أحاول أن اعبر المسافات بين الذين في الأمام والذين في الوسط والذين في الخلف ،تبين لي أنها لم تكن متساوية كما ينبغي وتحتاج إلى عمل كبير ووقت كثير ،كي تجتمع وتتوحد، الاجتماع والمساواة والوحدة، الوحدة وحدها تخلق الحدث.

نور الدين البيار