الأربعاء، يونيو 16، 2010
مجانين على حافة الفايسبوك
الجزء الأول : مراهقة الكترونية ( نيرمين أنموذجا )
كانت تغازل الفأرة تارة والملمس تارة أخرى على غفلة من، أمها التي تحضر طعام العشاء، وأبيها الذي يتابع الأخبار ككل مساء ،غاصت في بحر المواقع الحوارية واللا حوارية والدردشة الكتابية من أيقونة لأخرى ومن نقرة إلى نقرات ،ازدادت سرعة النقر على الملمس وازدادت معها نبضات قلبها المرهف بأغاني الفضائيات المنشورة على سطح القيم الموروثة من بعض حكايات جدتها ،كانت نرمين قبل أن تتعرف على عالم الانترنت تحلم بمستقبل آخر مختلف ،لكنها وجدت ضآلتها في العالم (الافتراضي) الالكتروني ،كانت هي أنثى و الفأرة أنثى وبينهما جنس ذكر هو الملمس ،
نرمين لا تهتم لمسألة الجنس المختلف فهي اختلطت بالذكور واختلط حابلها بنابل الصفحات في عالم الويب الشاسع فهي بالكاد كانت في ربيعها الخامس عشر عندما تعرفت عليه ،بداية القرن وبعد عشر سنوات من التيه والبحث عن فارس أحلام أشقر ،دخلت مراهقة أخرى من نوع خاص ،نبهتها صديقتها لكنها كانت مصرة أن تمضي في طريقها الذي قد ينتهي و قد لا ينتهي، تقدم لخطبتها الكثيرون لكنها كانت ترفض بحجة أنها لا تفكر في الزواج وفي داخلها بركان من الرغبة ،لكنها كانت فايسبوكية وتبحث عن فارس أحلام فايسبوكي المظهر مسنجري الطلعة ،الكتروني الملامح وان يكون ذا مال ،يمتطي صهوة جاغوار بيضاء وحساب أسمر في بنك أقرب وبطائق ائتمان خضراء وحمراء وصفراء ،هي الآن في الثلاثين أمها تحذرها من مغبة ما تفعل ،لكنها كانت تراه تحس به ! هم لا يفهمونها لكنها تفهمه جدا،وهو قد يفهمها... من يدري؟؟
لأجله تسهر الليالي وتنسى ترتيب الوجبات،والواجبات،ازداد وجهها شحوبا ،اختلط ليلها بنهارها،لها أصدقاء من الأقطار كلها ،هم أيضا يبادلونها الإحساس بالسهر على نغمات" الكليك " المتتابع والرقن الممزوج بدموع الحواسيب ولغة التماسيح ،!!
نيرمين تقترب شيئا فشيئا ،كلما اقتربت يزداد الشوق والحنين ،تزداد هي اقترابا يزداد هو بعــدا ! يزداد هو قربا هي تبتعد،صورها انتشرت على صفحاته انتشار النار في الهشيم ،هو لا يصطاد في الماء العكر، هي تعكر صفو المــاء بتنويع طريقة وقفتها وجلوسها وابتسامتها ونظرتها في السماء ،خــدعوها بقولهم حسناء، والغواني يغرهن الثناء ،(احد المعلقين)
تبتسم وتبتسم ،أعجبها شعر الأمير لذلك تصر على لقيآه هذا المساء ولو من خلف الزجاج لا يهم ما دام يسمعها ما تريد ، وهي مستعدة لكشف الأوراق كلها ،حتى تلك التي ضيعتها الريح ذاك الخريف ،،،(معلق آخر)
ربما يقول هذه مجرد تخاريف ،لكنها مصرة أنها الحقيقة التي لا تخفيها العناوين ،
في صفحتها يرتاح التناقض ويزداد الألم، على رؤية هذا الكم من التعليقات ، أيعقل أن المعجبين لا يجيدون استعمال الحواسيب؟ ،ربما، لكن لماذا هذا العناء كله .؟؟أمن اجله هو أم من اجل الغريب ؟؟
نرمين من كثرة السهر تسببت في أزمة بين الفارة وزوجها الذي يطالب بحقه ،أيعقل أن يبيت هو خارجا بينما تغازل حبيبته أنامل نيرميـــن!!
في الجزء الثاني
حواسيب لا تنام : جغرافيا الحواس واختلاط الأحاسيس
نورالدين البيار
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق