الثلاثاء، يناير 18، 2011

البعض يريدها عانس:المشهد الرابع


في احد المآتم حيث جاء رفقة والديه لتقديم العزاء في وفاة احد أقاربه ،رآها في المأتم متشحة بلباسها التقليدي ُأُعجب بها من أول نظرة ،وأعجبت هي به من أول همسة ،فقرر أن بخطبها تكلم مع أخيها ،اخبره إن يكلم أهله ،وفعلا كلم والديه اللذان قررا أن يخطبا الفتاة التي لم تصل بعد 18 سنة ولم تصل

سن الزواج حسب مدونة الأسرة ،فهي بالكاد شارفت على ربيعها الخامس عشر بينما هو تجاوز العشرين بست سنين ، وافق والد الفتاة القاصر مبدئيا اتفقا على كل شيء وحدد المهر في مبلغ خمسة آلاف درهم ،وافق الخاطب وأهله ، مكث الخاطب رفقة عائلة زوجته لمدة أسبوع بحكم بعده عن مدينته التي جاء منها ،ودعها وتمنى لو لم يفعل ،عمقا علاقتهما عبر الهاتف ،كان يكلمها كل مساء ،و هي بدأت تعتاد مكالماته،قرر زيارتهم ذات أسبوع من العام 2009وصل رحبوا به كثيرا فهو لم يعد غريبا عن الدار خصوصا بعد قراءة الفاتحة وتسليم المهر لأبيها

ازداد تعميق العلاقة بين الفتاة والفتى على غفلة من الأهل ،خصوصا بعدما قام بشراء ما يلزمها من هدايا ورافقها إلى السوق غير مرة ،اقترب منها أكثر أحبته بعد اقترابه ،لأنها لم تكن تجيد الاقتراب ،اختلى بها وصار الذي كان هو يعتبره حقا بينما كان في عرفها هي حبا ،وفي عرف الأسرة أمرا مخجلا وفي عرف الشارع معاشرة وفي عرف المدونة نكاحا باطلا،فالعقد لم يكتب بعد على ورقة ،

حددوا وقتا لكتابة العقد ،لكنه لم يُكتب ،رفض القاضي توقيع العقد لان الفتاة لم تبلغ السن القانوني بعد ،

بعد وقت غير يسير اتصل الأب بالخاطب ليخبره انه لإتمام العقد عليه ، دفع مبلغ عشرة ألاف درهم ،رفض الفتى وعائلته ، اقترح عليهم إن يكون الزواج تقليديا بدون عقد على إن يوقعا العقد بعد إن تصل الفتاة ثمانية عشر سنة ،لكن والدها رفض

مع أنه حصل على المهر ،لكنه لم يحصل على العشرة آلاف درهم التي طلبها منه شخص في المحكمة ،فكر الفتى ،كثيرا اتصل بوالده واخبره أن صهره المرتقي يريد مليون ،مليون! رد الأب مستغربا ،أو لم يحصل على خمسة ألاف درهم ،؟

نعم ولكنه قال لي إنهم ، طلبوها له هناك في المحكمة ،أوفي لا ادري المهم هو مصمم على المليون،

رد الأب غاضبا ،لا يمكن ،هذا الشيء لم يكن اتفاقنا ، انه أب جشع يريد إن يخدعنا ،سنسترد ما دفعنا له ،ببساطة قالها الأب وببساطة وافق الولد وعلى مضض أرجعها لهم ،لكن لا احد سأل الفتاة واخبرها بما يجري ،اتصل بها هو يعد أسبوع ،لم تكن تفهم جفاءه لها ،تقلصت المكالمات ،وتقلصت معها الأحلام والأمنيات ،وتكسر قلب المسكينة التي لامس الحب شغاف قلبها ،ذات مساء

اتصلت به وسألته عن سبب انقطاعه فجأة ،؟اخبرها ما كان من والدها ،وقد فسخت الخطبة ،ونسي الذي كان ،بكت ساعتها واشتد بكاؤها لليالي ،مقمرة ومظلمة ،بسبب سوء تفاهم ساذج على مبلغ تافه ومسألة ما كان ينبغي إن تؤخذ بهذا الشكل ،فمؤسسة الزواج أعظم من مجرد ورقة وأعظم من مجرد دراهم ،فهو الميثاق الوحيد الذي وصفه الله بالغليظ،لكن بعض الناس يحولونها إلى تجارة واستثمار ومنهم من يحولها إلى مصلحة ومنهم من يحولها إلى لعب دراري.لكن هؤلاء الدراري سيكبرون يوما ويرغبون في الزواج …..الله يكمل بخير

في القصص الأربعة التي رأينا كانت القواسم المشتركة: إن كلا من الأحبة ينسج من الزواج جبة على مقاسه ،لكن لم تكن كل ظروف الأربعة متشابهة ولا متقاطعة ،هناك قصص كثيرة اخترنا منها أربعة من صميم الواقع ،لعلنا اقتربنا من بعض ما يعتمل في مجتمع تنخره المظاهر ويطوقه الجهل المركب من كل جانب ،ويدفع به التقليد إلى المجهول دفعا،وان كنا لم نستطع ان نأتي على جميع الأوجه لعل في الرباعية كفاية تدل على التعقيد الذي تشهده علاقة أريد من خلالها الزواج،ورغم كل الظواهر يبقى الحب عاطفة نبيلة والزواج مؤسسة كبيرة وميثاقه ميثاقا غليظا . ودمتم أحبة مخلصين

إلى اللقاء