الخميس، غشت 30، 2007

الشارع الطويل


كنت أمشي في مدينة ما في الشارع الطويل والسما بتبكي علي والناي الحزين على رأي العندليب ,كنت ماشي وأنا أبكي على

بلدي ومن حقي ان ابكي عليها ,ابكي على الشارع المسكين الذي يخجل ان يتكلم ,فالناس في الغرب من الكرة الأرضية يختزلون

ديمقراطيتهم في حزب او حزبين هذا اولا ونحن يفرخ الحزب عندنا أحزابا , حتى اني لم اتمكن من استيعاب جميع الرموزوأنا

شخص درس في الجامعة فماذا عن الذين لم يدرسوا قط حقا الأمر صعب ,والناس هناك ينظفون شوارعهم ويضعون قوانين

صارمة وزاجرة للحفاظ عليها بصورة واضحة ثانيا ونحن أغرقنا الشوارع اوراقا ورموزا وصو را وتخيلوا معي مقهى في

حي شعبي نفترض ان به 100شخص والناس ياخذون اكثر من ورقة لنسلم ان كل شخص سيأخذ3 نسخ لرمز ما هنا لدينا 300

نسخة لرمز واحد فاذا اضفنا 32 رمزا الاخرى سيصبح المقهى مليئ بالاف الاوراق وهلم جرا ,كان على المرشحين التعاقد مع

احدى الشركات المتخصصة حتى لا يتكرر المشهد ككل حملة لأن الناس يرمون الاوراق بعد رؤيتها مباشرة .

ان خمسة عشر يوما من الحملة الانتخابية ستغرق الشوارع بالاوراق الكثيرة والرموز المختلفة والصور الجميلة لمرشحينا
الذين يتفق أغلبهم على الظهور بلباس غربي انيق تؤثثه الاقمصة البيضاء ورابطات العنق ذات الالوان الزاهية

وأنا أتسآل هنا هل هناك علاقة بين الزي والمواطنة لأن التقاليد تعبير عن ا لمواطنة واذا كان الجواب ايجابيا ,فما محل ال

لباس المغربي من الاعراب في جملة هذه الصور التي تدعو الى حملة والحملة تدعو الى انتخاب مرشحين من اجل التغيير الى

أحسن طبعا, الى ديمقراطية مغربية في كل مناحي الحياة التي يعيشها الانسان من تغطية صحية واجتماعية وتعليمية وعلمية عملية, الديمقراطية فعل وليست لباساو عطور ورابطات عنق ذات ماركات عالمية ,المهم واصلت المسير في الشارع الطويل

وانا أتابع ما يجري في المقاهي و في الاسواق حيث الباعة المتجولون وحيث الشعارات و صراع المواويل فمن يصيح على

التفاح ومن يصيح لأجل الخيار ومن يصيح على البطيخ ومن يصيح لأجل الموز ...فمن يبيع بدرهم ومن يبيع بدرهمين ومن

يرفع صوته ومن يخفضه وبين من يقول انها سلعة محلية ومن يقول انها مستوردة وتوالت المنافسة بين الباعة بحت حناجر

وضاعت اصوات وتاهت اشعاري عن الحب العذري داخل السوق ولم اعد أقوى على تنضيد القوافي ,وتشتت الافكار وتذكرت اني كنت على موعد مع صديقي في المقهى التي وجدتها مليئة بالاشخاص فظننت اني اخطأت العنوان ,لكن تبين لي اني اليوم لن

أشرب قهوتي المفضلة في قهوتي ,ويجب علي أن اصبر اكثر من اسبوع حتى تختفي الاوراق ويختفي الاشخاص وتختفي

الصور والرموز تماما ويعود الهدوء الى المدينة كي اتمكن من سماع العصافير تزقزق والبلابل تشدو واستمع الى الاخبار في هدوء ويهطل المطر ويعود الشارع الطويل مبتسما كما كان في ايام الخريف تؤثثه اوراق الشجر التي حلت محلها أوراق البشر.

ليست هناك تعليقات: