الجمعة، دجنبر 05، 2008

بأي حال عدت يا عيد ؟




ككل عيد سواء أكان صغيرا أو كبيرا حسب التعريف الشعبي ،العيد الكبير يستأثر باهتمام اكبر نظرا إلى خصوصية تتمثل في ذبح الأضحية ،تتغير أمور وتتطور أشياء لكن عادات بعينها تبقى لا تراوح مكانها بروز قروض لشراء الأضاحي بدعة جديدة لم يشهدها أهل الأضاحي من قبل ،لماذا يصر الناس رغم ضعف حيلتهم على شراء الأضحية ؟
الجواب عن هذا السؤال سيحيلنا قطعا إلى نتيجة حتمية لا محالة دينيا حينما يتحول العيد من سنة مؤكدة ،لا حرج على من لم يأتي بها ،إلى عادة من العادات دخلت هي أيضا،رغم كونها عبادة ،دخلت فيما يسمى عند علما ء النفس ،مرض المظهر الاجتماعي المخيف ،إذ نحن في زمن مظاهر يتنافس فيها الناس على أشياء غريبة منها من سيشري اكبر كبش من بين الاكباش وأيهم اكبر قرونا من الأخر ، والتي لن تبلغ قرون التيس طولا ،(انظر الصورة)ينسى الناس جوهر الأضحية ويمسكون بظاهرها الذي حول حياة البعض إلى جحيم من الناس من يبيع بعض أثاثه ومنهم من يقترض وهم كثر ومنهم من تصبح علاقته الزوجية في مهب الريح أو فوق قرن كبش ،إذا حركه فعلى العلاقة السلام ،بعض الزوجات تهدد زوجها إن لم يشتري العيد بالذهاب إلى بيت أهلها غاضبة ومنهن من تدفع الزوج دفعا إلى فعل المستحيل لكي ترى جاراتها أن كبشا اقرنا مر من زقاق الحي ،لا لشيء ،سوى إن فلانة أو علانة تباهت للزوجة ذات عيد بكبشها فجاء الدور عليها لتتباهى (قل لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم)آية صريحة تؤكد أن الكبش مهما كانت جثثه ضخمة ومهما كانت قرونه طويلة، ليس هو المقصود من شريعة الذبح بل شيء اكبر من ذلك .لكن مع الأسف الناس لا ينتبهون للجوهر وانشغلوا بالعادة والمظاهر التي تنتشر بشكل مخيف.
محطة الحافلات مكان لا تخطئه العين قبيل العيد بأسبوع وبداية العد العكسي ليوم النحر تزداد تعريفة النقل إلى الضعف أو يزيد ،ويزداد الاكتظاظ ومعه يزداد قطعا التخلف عن الأمور المطلوبة في التنظيم والمراقبة التي من شانها تقديم خدمة راقية للمواطن المسافر ،ككل عيد سنحلم بأن نتقدم إلى الأمام من حيث التنظيم على الأقل ككل عيد الحالة نفسها والمكان نفسه ،وعند المحطة الطرقية أولاد زيان بعد غد الخبر اليقين،
عيدكم سعيد وكل عيد وانتم بألف ألف خير


نور الدين البيار