السبت، دجنبر 27، 2008

أحاديث السائقيــــــــــــن ج1



سنمشي مع السائقين في دربهم وأمام مقودهم في رحلة السياقة والحماقة وحتى العياقة داخل شوارع البيضاء وخارجها على الطرق الرئيسة والثانوية والسيارة .
في طريقه إلى الشركة يصل عبدو متوترا ككل مساء قاطعا مئات الكيلومترات
وسط البيضاء وحدها ،في شارع عبد المؤمن وقف عبدو بجانبه تقف سيارة أمام مقودها شابة
في مقتبل عمرها تمسك بين أناملها الرشيقة سيجارة شقراء ،سأله معاونه
هل هي ،كاورية ،أي أوربية ،؟أجابه عبدو: لا ،هي غير من هنا وكتكمي ،استغرب معاون
عبدو بسذاجة ،الله يستر معلقا على المشهد ،لكن الفتاة التي كانت تدخن بشكل غريب وكأنها تأكل لحلوى،جعلته يستغرب
بعد ذلك اطلق سائق من الخلف صفرة كلاكسون لكن عبدو رد بصفارة أطول
شاتما إياه شتيمة لا تنسى ،قال له مساعده دعه يمشي باين عليه حمار ،لماذا الكلاكسون دائما في الشوارع العربية للإجابة ينبغي الوقوف في المفترق ،
وقف هو في المفترق أمام إشارة حمراء ،بعض السائقين يدمنون الضغط على الكلاكسون
بطريقة غبية يكشف تخلفا صارخا في المفاهيم ،إذ أن أول سيارة ستتحرك بعد إشارة الأخضر إذن لماذا العناء؟أمام عبدو مشوار في الليل إلى حيث طنجة شمالا، عليه تسليم بضاعة شحن البضاعة وذهب ليتعش في بيته رفقة أبناءه الصغار لينطلق في منتصف الليل عبدو له قصص كثيرة مع السائقين ورجال الدرك والطريق السيار بعضها رائع !وبعضها أروع !! وحتى الحوادث والأمطار والوحل يحاورونه بأسلوب غير لبق أحيانا ذات ليل حوصر ساعات بين فاس والرباط بسبب عطل في المحرك بقي تلك الليلة 6 ساعات تحت البرد ،لكنه فضل النوم قرب المحرك ليحس بالدفء اخرج قنينة الماء ،شرب حتى ارتوى ووضع مثلث العطب خلف الشاحنة وافترش الأرض تحت الشاحنة وأطلق لخياله العنان محاولا النوم رغم أزيز سيارات المارة بجانبه لكن شدة التعب كانت كافية ليستسلم للنوم .





نورالدين البيار

ليست هناك تعليقات: