الخميس، دجنبر 18، 2008

حديث الحذاء


بوش لحظة انحناء تفاديا للحذاء

وفي غمرة الاحتفال بعيد الأضحى المبارك وان أهم بالتحضير للعودة من عطلة العيد رأيت في الأخبار في وقت متأخر من الليل ،رأيت شخصين سحنة احدهما شقراء والأخرى شرقية بيضاء وبينما الأشقر يتكلم لفت انتباهي انحناءه ،تساءلت في نفسي عن سبب الانحناء فإذا هي فردة حداء تخترق الأفق والصمت المطبق ،ثم أخرى فتعالت الأصوات ،فهمت بعد ذلك أن الأشقر هو بوش رئيس أمريكا المنتهية ولايته ،والأخر هو نوري المالكي رئيس العراق على ما أظن ،!و فردتي الحداء هما للشاب العراقي الصحفي بقناة البغدادية منتظر الزيدي ،بعدها بيوم ستكتب جميع الجرائد اليومية عناوين مختلفة ومتعددة عن الواقعة الغريبة والأولى من نوعها أو هي ربما ليست الغريبة والأولى ،طبعا لهذه الحادثة أكثر من دلالة ، سياسية وسوسيولوجية ويمكن قراءتها أكثر من قراءة .
شعراء وكتاب وصحافيون تناولوها كل حسب ما جادت به قريحته، منهم من مدح الحداء ومنهم من أعجبه الانحناء ومنهم من مدح صاحب الحذاء بل ومنهم من عرض مالا لشرائه !!
حداء طائر في الهواء يخيف رئيس اكبر دولة في الدنيا ،المثير في الأمر أن الحذاء اخفق الرئيس وأصاب العلمين العراقي والأمريكي وكأنه ضد السياسة الأمريكية الخارجية ككل وحتى العراقية
والمثير أيضا أن المالكي كان يحاول الذود عن ضيفه الأشقر بيديه ،والمثير أكثر ان بعض الحراس العراقيين بدأوا بضرب أخيهم منتظر مباشرة بعد رميه للحذاء واقتادوه حافي القدمين الى مخفر الشرطة بالمنطقة الخضراء وسط العاصمة التاريخية بغداد .
لكن هناك سؤال :لماذا جاء بوش إلى العراق في هذا الوقت بالذات ؟بعض القنوات تضع تعليقا ظريفا مصاحبا لوقت الرمية الحرة للحذاء ،إذ يصيح المعلق كما لو سجل هدف في مباراة في اللحظة التي يرمي فيها منتظر حذاءه ،وهنا يمكن تشبيه وقت الزيارة بالوقت الميت من عمر المباراة السياسية والسياسة الخارجية ،وهناك من وصف الحذاء بالذهبي قياسا على الهدف الذهبي الذي عادة ما يأتي في وقت حرج ،و المسجل اخذ بطاقة حمراء ،لكن 200 محامي تطوعوا منهم أمريكيون هدفهم الدفاع عن صاحب الحذاء المنتظر.




نور الدين البيار

ليست هناك تعليقات: