الخميس، دجنبر 06، 2007

عندما ثار الجدار


كان الجو باردا والفصل شتاءا عندما سقط حائط من الطوب الاحمر على امرأة نيفت على السبعين لقد كانت

مشيئة الله حاضرة اذ لم يصادف سقوط الجدار صبية االجوار الذين لايلعبون بعيدا عن الجدار الذي كان آيلا

للسقوط فلم ينتبه له أحد لا المقدم ولا شيخ الحارة ولا حتى جيرانه ،كان المطر الذي سقط في صبيحة أحد

ايام ديسمبر الباردة كافيا رغم قلته لاسقاط الجدار، لكن كمية الما ء ليست هي السبب الرئيس في هذا

السقوط ، طبيعة الطوب الأحمر والبنية تحت الجدار لم تكن في مستو تحمل تلك الزخات،ما زلت اذكر عندما

ناداني يوسف بينما كنا نتحاور تحت السقيفة ، مابك يا يوسف!؟ سألته باستغراب في لحظة تعالت صيحات

النساء ;والأطفال أعدت سؤاله لكنه ضل صامتا ،تنفس الصعداء وقال بنبرة المتدمر مرت ساعتان ولم ياتي

أحد والمرأة تحتضر والمطر ينزل استمر المشهد 5 ساعات ثم جاءت سيارة رجال الدرك وسيارة اسعاف

قديمة جاءت بعدهم بساعة، المجموع ست ساعات ليس رقما قياسيا لكنه توقيت جيد مع العلم ان القرية تبعد

عن مركز الدرك والمستشفى العمومي بعشر كيلومترات فحسب ،هذا المشكل يطرح حتى في المدن الكبيرة

اتفق اني كنت في احد احياء مراكش الراقية وحدتث حادثة سير فاغمي على امرأة شابة كانت داخل سيارة أجر ة

عندما وقفت وجدت اناسا ينتظرون الاسعاف واخرج الجميع هواتفهم واخرجت هاتفي الجوال لكن ما جدوى

الاخراج اذ تجاوزت مدة وقوفي ساعتين وكلت رجلاي وتركت الناس وذهبت لحال سبيلي وتذكرت الجدار

الذي ثار ،وتذكرت اشياء كثيرة وحوادث اخرى وتمنيت ان يسرع الناس لنجدة المرأة الشابة في مراكش بعدما

فشلوا في انجاد المرأة العجوز التي فارقت الحياة بعد ساعات من سقوط الجدار .وتذكرت بيت الشافعي ما

أكثر الاخوان حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل ، قد تسألون ماعلاقة هذا بذاك فأقول لكم اسألو المتنبي

حين يقول :
و كـل امـرىء يـولـي الـجـمـيـل مـحـبب و كـل مـكـان يـنـبـت الـعـز طــيـب
, رحم الله المتنبي ورحم المراة العجوز ونسأله أن يشفي الشابة التي في مراكش ويحفظنا واياكم من الحوادث والمصائب وان يتوفانا سالمين امين والى ا ـللقــــــــــــــــــاء

نور الدين البيار