الأربعاء، شتنبر 01، 2010

في رحاب رمضان 1



إن الصيام مدرسة إذا عرفت قيمتها كنت أول الداخلين إلى فصولها ،فهي تجعل الإنسان يقف بينه وبين نفسه وقفة تأمل في عظمة الشهر المبارك ،الذي يعطي للبعيدين عن الله فرصة الاقتراب ،ويعطي للمتسرعين فرصة الصبر والتروي ،ويعطي للبخلاء فرصة تعلم الجزل والعطاء،يعطي للمشاغبين فرصة إعادة النظر في شغبهم المستعار،!رمضان هذا المغتسل السنوي من علل القلوب التي تبقى عالقة طيلة عام ،لكن هناك أناس يحولونه إلى حلبة صراع مع الناس على أتفه المسائل ،مدججين بنوع من الغباء والجهل البسيط والمركب ،الذي يضيع عليهم فرصة التعليم والصوم ،فرب صائم لا ينال من صومه إلا الجوع والعطش،نرصد بعض القصص الواقعية هنا لنعتبر ،



هذه القصص حدثت في شهر رمضان هذا العام،أبطالها مغاربة صائمون ،يعزوها البعض للصيام والصيام منها براء،أولها بدأت بشعيب الذي أمنه صاحب دكان ،على دكانه إلى إن يعود بعد دقائق لكن هذه الدقائق ستحمل إليه ما لم يكن في الحسبان ، جاءه شخص يدعى ع ع ليشتري بطاقة تعبئة لهاتفه النقال ،ثمنها خمسة دراهم ،كانت الساعة تشير إلى الرابعة والنصف ،رفض شعيب الطلب بحكم انه لا يعرف كيف يرسل التعبئة الالكترونية وعليه انتظار صاحب الدكان الأدرى بهذه العملية،الأمر الذي استشاط معه ع ع غضبا،ليتوجه إلى دكان آخر حيث أخ له يبيع الفواكه ،أخبره أخاه بالأمر ،ليتوجه هذا الأخير إلى أمام الدكان الذي لم يعد صاحبه بعد ،عاد وأوقفه سيارته فيما يشبه العناد مع سبق الإصرار ،وبدء في عرض بضاعته،خرج شعيب طالبا كيلوغراما من العنب كأيها الناس ،لكن شقيق ع ع رفض بحجة أن شعيب رفض بيع تعبئة لأخيه،فما كان من شعيب أمام هذا الرفض إلا إن يطلب من البائع مغادرة المكان،لكنه رفض فبدأت المعركة،بلكمة قوية جدا أفقدت ع ع صوابه كان شعيب ينقض على الميزان الموضوع في مؤخرة العربة ليرديه قتيلا لولا تدخل صاحب الدكان الذي عاد متأخرا ،ويا ليته ما عاد،في الوقت الذي أراد شعيب سحب الميزان الصغير اعترضه صاحب الدكان لكن قوة السحب أصابت صاحب الدكان في بطنه إذ فتح في بطنه جرحا لحسن حظه كان عرضا ولم يصل إلى أحشاءه ،توالت اللكمات والسب والشتم ولم يبقى على آذان المغرب سوى دقائق معدودة ،الناس يحاولون جاهدين فك الاشتباك بين شعيب وصاحبه والبائع وشقيقه ،معركة استمرت أكتر من ساعة بسبب خمسة دراهم كان سيذهب ضحيتها إنسان لا ناقة له في الخلاف ولا جمل،والسبب الرئيس غضب أناس لا حظ لهم من صيامهم إلا الجوع والعطش ،فهل رمضان مسؤول عن تصرفات البعض أم أنهم لا يطيقون الجوع،أم هو تخلف يعقب الصيام ،أم هو الجهل الذي ينخر جسد المجتمع بشكل مخيف؟؟
في القصة التالية خلاف بسيط على صناديق فاكهة فارغة ينتهي بكارثة.
يتبع

ليست هناك تعليقات: