الأربعاء، نونبر 19، 2008

هذا المساء


بعد المساء ..ليل وبعد الليل فجر أكيد



في الحقيقة كباقي المغاربة والحقوقيين ولشعراء ولقراء والمستمعين والمشاهدين ……صدمت لحكم التعويض المفروض على جريدة المساء ،612 مليون سنتيم ،هذا تعويض مادي عن خطأ معنوي فهل يستويان؟
عادة وفي دول العالم كلها المتقدمة والنامية والسائرة في طريق النمو وحتى النائمة! يتم التعويض بدرهم رمزي أو جنيه رمزي أو فلس رمزي أو ريال حسب عملة البلد ،طبعا إذا تكلمنا عن أوربا والدول المتقدمة الغنية ف اورو رمزي لا شيء لأن هذه الدول غنية يعني منطقيا في المغرب يجب ن يكون التعويض اقل بقليل من ذلك وقد يصل إلى درهم واحد على ابعد تقدير ،لكن الحكم كان صدمة وأي صدمة فكيف يعقل أن تحاكم جريدة بهذا المبلغ مع العلم أن هناك قانون وقضاء !!.يقال والعهدة على الراوي أن التهمة هي القذف وبالرجوع إلى العدد في أرشيف المساء تبين انه لا يوجد اسم شخص بعينه تضمنه الخبر وبالتالي فهو خبر في حكم المبهم ومع هذا ثم الاعتذار في الجريدة نفسها بمعنى خرجنا من دائرة الخبر المبهم إلى دائرة الانتقام المعلن ،أي أن هناك من كان يتربص للجريدة ،وهنا يمكن الربط،مع وجود فارق بسيط بين قضية المساء وقضية المغراوي أي أن هناك من كان ينتظر خطأ ولو بسيطا للإجهاز عليها وهو ما حصل للمغراوي إذ بمجرد ظهور الحديث عن تفسير آية سورة الطلاق على السطح حتى تناولتها بعض الصحف الغير المختصة وصحيفة تنقل عن صحيفة وانتشر الخبر انتشار النار في الهشيم وتم تأويله إلى ما لا يقبل التأويل جدلا،وأصبح المغراوي بين عشية وضحاها شخص ضال يثير الشبهات وكأن الشبهات قبل 30 سنة ويزيد لم تظهر وهو تاريخ تأسيس المغراوي لجمعية الدعوة إلى الكتاب والسنة بمراكش ،وقد صرح د. المغراوي نفسه انه فسر ولم يفتي كما فسرها الفقهاء من قبله بقرون ولم ينتبه لتفسيرهم احد لأن كتبهم ثاوية في رفوف المكتبات ولا تكتب عنها الصحف كل صباح .

الأمر غريب فعلا .في قضية المساء بدأت الأقلام قبل الأقوال وهناك من لا يعرف حتى عم يتكلم المتكلمون؟ الأمر يضحك ويبكي في الوقت نفسه فهناك تناقض في الخطاب الصحفي والحقوقي .بعض الناس يحبون الوطن ويخلصون له وبعضهم يسعى لإرجاعه إلى ما قبل التاريخ حيث لم تكن هناك مساء ولا صباح ولا كتابة ولا محاكم ولا محامون .
المهم نحن لان في القرن الواحد والعشرين وأتمنى صادقا أن ندخل فعلا للقرن الواحد والعشرين بكل ما يحمله القرن من متغيرات . أحلم أن ندخل القرن الواحد والعشرين بهدوء ودون التفكير في زمن ولى يوصف بالمخيف ،احلم أن أعيش في مغرب جميل ،مغرب يؤمن بالحرية والمواهب مغرب يساير المتغيرات ويقدس الثوابت ويعطي الفرص لمن يستحقها دون حيف مغرب ينصف المظلوم ويسجن الظالم ،مغرب يعيد المسروق ويعاقب السارق ،مغرب ينتبه القضاء فيه لأشياء تحتاج أكثر من و قفة تأمل ،أشياء أعمق وأسمى من خبر في جريدة ، مغرب تتنافس فيه الأفكار الكبيرة والعقول بحكمة وعقل .مغرب فيه علماء يستنبطون العلم النافع وقضاة يحقون الحق ويمحقون الباطل ،احلم بمغرب ترى في محيطه الأسماك تسبح بهدوء محيط يرى من خلاله إذا رميت الدرهم صافيا ،بعيدا عن المضاربات ووسخ الدنيا ،لأن الدنيا لا تدوم والتاريخ لا يرحم.


نور الدين البيار.

ليست هناك تعليقات: