الخميس، غشت 07، 2008

الحب الإلكتروني ،الجزء 2




ما العمل ؟أجابت على سؤاله الفصيح بسداجة على استحياء :أنا متدربة في شركة خاصة ،وأنت أعادت السؤال بطريقتها المعهودة وعكست السؤال اليه ،وانا ايضا أجاب بدهاء استطردت ،ماذا تعمل بالظبط اجاب كأنا مسؤول موارد ,وأنت ؟أنا متدربة حسابات أجابت ’جيد ثمن جوابها وهو يرفع رأسه الى السماء كمن يبحت عن شيء في حركة غريبة كالذي يستريح من عمل شاق مرت الدقائق الاولى بطيئة لكن سرعان ما بدأ الارتباك يحتضر شيئا فشيئا .
نظرت اليه بحزن عميق وكأنها تريد البكاء ،انتفض من مكانه وتنهد تنهيدة طويلة ،لقد مات ..
نعم مات الارتباك بينهما وداب في خلال الدقائق المتسارعة مات في لحظة ولم تكن تعلم أن هذا الموت يعقبه الغروب وينبغي عليها أن تؤوب.
كانت جل المقاعد في الحديقة ممتلئة عن آخرها ،الحوارات مستمرة ومتوالية بين العشاق عشاق هذا الأحد الكلاسيكيين منهم والإلكترونيين .والذين حجوا فرادى ومثنى الى هذه الحديقة ،كان الكل منشغلا بالحديث الى الذي بجواره ،كلمات تخرج على استحياء وأخرى تنتحر على شفاه المرتبكين
وسؤال يعقبه سؤال يعقبه جواب بسؤال ،كلمته عن عمره الذي جاوز العشرين بأربع سنوات وكلمها عن عمرها هي الذ ي نيف على العشرين اذ ما تزال في ربيعها التاسع عشر، قال لها لم اصدق اننا فعلا كنا سنلتقي عندما بدأنا الحوار في غرفة *الشات * ،قالت له لماذا ؟ أجاب بأن أغلب الفتيات يدخلن من أجل التسلية قاطعته والشبان كذلك ،حرك رأسه بدهاء يمنة ويسرة كطفل صغير :ليس كلهم مثل بعض اجابت وليست الفتيات كلهن مثل بعض :بطبيعة الحال أجاب ،وربما حتى المقال. .
مرت ساعتان وهما على الكرسي نفسه بدأ الناس يتحركون عبدوا أيضا يرغب في التحرك، قال لها لنذهب أجابت ان هيا بنا وقفا معا وضع نظارته في جيب قميصه الأيمن .خرجا من الحديقة متوجهين صوب منتهى خط الحافلة العاشر خرجا مبتسمين بعدما قتلا عامل الدهشة والارتباك توجها نحو الرصيف مدت يدها مد يده مبتسما فجأة تحركت الحافلة ،قال لها الى اللقاء ضربا موعدا ثم هرول مسرعا ليركب الحافلة لكنها لم تركب معه...

يتبع
نورالدين البيار