الجمعة، ماي 02، 2008

أسئلة من لهب



اليوم مرت سبعة أيام على محرقة لساسفة ،المحرقة التي خلفت مجموعة أسئلة غير عادية خصوصا تزامنها مع موجة ارتفاع الأسعار ،حيت إن الأسعار بدورها ملتهبة .
إلى أي حد صدقت مقولة ،ما دمت في المغرب فلا تستغرب ؟،قبل أسبوع احترقت أجساد عشرات المواطنين العمال في مصنع أفرشة بمنطقة لساسفة جنوب البيضاء ،حوادث الاحتراق كثيرة وليست جديدة على العاصمة الاقتصادية دائما كنا نسمع عن احتراق كاريان أو سوق عشوائي .لكن الحريق الأخير ليس ككل الحرائق إذ كان له وقع على الأبصار والأسماع وحتى الأفئدة لأن عدد المحروقين كان كثيرا ولان النساء كن أكثر المتضررات ولأن المعمل كان موصدا و لأن الأجساد كانت متفحمة بشكل مخيف .
ألا يمكن أن نسمي هذا إرهابا؟ مع العلم أن مفاهيم الإرهاب تختلف من شخص لآخر حسب الظواهر والمتغيرات وكذلك العقليات ،فعقلية صاحب المصنع مثلا عقلية إرهابية غايتها الربح السريع فقط حتى ولو كان على حساب الجثث المحترقة والمتفحمة ،لقد قال الرسول عليه السلام أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ،لكن هنا لم يجف عرقه فحسب بل احترقت جثثه واختنقت أنفاسه.
لكن هناك أسئلة فعلا محيرة الايوجد وزارة وصية على هذا القطاع؟ ،أليست هناك لجنة مراقبة ؟الم يكن أحدا من المسئولين بدءا بالوالي وانتهاءا بالمقدم ديال الحومة يعرف بوجود هذا المعمل ؟
ألا يوجد شخص اسمه مفتش شغل ؟ألا يوجد مفتش للضمان الاجتماعي ؟
قالوا إن شروط السلامة غير متوفرة بل وحتى السلامة غير متوفرة فبالا حرى شروطها .
عشرات الأبرياء يموتون خنقا وحرقا لا لشيء سوى أنهم كانوا منهمكين في شغلهم وعوض فتح الأبواب والنوافذ لتهوية المكان المختنق أصلا نظرا لحرارة الجو تم إحكام القفل عليهم ،لماذا يا ترى ؟
هل ستتخذ الحكومة إجراءات ضد المعامل الأخرى المنتشرة كالنمل وسط البيضاء أم أنهم سيمرون مرورا ونلتقي بعد الفاصل؟
هل مصطلح الحريق الذي يطلق على الهجرة السرية مستمد من الحرق فعلا ؟هل يمكن المقارنة بين من يحرق سرا في اتجاه شمال المتوسط في قارب ومن يحترق داخل معمل غير بعيد من الأطلسي ؟لكن هناك فرق بين أن تحرق وان تحترق ،إذ الأول هنا إرادي والتاني لا إرادي .لكن يبقى السؤال أيهما أصعب احتراق النفس أم احتراق الجسد؟

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

c vrais mais en doit faire quelque chose