الأحد، يونيو 08، 2008

أزمة القراءة ج2




ذكرنا آنفا انخفاض مؤشر لقراءة ،لكن ينبغي الإشارة إلى أن هناك تفاوت في العلاقة مع الكتب من حيث الاختصاصات ،فنجد على سبيل المثال ،صعود مؤشر الكتب الدينية وكتب الطبخ ومطبوعات المرأة والموضة وبعض كتب السياسة التي تركز على الإثارة ،كما أن هناك صعود في مجال قراءة الصحف ولمطبوعات الإعلانية ،وذلك راجع لأسباب نذكر منها :
1-العامل المادي :إذ يرتفع سعر الكتب بوتيرة مطردة مع انخفاض في ا لقدرة الشرائية في العالم الثالث عموما والعالم العربي خاصة ،وهكذا تزداد الهوة ويبتعد القارئ عن الكتاب شيئا فشيئا .
2- العامل الثقافي :وهو انعدام القدرة المعرفية لدى القارئ للاختيار بين الكتب ،خاصة التي تحتاج إلى مرجعية ثقافية من اجل معرفة مغزى الكتب وظروف تأليفه ومرجعية صاحبه ..الخ
3-العامل النوعي: المقصود بالعامل النوعي شكل المطبوع أي هل هذا المطبوع كتاب أم دورية أم مجلة أم جريدة..وهذا العامل مهم جدا في تحديد طبيعة القراء الذين ينتقون لكتب وهو ما يحيل على نوعين أو أكثر من ا لقراء وعليه يصبح الكتاب لذا البعض تقليديا.الأمر لذي يجعل القراء يركزون على الصحف والمجلات المصورة.
إن ظروف الوقت الراهن ومتغيرات المرحلة يمكن القول كان لها انعكاس على نسبة القراء بالمعنى الصحيح والثقافي لفعل القراءة ،لأن البون شاسع بين قارئ وقارئ ،فواحد يقرأ من اجل التسلية أو من اجل أن يقرأ و آخر يقرأ لأنه يحس فعلا أن فعل القراءة شيء أساس في بنا الهوية العربية والإسلامية
إن تدني مستوى التعليم في الوطن العربي يمكن أن يكون بسبب عزف الأجيال عن القراءة ،وان الأجيال القادمة ا ذا لم تهيأ لها الفرصة للقراءة في ظل تنامي وسائل تواصل جديدة كالانترنت فان الأمر سيكون اخطر مما هو عليه ،وسيزيد مستوانا وهنا على وهن وعليه فان دور الإعلام المنوط به في هذا المجال يجب أن يتضاعف ،وتكثر الحملات الخاصة بتشجيع القراء وتشجيع المبدعين الشباب من اجل التفاعل وإحداث دينامية ثقافية على المد ى المتوسط والبعيد ،لأننا دخلنا عصر العولمة والثورة المعلومية التي يشهدها العالم اليوم ونحن ما زلنا نتكبد من اجل محو الأمية التقليدية الأمر الذي يعني إننا خسرنا رهان التنمية الفكرية وسنخسره للأبد إذا لم نتدارك أنفسنا وإيصال المعرفة إلى ابعد نقطة نائية لأكثر عدد ممكن من الناس .

ليست هناك تعليقات: