الخميس، أبريل 08، 2010

تكاد الأزبال أن تقول خذوني



عندما أتوجه كل صباح إلى ما يسمى الشغل ،كانت تشغل بالي مسألة أخرى ،أرى الازبال تتناثر على جنبات احد الاقامات السكنية رغم أن الشاحنة تأتي من حين لآخر لكن الازبال دائما متوفرة ،متوفرة بكثرة ;،حتى أصبح لبعض الناس تطبيع مع الازبال ،ومنهم من عشقها عشقا غير عذري ،لا يرتاح له بال حتى يراها ،عندما كنت صغيرا لليوم لم يتغير الأمر بمعنى أن الأمر ليس مسألة عادية يمكن القضاء عليها في ظرف وجيز بل هي في غاية التعقيد و متجدرة في المجتمع كغيرها من العادات السيئة المنتشرة،الناس لا يحترمون أنفسهم بالأحرى يحترمون البيئة التي يعيشون فيها،وهنا لا يمكن أن نستثني فهناك أشخاص على قدر لا بأس به من الثقافة!(لا ادري إن كان للثقافة دخل) !ويرمون الازبال في الأماكن العمومية ويدخنون على عينك يا شاعر!!،وكلما ازداد تواجد الازبال ازداد تخلف رجال البلدية المكلفين عن أشغالهم،وحتى الشركات الخاصة التي فوتت لها صفقة جمع الازبال ،لم تستطع أن تغير من الواقع شيئا،في كل حي وعاء تفيض فيه الازبال عن حاجته ،حتى تخرج من جنب ،وتتكاثر من فوق ومن تحت،الأمر الذي يسبب تكاثر بعض الحشرات ،قلة الحاويات تساهم أيضا في انتشار الازبال والذي يؤثر سلبا على البيئة ،التي نعيش فيها طبعا ،من أكثر ما يعيق القضاء على الازبال ،التي أصبحت تحديا يواجه الجماعات المحلية بكل رموزها الحزبية ،تخيلوا مسألة واحدة وبسيطة تسمى الازبال ،تقهر عتاة السياسة ،والخطباء المفوهين في الحملة ،لذا ينبغي مستقبلا اختبار المرشحين انطلاقا من نظافة المدن ،
ماهو البرنامج الانتخابي الذي تضعه الأحزاب في القضاء على الازبال ؟على غرار القضاء على المخدرات ،وما هو البرنامج في المقابل الذي تضعه لتنظيف وتهيئة المدينة وإعداد المناطق الخضراء؟؟؟؟؟
اشك أن هناك بعض المجالس تضع مثل هذه البرامج ،وإلا فما السبب الذي يجعل الطرقات مليئة و الاقامات السكنية والمحطات الطرقية ،فإذا استثنينا بعض المناطق في بعض المدن ،والتي تعتبر أنمودجية فالباقي ، انتم تعرفونه ،اعتقد أن المواطن يتحمل الجانب الأكبر من المسؤولية ،لأنها مسألة تربية ،هناك نقص في البرامج التعليمية ، حول كيفية التخلص من الازبال والحفاظ على نظافة الحي لان الإنسان ابن بيئته وحي نظيف هو امتداد لمدينة نظيفة وهلم جرا،حتى القانون لا يحارب على ما أظن كل من يرمي شيئا في الشارع العام كما في" أوربا"،وقد رأيت بأم عيني أناسا يرمون الأزبال بكل هدوء وبدون خجل ،يرمونها في الشارع ،في الحدائق ،في الحافلة ،أمام الحوانيت ،يشتري "علبة بسكويت "ينهيها بين الشارع والدكان وبطريقة درامية مستفزة يضع الغلاف في الشارع، لماذا ؟؟أنا شخصيا لا ادري
إن قياس تحضر أي بلد مرتبط بشكل وثيق بحجم نظافة شوارعه ،إن أحياءنا متغيرة وان ،الازبال منتشرة ،و إن الجماعة مرتبكة ،وان صحتنا بين أيدينا وان النظافة من شيم ديننا وان لله وإنا إليه راجعون,,,,…….


نورالدين البيار

ليست هناك تعليقات: