الجمعة، أكتوبر 31، 2008

حديث الأمطار 1



تساقطت الأمطار فسقط هو في الوحل هذا ما حدث لجاري العزيز ذات صبيحة من شهر أكتوبر.
لم أكن اعلم فعلا !أن بنيتنا التحتية تحتضر أو أنها احتضرت منذ زمن ،30 دقيقة فحسب من الأمطار تجعل مورفولوجيا كازابلانكا ، أكبر مدينة مغربية ،شبيهة بأرخبيل أسيوي بدون جزر بل تم تعويضها بحفر ،لا تكاد تتمشى قليلا على رجليك دون أن تمارس رياضة النط والقفز الطولي وحتى العرضي مضطرا لا بطلا ،قبل أسبوعين تصادف وجودي بالسعيدية ذات البحر الساحر والبر الضائع،حيث أرخبيل جميل من الحفر المليئة بالأوحال والمياه وكدت اسقط على وجهي في بركة مائية وأنا أحاول الوصول إلى مسجد لأصلي الجمعة قرب حي دالاس فاضطررت لوضع رجلي إلى ركبي في الماء خارجا بأقل الخسائر الممكنة بلل في الجوارب والحداء وجزء البنطال الأسفل لا غير .هذه آخر موضة في المغرب بعد المطر القفز والنط والمشي بين الحفر والبرك.لكن لدي سؤال يحيرني :أين يوجد مقر رئيس البلدية المنتخب وما الذي يفعله وهل سبق لسيادته أن سقط في حفرة ماء؟
نعود إلى البيضاء التي بدأ بياضها يختلط بسواد الدخان المنبعث من بعض المصانع القريبة جدا من السكان ،واستغرب جدا مرة أخرى من المهندس الألمعي الذي وضع هذه التصاميم المعمارية حيت تفتح نافذة غرفتك مباشرة على مصنع .المهم قفزت واعدت القفز وأنا اتامل الأطفال الصغار أيضا يقفزون ومنهم من يتعلم القفز والشيوخ ليس لديهم حل سوى خلع نعالهم وعبور البركة لان القفز نتائجه غير مضمونة (اللهم يسرد وإلا تهرس ليه شي عظم).
حال المدينة يبكي فعلا وحال القرية اشد وقعا على المرء من وقع الحسام المهند، على رأي طرفة بن العبد ،في القرية المصيبة مضاعفة لان الوحل كثير والطرق غير معبدة والأزقة غير مبلطة ورؤساء الجماعة الأشاوس أكثر سباتا من غيرهم ،سبات شتوي لن يستفيقوا منه إلا بعد صيف السنة القادمة اقتراب الانتخابات الجماعية إذ سيستفيقون لمدة شهر مع احتساب الحملة ثم يؤوبون إلى نومتهم خمس سنوات .باز ليهم فعلا رقم قياسي لن يستطيع احد تحقيقه إلا في الجماعات القروية .
بيوت تهدم وحيطان تقع وحفر وأموات يرحمهم الله ويلهمنا وأهليهم الصبر ،ويقينا وإياكم شر الكوارث والإعصار وشر رؤساء الجماعة الأخيار .


نور الدين البيار

ليست هناك تعليقات: