الجمعة، نونبر 26، 2010

البعض يريدها عانس :المشهد الثاني



لماذا يتهم الشباب بالعزوف عن الزواج ؟هل الزواج بعدما كان يتم بكلمة واحدة بين الولي والخاطب وشاهدي عدل ومهر لا يتعدى بضع آيات من القرءان الكريم ،أصبح مظهرا من مظاهر الترف والتباهي ؟هل سيعرف الزواج انعطافا بعدما اختلطت المفاهيم؟وتحول إلى معادلة يؤرق حلها امة بأكملها؟؟
من يعزف عن الزواج في الواقع... الشاب ،أم الفتاة ،؟أم الأسرة ..أم المجتمع ؟..أم الحكومات؟؟في هذه المشاهد وغيرها نرصد الظاهرة ،وان بشكل جزئي لان الغوص في موضوع متشابك كهذا يتطلب جهدا غير يسير.




... بعد علاقة حب الكتروني عفيف لا تشوبه إلا ضبابية" الويب كام"سيقرر الحبيب السفر إلى حيث تقطن حبيبته، التي وعدته أنها لن تتخلى عن حبهما ، من أجل طلب يدها من أهلها، أعلمها انه قد يأتي ولم يخبرها بالضبط عن الموعد خبرت هي أهلها بقدوم الشاب الذي أحبها وأحبته والذي انتظرته على أحر من الجمر وأدقع من الفقر وأضنى من الهجر ، واخبر هو صديقه أنه متوجه إلى تلك التي كلمه عنها ذات صيف،مادام صديقه في طريق القبيلة التي تسكنها حبيبته،القروية ذات المستوى الجامعي!،

اتصل بصديقه في اليوم التالي واخبره انه سيكون عنده في المساء ،واخبرها هي انه غدا سيكون عندهم، وصل إلى بيت صديقه متأخرا بسبب حافلة صدئة،استقبله صديقه بحفاوة بالغة هو وأهله ،صديقه رغم ذلك لم يقتنع بخطوته وكان يضحك كلما اخبره بالأمر،في الصباح اتصل بها لتأكيد الحضور فيما هي أكدت لأهلها حضور فارسها ،وصل الصديقان قبل الغداء إلى بيت أهل الفتاة ،تناولا طعام الغداء رفقة أهل الحبيبة ،وأعطوه بعد الغداء فسحة من الزمان والمكان لينفرد بحبيبته ،على المباشر بعيدا عن شاشة الحاسوب ،فرحت جدا وهي تكلمه وفرح هو أيضا لم يكن هو أو هي يتصوران أن يتحقق هذا اللقاء الواقعي ،وفي خطوة رسمية ،بعد الحديث الذي مر سريعا كان لابد أن يقفوا على أهم نقطة في كل زواج ، المال،تكلموا عن مرحلة الإعداد القبلي للزواج ،توافقا مبدئيا ،لكن كانت التقاليد تقتضي أن العريس علاوة على المهر الذي لم يكن مرتفعا مقارنة بصاحب المشهد الأول ،أن يدفع مبلغا يساوي ثلاث أضعاف المهر القليل من اجل العرس،وباقي الأحداث الأخرى المصاحبة ،والدخلة تكون في بيت العروس و لا تكون إلا يوم العرس حتى ولو مر على العقد سنة ، أي تقاليد هذه؟؟؟تساءل في نفسه،

عاد الحبيب وصديقه يضحك ملء فيه طوال الطريق ،عنه وعن تقاليد لا علاقة لها بالواقع،ما رأيك سأل صديقه ،ما رأيك أنت؟ ،انج سعد فقد هلك سعيد!!سيقومون بتحنيط أحلامك ووضعها على قمة الجبل قربانا لأعرافهم ،علق صديقه ساخرا ،رغم ذلك لم يستسلم فهي ستفصل في المسألة ،من هي !؟سأل الصديق مستغربا ،هي لن تفرط في علاقتنا ،اتصل بها وهو في الطريق ليسألها عن ردة الفعل بعد زيارته هاته ،أخبرته أنهم مرتاحون لك ومعجبون بك !"ودخلتي لخاطرهم "،حبذا لو تأتي هذا الشهر لنكتب العقد ،أي عقد ؟؟عقد الزواج ما رأيك ،رائـــــــع .
نعم ولكن أنا الآن ظروفي لا تسمح بكل هذه التعقيدات والشروط والتقاليد،لماذا لم تقولي طيلة هذه الشهور عبر المسنجر إن تقاليدكم بهذه الغرابة،سنضطر للتوجه إلى القرية لنستقر بعض الوقت ريثما نحصل على مكان لائق ،مناسب
أجابته وهي تولول لا لن اسكن في القرية،ههه لماذا ؟سألها قالت: أنا أريد المدينة أجابها:،وأين هي التضحية والحب والغرام والأحلام.. والبطيخ! الذي اتفقنا عليه طيلة هذه الشهور ؟،أولم تخبريني عبر المسنجر أم انه ليس كلاما موثقا!!أم انك كنت تحت تأثير الحلقة الأخيرة من مسلسلك المفضل،؟؟
مستحيل، كم هي قاسية هذه الكلمة ،من حبيبة كانت قبل أسبوع فقط تريد الموت من أجلك في البحر أو في البر،ما دمت تحبها وتحبك،مالها القرية أو ليس نصف سكان الوطن هم من هناك؟ هل من يسكن هناك أشباح أم بشر!؟؟ حتى تعبري عن رفضك بهذه الطريقة المستفزة ،
هل هو تغيير استراتيجيه أم ضعف انتماء؟ أم اعتقدت أنني غبي،؟ أم هو نوع من الهوس الالكتروني الذي يصيب العوانس من حين لآخر؟
،لم يفهم شيئا في الحقيقة اتصل بصديقه وأخبره بالأمر ،لم يتمالك نفسه انفجر مقهقها ، البعض يريدها مزحة ....

انس الأمر هذه الفتاة لا تستحق لأنها منافقة ،لا يا صديقي لا تقل ذلك ،،،بل هي كذلك،قل كيف انقلبت عليك وغيرت رأيها ،لماذا تأثرت بوالدتها؟ كان عليها أن تناضل لتحرير الحب من شوائب التقاليد البالية،التي أكل الدهر عليها وشرب ونام أيضا!!كان عليها أن تراعي قدسية العلاقة ،إذا أحبتك عليها انتظارك والتضحية من أجلك في الحقيقة علاقتكما بريئة جدا لكن البعض يريدها مشبوهة.....


......يتبع

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

آه! أخيرا وجدت ما كنت أبحث عنه. احيانا يستغرق الكثير من الجهد للعثور على قطعة صغيرة مفيدة حتى للمعلومات.