الخميس، مارس 13، 2008

غزة والجروح المرتقبة






لن أكون بدعا من الكتاب الذين تحدثوا وأعادوا الحديث عن ما يجري في غزة لكن على الأقل أحاول أن الملم بعض القطرات التي هبطت على وجنتي كل العرب ،المشاهد مختلفة ومتنوعة ،أطفال في عمر الزهور وشيوخ على حافة القبر وشباب في قمة الريعان .....الضحايا كثر والمشاهد تثرى ،قناة الأخبار تجري اتصالا مباشرا والدم منقول على الهواء مباشرة ،بعد الرشفة الأولى من كأس القهوة يأتي خبر عاجل لضحايا جدد فوق المقهى مباشرة في الطابق الثاني مراهقة تستمع إلى آخر أغنية لمطربها المفضل ،اللغة العربية مشتتة على الهواء وفوق الأرض ،بعض المحللين السياسيين دائما يتحدثون عن المقاربات وأناس يموتون في قوارب ،السياسة لا تسمن ولا تغني من جوع في مثل هذه الأوقات العصيبة ،المواقف مشتتة وغزة مكلومة ،والجلادون يضحكون ،والعرب يتفرجون ،طبعا هذا أضعف الإيمان ،الكلام سيتواصل لأن ميزان القوى مختلف ،ومن سره زمن ساءته أزمان ،والأيام دول ،والدول نائمة ،لكن ما عسانا نفعل ،سنصلي وندعو لشهداء غزة ،وسنتساءل وسيسألنا التاريخ ،لماذا يموت الأبرياء لماذا يقتل الأطفال ،أين هي المنظمات وأين الأمم المتحدة وأين أمريكا التي تدافع عن المظلومين وتحرر الشعوب من سطوة الأنظمة الفاسدة!!!؟مايقلقني حقا هو ما بعد غزة وسيؤكل ثور باقي المدن يوم أكل ثور غزة ،قديما قالت العرب :
أنا لست من غزية إن غوت وان ترشد غزية أرشد
هذا عن غزية لكننا نتحدث عن غزة ،قال الدكتور لصديقه الأستاذ وهما يخرجان من قاعة الامتحان الشفوي لآخر سنة من القرن،لم يفهم الجملة لكنه حاول أن يعيد السؤال أليست غزة عربية وغزية عربية ؟نعم ، :أجاب الدكتور لكنه أصر أنه لن يكون مع غزية إن غوت مع أنه لم يفهم بعد طقوس الغواية ،يزداد الجرح عمقا وسيارة الإسعاف تأخرت والشابة التي تحمل علم فلسطين ملقاة على الأرض والمتظاهرون يجرون هنا وهناك الشعارات تسمع بعيدة والمصابيح اشد إضاءة في غرفة مستعجلات المستشفى حيث نقلت هذا المساء ،كم أتمنى لو أرى في القناة ابتسامة غزة ذات صباح ،
رغم كل شيء ستظل غزة هي غزة ومهما اختلفت وجهات النظر، لي وجهة نظر وعفوا لا أتفق معك يا دكتور ي العزيز
وعذرا لشاعري صاحب البيت لكن في مثل هذا الوضع اللسان يعجز ولا أقول إلا:
أنــا من غزة وان غوت وان ترشد غزية أرشد
نورالدين البيار

ليست هناك تعليقات: