الثلاثاء، أبريل 14، 2009

الوجه الآخر للسكة







في سكة ثالثة يا سيد محسن ،سكة إيه يا رأفت ؟سكة إلي يروح مايرجعش.بهذا لجواب أجاب رأفت

(محمود عبد العزيز )بعدما اخبره رئيسه في العمل أن هناك سكتان فقط :سكة السلامة والندامة.ولم

ينتبه إلى وجود سكة اخطر هي اللي يروح ما يرجعش ،بعيدا عن مصر وفي سكة المغرب يمنع منعا كليا

عبور السكة ،هذه العبارة الشهيرة تكتب في كل جنبات السكك في محطات القطار عبر كل المدن التي

فيها سكة،حلقت الخميس من برنامج الوجه الاخر كشفت أشياء كثيرة وخطيرة منها ما له علاقة

بالسكة ومنها ما له علاقة بتسيير المرفق العام ،بدأت الحلقة بحادثة سكة راحت ضحيتها شابة في

العشرين حملت ادارة السكة المسؤولية لأهل الفتاة الذين حملوا المسؤولية بدورهم لأهل السكة الذين

تاهوا بين أهل الناس وأهل الحل والعقد ،الذين لم يفلحوا منذ عقود في ترجمة جزء من الميزانية إلى

قنطرة أو ممر يعبر منه الراجلون إلى حيث يريدون ،أين كانوا وأين هم الآن ،؟؟وهل هذه القنطرة شبح

من الغيب يحتاج كل هذه الأجساد البشرية قرابين لكي يبنى ؟ أم أن أشباحا بشرية هي من يحول دون

بناءه؟أم أنهم لا يبالون بحياة الناس التي هي شيء مقدس عند الدول التي تحترم فعلا حقوق الانسان.


ما زاد الطين ابتلالا بل كثرة البلل والماء في تربة الممر الذي فيه كانوا يحفرون ،في الحقيقة لا أدري

من المهندس الألمعي الذي انيطت له مسؤولية هذا الممر ؟تخيلوا لو كان هذا الذكي في كوريا ؟

يجب أن يتحمل المسؤولون مسؤوليتهم لان حياة الناس غالية والسكة كائن من حديد ليس له مشاعر

والناس يعرفون انه من حديد ،وبعض الناس يرممون مساكنهم الفاخرة بأعلى التقنيات وينسون بناء

الممرات والقناطر من اجل الراجلين ،الذين عليهم أن يجتهدوا في التعامل مع السكة ،حتى يصحوا

ضمير المسؤولين والمهندسين ،ومن يدري ربما استعاروا من السكة مشاعرها؟؟

نورالدين البيار