الأربعاء، مارس 18، 2009

رحلة الربيع






ككل الناس الذين يغتبطون بالسفر غير المترف طبعا على متن حافلات الخواص المخصوصة ،

الضجيج هو الضجيج والناس يجرون هنا وهناك ،لقد صدمت وأنا أقف أمام محطة أولاد زيان مرة أخرى وذهلت وأنا

ادخلها دخولا غير موفق كانت الأجواء شبيهة بأجواء العيد الكبير ككل دخول إلى هذه المحطة من تاريخ النقل الذي قيل

انه منظم ،يزداد الضجيج ويزداد التقهقر المرئي على حافة القرون القادمة من القرن الواحد والعشرين ،يزداد التعميم

والتعويم في طرقات غير معبدة ،عبر برنامج التأهيل ،وتزداد معاناة الحوامل والرضع وتزداد التعريفة لتصل الضعف

ويزيد ،وتزداد المعاناة مع ازدياد الأسعار وتسرق الكرامة في رابعة النهار على عينك يا شاعر ويزداد الصراخ تلو

الصراخ في أذن الشارع المؤدي إلى الطريق السيار ،.


تخرج الحافلة متجهة صوب الجنوب على غير هدى كأنها لم يسبق لها مسير إلى حيث تسير فقط ضغط العطلة الربيعية

جاء بها من حيث لا يدري سائقها ومن حيث لا يدري ركابها وجاءت 100 درهم تمن الورقة الواحدة من حيث لا تدري

وزارة النقل ومراقبة الطرق وجاءت الكراسي المهترئة ،وجاءت الحافلة وجاء الدوار وجاء فصل الربيع وجاء كل شيء

إلا شيء واحد انتظرته طويلا لم يجئ بعد وقد لا يجيء قبل موتي وموتكم ،وجئت أنا لأكتب عن واقع رأيته بعائلة عيني

على مدى رحلات وليس بأم عيني فحسب ،توجهت الحافلة فجأة دارت بعد ساعتين وعادت للطريق نفسه ظل السائق

المستعار الطريق التي لم يرها من قبل ،وكان عزاؤنا الوحيد هو منظر الربيع الأخضر الرائع المتمثل في سنابل انحنت

بتواضع على جانبي الطريق السيار ،الربيع فصل جميل يدعو للتأمل والسعادة لكن غصة المحطات ترجعني سنوات

وتحيلني على زمن ولى لم تكن فيه عربات ،بين رحلة الصيف و الشتاء كانت رحلة الربيع ذكرى وعبرة لكل راكب أو

عابر سبيل كتب عليه المرور من هكذا مكان .


ليست هناك تعليقات: